منتدى هديل الحمام
اهلا وسهلا بك فى منتداك يسعدنا تواجدك معانا ونتمنى ان تساهم بصدقة جارية
منتدى هديل الحمام
اهلا وسهلا بك فى منتداك يسعدنا تواجدك معانا ونتمنى ان تساهم بصدقة جارية
منتدى هديل الحمام
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى هديل الحمام

منتدى هيسعدك
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  
من قال سبحان الله وبحمدة غرست لة نخلة فى الجنة
تذكر ان سبحان الله وبحمدة بها يرزق الخلق
من قال سبحان الله وبحمدة فى يوم 100 مرة حطت خطاياة وان كانت مثل زبد البحر
من افضال سبحان الله وبحمدة ان من قالها مئة مرة كتب لة الله 1000 حسنة ( مسلم)
كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان فى الميزان حبيبتان الى الرحمن سبحان الله وبحمدة سبحان الله العظيم
من افضال قولك سبحان الله وبحمدة ان من قالها حط الله عنة سيئة وكتب لة حسنة ورفع لة درجة
وفى صحيح مسلم ان من قال سبحان الله وبحمدة حين يصبح وحين يمسى 100 مرة لم يات احد يوم القيامة بافضل مما جاء بة إلا رجل قال مثل ذلك او اكثر

 

 فتاوى رابغ للالبانى الجزء الثانى

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
احمد الزهرى
Admin
احمد الزهرى


عدد المساهمات : 227
نقاط : 19125
تاريخ التسجيل : 31/03/2014
العمر : 34

فتاوى رابغ للالبانى الجزء الثانى Empty
مُساهمةموضوع: فتاوى رابغ للالبانى الجزء الثانى   فتاوى رابغ للالبانى الجزء الثانى Emptyالأحد مايو 04, 2014 5:13 pm


السائل: شيخ نسمع كثيرًا أن بعض الأئمة إذا لم يوجد في الباب حديث صحيح ووجد حديث ضعيف؛ يقولون: يؤخذ به في الباب؛ كالإمام أحمد -مثلاً-، فما هو مقصودهم بالحديث الضعيف هذا؟
الشيخ: مقصود الإمام أحمد، كما شرح ذلك ابن تيمية في بعض كتبه الحديث الحسن المعروف اليوم؛ لأن الحديث الحسن لم يكن مشاعًا استعماله في زمن الإمام أحمد كثيرًا؛ فقد كان الحديث يومئذ ينقسم إلى قسمين: صحيح وضعيف، فإذا جاء عن الإمام أحمد -أحيانًا- أنه يؤخذ بالحديث الضعيف في الباب إذا لم يكن غيره؛ فهذا يعني الحديث الثابت في أدنى مراتب الثبوت؛ ألا وهو: الحديث الحسن.
وهذه أمور اصطلاحية يعرفها من كان له اشتغالٌ بهذا العلم، الذي له مثل هذا الاصطلاح؛ فحينما يُقال: "حديث حسن"، ويُقال: "حديث صحيح" أينما يعنون بهذين الاصطلاحين أن الحديث الحسن ثبوته، -عطس الشيخ وحمد الله فشمته الجلسين- إنما يعنون أن ثبوت الحديث الحسن دون ثبوت الحديث الصحيح، وماذا تحت هذا التفصيل؟


--------------------------------------------------------------------------------

ذكروا في علم المصطلح أن الحديث الصحيح: ما رواه عدل ضابط عن مثله عن مثله إلى منتهاه، ولم يشُذ، ولم يُعلّ.
أما الحديث الحسن فقد عرَّفوه بنفس التعريف في كل فقراته؛ إلا أنهم قالوا في الشرط الأول؛ بل الثاني وهو الضبط: ما رواه عدل ضابط حفظه دون حفظ الثقة الضابط، هذا من كان في الإسناد مثل هذا الرواي حفظه فيه شيء من الضعف فليس متينًا هذا الحفظ؛ كحفظ الثقة الذي يكون حديثه صحيحًا.
يعني إذا كان هناك رجلان أو راويان أحدهما يحفظ الرواية أو الشيء الذي يسمعه حفظًا جيدًا يندر جدًا جدًا أن يخطئ في روايته. أما راوي الحديث الحسن فهو حافظ لكن يخطئ أحيانًا في روايته فيجعلون هذا النوع من الرواة يجعلون حديثه حسنًا؛ لأنهم قد لاحظوا في روايته شيئًا من سوء الحفظ بعكس الأول.
فإذا عرفنا هذا التفصيل ففي حديث الراوي الثاني الذي جعلوا حديثه حسنًا فيه شيء من الضعف بالنسبة للرواي الأول الثقة الذي لا يوجد في حديثه ضعف؛ ولهذا كانوا من قبل يطلقون على هذا الراوي الثاني أن حديثه ضعيف يعني بالنسبة للأول.
ولا شك أنهم حينما كانوا يستعملون الاصطلاحين: "صحيح وضعيف"؛ فقد كان مستقر في أذهانهم أن الصحة درجات، أدنى درجات الصحة اصطلحوا فيما بعد تسمية هذا النوع من الحديث: بالحديث الحسن، وقد كان هذا الاصطلاح حدث بُعيد زمن الإمام أحمد، استعمله الإمام البخاري أحيانًا، وهو من تلامذة الإمام أحمد، وأشاع استعماله تلميذ الإمام البخاري؛ وهو: الحافظ الترمذي.
فإطلاق أحمد جواز الأخذ بالحديث الضعيف إذا لم يكن في الباب غيره حُمِل على أنه المقصود بالحديث الضعيف هذا الذي ضعفه نسبيٌّ بالنسبة للحديث الصحيح.
الحديث الضعيف بالمعنى الاصطلاحي فيما بعد الذي هو يأتي في المرتبة الثالثة الصحيح، الحسن، الضعيف؛ وهو الذي اشتد سوء حفظه فحديث هذا الرواي مجمع على أنه لا يؤخذ به في الأحكام؛ كما ذكر ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- في بعض فتاويه















محتويات الشريط:-
1 - عند الذهاب إلى السوق يرى الإنسان كثيرًا من المنكرات، فما موقف المسلم من ذلك؟ وهل ينكر كلما رأى منكرًا؟ (00:00:00).
2 - ما صحة حديث دعاء السوق? (00:01:01).
3 - إطلاع الشيخ على أحدى الرسائل التي ردت عليه، وتنبيهه على وجوب التصفية والتربية. (00:01:11).
4 - حديث: (إِذَا تَبَايَعْتُمْ بِالْعِينَةِ .... ) يبين حالة الذل التي أصابت المسلمين. (00:16:15).
5 - اختلاف المسلمين في العقائد وخطورة هذا الاختلاف وتعطيل الفرق الضالة لصفة العلو لله -عزَّ وجلَّ-. (00:18:40).
6 - الكلام على الإهتمام بالأخلاق كما اهتممنا بتصفية الدين من البدع. (00:24:03).
7 - الواجب على المسلمين أن يأخذوا العلم عن أهله، ومعنى قوله تعالى: {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ} (1). وعدم الاغترار بكل من ألف أو حقق. (00:27:18).
8 - نصيحة الشيخ للناشئة الذين تصدوا للتأليف أو التحقيق ولما ينضجوا بعد. (00:32:57).
9 - هل هناك فرق بين قولنا: (لا معبود حق إلا الله) و (لا معبود حق في الوجود إلا الله)؟ وتنبيه الشيخ على خطأ من يقول: (لا معبود إلا الله). (00:38:16).
10 - ما صحة حديث: (عَلَيْكُمْ بِالْجَمَاعَةِ؛ فَإِنَّ يَدُ اللهِ عَلَى الْجَمَاعَةِ، وَمَنْ شَذَّ شَذَّ فِي النَّارِ)؟ (00:41:08).
11 - ما الفرق بين منهج التبليغ ومنهج السلفيين؟ (00:41:32).
12 - ما معنى قوله صلى الله عليه وسلم في حديث جبريل في أمارات الساعة: (أَنْ تَلِدَ الأَمَةُ رَبَّتَهَا). (00:52:18).
13 - ما حكم تحديد الأسعار؟ (00:59:04).
((((((

1 - عند الذهاب إلى السوق يرى الإنسان كثيرًا من المنكرات، فما موقف المسلم من ذلك؟ وهل ينكر كلما رأى منكرًا؟ (00:00:00).
---------
__________
(1) [النحل: 43].


--------------------------------------------------------------------------------

السائل: عند الذهاب إلى السوق، الواحد يرى الكثير من المنكرات، فما موقفنا منها، هل ننكر عليهم؟
الشيخ: الجواب معروف عندك: ((مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ، وَذَلِكَ أَضْعَفُ الإِيمَانِ)).
سائل: فإن استطاع الواحد أن ينكر بلسانه وهو ذاهب إلى السوق لشراء بعض الحاجيات، فهل ينكر كلما قابل منكر؟
الشيخ: مكانك راوح! هو الجواب نفسه: ((مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ)) إلى آخره، فهل يستطيع كلما رأى منكرًا؟ إما يستطيع أو لا يستطيع، فالجواب هو هو.
((((((
2 - ما صحة حديث دعاء السوق? (00:01:01).
---------
السائل: دعاء السوق، ما صحته؟
الشيخ: دعاء السوق: حسن لغيره.
((((((
3 - إطلاع الشيخ على أحدى الرسائل التي ردت عليه، وتنبيهه على وجوب التصفية والتربية. (00:01:11).
---------
السائل: والرسالة التي فيها [ .. ] هل ترد عليها؟
الشيخ: أنا ما كنت واقفًا على الرسالة حتى يكون لي رد عليها، في هذه الفترة وقفت على الرسالة، ويخلق الله فيما بعد ما لا تعلمون؛ لكن لما قرأتها ما وجدت فيها شيئًا جديدًا، وأعود لأُذكِّر بما قلت لك -آنفًا- حينما ذكرت من انتقد حديث: ((أكثروا)) (1)
قلت لك: تعرف المؤلف؟
قلتَ: لا.
هكذا كان أكثر الطلاب اليوم، بمجرد أن يقفوا على رسالة وهم لا يعرفون شيئًا عن المؤلف، هل هو ابن اليوم أم ابن شهر أم ابن سنة أم ابن سنين أو ابن نصف قرن من الزمان اشتغل في هذا العلم، ما يعرفون شيئًا، مجرد أن يقرؤوا لأي إنسان، تبلبلت أفكارهم.
__________
(1) جاء ذلك في الشريط الأول من فتاوى رابغ: الصفحة: (23 - 24).


--------------------------------------------------------------------------------

اليوم فيه صحوة صحيح؛ لكن يصحب هذه الصحوة قلة التربية! وأعني بالتربية: التربية الإسلامية. ولي أنا كلمة قديمة منذ نحو عشرين سنة في علاج الأمة، أنها قائمة على ركيزتين اثنتين:
الأولى: أسميها بالتصفية.
والأخرى: بالتربية.
أعني بالتصفية: هو ما انتبه له -الآن- كثير من الشباب، وهو سبب ما يُسمَّى بالصحوة؛ أعني بالتصفية: محاولة الرجوع إلى الإسلام المصفَّى من كل ما دخل فيه، فلو نظرنا للعقائد في التوحيد لوجدنا كثيرًا من الأمور التي دخلت في هذا المجال الذي هو الأس الأول من دين الإسلام؛ لوجدنا فيه أشياء مخالفة للكتاب والسنة.
أما الشركيات والوثنيات التي لا تزال ضاربة أطنابها في كثير من البلاد الإسلامية، فأظنكم على علم بشيء من ذلك. ومن لوازم هذا النوع من الدخيل في الإسلام: الإخلال بالشهادتين -شهادة أن لا إله إلا الله- التي تستوجب وتستلزم إخلاص العبادة والدعاء لله وحده لا شريك له، فقد أخلَّ بهذا جماهير المصلين في أكثر البلاد الإسلامية، فهم ينادون غير الله، ويستغيثون بغير الله، ويتوسلون بعباد الله، هذا كله دخيل في الإسلام.
وقد اقترن مع هذا الإخلال في الشهادة الأولى الإخلال في الشهادة الأخرى -وأنَّ محمدًا رسول الله-. فإن اعتقاد المسلم مخلصًا من قلبه أن محمداً رسول الله يستلزم تفريده باتباعه دون سواه.
كما أن الشهادة الأولى تستلزم توحيد الله في عبادته، فالشهادة الأخرى تستلزم إفراد الرسول في إتباعه.
أما اليوم، فأكثر المسلمين لا يتبعون رسول الله؛ بل لا علم لهم بما كان عليه رسول الله؛ وإنما كل واحد منهم، يتبع إمَّا شيخًا فى الفقه، أو شيخًا في السلوك -كما يزعمون-؛ أي: التَّصوُّف، كل هذا وهذا انحراف عن العقيدة الصحيحة، وهذا لابد من تصفية هذه العقيدة مما يتعلق (بها الزيادة) من الشهادة لله بالوحدانية ولنبيه بالرسالة.


--------------------------------------------------------------------------------

كذلك من التصفية: تصفية كتب التفسير مما فيها من الإسرائيليات، فضلاً عن الأحاديث المنكرة والواهية والموضوعة؛ فكتب التفسير مشحونة شحنًا بمثل هذه الأحاديث والإسرائيليات، كذلك كتب الحديث وكتب الرقائق والمواعظ فيها المئات بل الألوف من الأحاديث الضعيفة والموضوعة، هذا كله داخل تحت باب -أو عنوان-: التصفية.
والسر في هذا أن الله -عزَّ وجلَّ- لما أنزل القرآن شفاء لما في الصدور، وتولَّى رسول الله صلَّى الله عليه وسلم بيانه للنَّاس بأمرٍ واضحٍ من ربِّ النَّاس؛ وهو قوله تعالى: {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ} (1). فإذا كان القرآن بشهادة القرآن نفسه إنما هو شفاء للناس، وكان حديثه عليه السلام بيان لهذا الشفاء؛ فإذا ما دخل في هذا الشفاء قرآناً وسنةً ما ليس منه؛ فلا شك أن الشفاء حين ذاك سوف لا تكون حصيلته كما كانت يوم كان القرآن يوم أنزل، ورسول الله صلَّى الله عليه وسلم يبينه للناس مباشرة، يومئذٍ كان القرآن شفاء للناس مائة في المائة، أما فيما بعد ذلك فبنسبة ما يدخل في هذا الشفاء من العناصر التي تنافي الشفاء؛ بل تأتي بالداء؛ حينئذٍ لا يكون الشفاء الذي كان قديمًا شفاءً تامًّا لا يكون فيما بعد شفاءً تامًا كذلك؛ ولذلك كان من الضرورى تصفية ما يتعلق بهذا الشفاء.
أما ما يتعلق بالقرآن فهو مصون وثابتٌ بالتواتر -كما تعلمون-؛ ولكن المشكلة التي وقع فيها الناس، هو في تفسير القرآن تفسيرًا منحرفًا به عن البيان عن حديث الرسول عليه الصلاة والسلام.
__________
(1) [النحل: 44].


--------------------------------------------------------------------------------

أما ما يتعلق بالسنة، فقد تعلمون -وآنفًا ذكرت- أن السنة فقد دخل فيها ما ليس منها خلافًا للقرآن؛ فالقرآن كنص فهو محفوظ؛ كما قال الله -تعالى -عزَّ وجلَّ-: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} (1)؛ لكن الحديث لم يكن محفوظًا بنسبة حفظ القرآن؛ وإنما حُفِظَ الحديث بجهود أئمة الإسلام وحُفَّاظ الحديث النبوي؛ ولكن من يعلم هذا الذي ذكره علماء الحديث من تمييز الصحيح من الضعيف؛ إنما هم قلة من النَّاس، قلة نادرة جدًا.
لذلك فحينما أقول: أنَّه لابدَّ -اليوم- من إجراء التصفية؛ هذا تفصيل موجز للمقصود من التصفية؛ حتى يكون الشفاء شفاءً ناجعًا -كما كان من قبل-؛ لأنكم تعلمون أن الطبيب الماهر إذا وصف وصفةً للمريض فيها نوع معين من العلاج، هذا النوع من العلاج إذا ما دخله ما ليس منه؛ لم يثمر ثمرته في الشفاء، ذلك هو مثل الشفاء القرآني، إذا دخل فيه سواء كان من ناحية تفسيره أو من ناحية ما دخل في بيانه؛ أي: سنة رسول الله صلَّى الله عليه وسلم مما ليس منه؛ فسوف لا يكون شفاؤه -حينذاك- شفاءً تامًا كاملاً.
هذه التَّصفية فاء إليها النَّاس في العصر الحاضر؛ وهي فيئة في أول ما يستيقظ الإنسان من نومه؛ فهي فيئة في أولها -في أول مراحلها-؛ ولذلك تجد كثيرًا من الناس الذين لم يكن يبالون سابقًا بالعلم، لا يهتمون بقال الله وقال رسول الله، صار الآن هناك انتباه طيب [ .. ] (2)
قبل هذا على ما كان النَّاس، وهم ناس مثلنا مسلمون كلهم يصلون ويصومون كانوا في غفلة، كانوا جامدين، كل منهم على اتباع مذهب معين، هذا حنفي، هذا مالكي، وهذا شافعي، وهذا حنبلي، أضف إلى ذلك طرق أكثر بكثير من المذاهب الأربعة، هذا قادري، هذا نقشبندي، وهذا بدوي، وهذا تيجاني، وعد ما شئت من الطرق.
__________
(1) [الحجر: 9].
(2) حدث انقطاع يسير في الصوت.


--------------------------------------------------------------------------------

الآن بدأت هذه الصحوة بضرورة الرجوع إلى الكتاب والسنة؛ ولكن التربية أين هي؟ ومن هو المُربِّي؟
إن قلنا أنه كان ولا يزال هناك مربُون فهم على المنهج السالف؛ وهو التربية على هذا ... الإسلام الذي هو غير مُصفَّى.
4 - حديث: (إِذَا تَبَايَعْتُمْ بِالْعِينَةِ .... ) يبين حالة الذل التي أصابت المسلمين. (00:16:15).
--------
فقد قلتُ -في بعض المحاضرات-: بأنَّ النبى صلَّى الله عليه وعلى آله وسلَّم قال -في الحديث المعروف-: ((إِذَا تَبَايَعْتُمْ بِالْعِينَةِ، وَأَخَذْتُمْ أَذْنَابَ الْبَقَرِ، وَرَضِيتُمْ بِالزَّرْعِ، وَتَرَكْتُمُ الْجِهَادَ فِيِ سَبِيلِ اللهِ؛ سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ ذُلاًّ لاَ يَنْزِعُهُ حَتَّى تَرْجِعُوا إِلَى دِينِكُمْ)).
قلتُ: أن هذا الحديث وصف شيئًا من حالة المسلمين، حينما يستذلون، وهذا واقعهم مع الأسف الشديد اليوم؛ فهم أذلاء بعض بلادهم أخذت من أيديهم، وتسلَّط عليها الكفار، وأوضح مثال على ذلك: "فلسطين" التي فيها المسجد الأقصى؛ فقد تسلط اليهود عليها، ولم يستطع المسلمون أن يخرجوهم منها؛ فهذا ذلٌ ران على المسلمين ما بعده ذل؛ بيَّن الرسول عليه السلام أن سبب الذُلِّ: مخالفة المسلمين لدينهم، ((إِذَا تَبَايَعْتُمْ بِالْعِينَةِ، وَأَخَذْتُمْ أَذْنَابَ الْبَقَرِ، وَرَضِيتُمْ بِالزَّرْعِ، وَتَرَكْتُمُ الْجِهَادَ؛ سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ ذُلاًّ لاَ يَنْزِعُهُ حَتَّى تَرْجِعُوا إِلَى دِينِكُمْ))؛ فوصف الداء، ووصف الدواء: وهو الرجوع إلى الدين.
الرُّجوع إلى الدِّين بأي مفهوم إذن؟
العلاج: هو الرجوع إلى الدين؛ لأنَّ الله يقول: {إنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإِسْلامُ} (1)، {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآَخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} (2).
__________
(1) [آل عمران: 19].
(2) [آل عمران: 85].


--------------------------------------------------------------------------------

5 - اختلاف المسلمين في العقائد وخطورة هذا الاختلاف وتعطيل الفرق الضالة لصفة العلو لله -عزَّ وجلَّ-. (00:18:40).
------------
لكن هذا الدين صار له مفاهيم عديدة، والمسلمون -كل المسلمين- يعيشون على هذه المفاهيم المختلفة، وكلها أخذت مفهوم الإسلام؛ ففيما يتعلق بالعقيدة وبالتوحيد عندنا مذاهب كثيرة، إذا تحدثنا عن المذاهب هذه بين من يسمَّون بأهل السنة والجماعة؛ فسوف نجد ثلاثة مذاهب:
مذهب أهل الحديث: على رأسهم ومن أشهرهم إمام السنة الإمام أحمد -رحمه الله-، هذا مذهب.
يقابلهم مذهب الماتُريدية.
ومذهب الأشعرية، وهذه الثلاثة مذاهب فيمن يسمَّوْن بأهل السنة والجماعة.
وإذا تركنا أهل السنة وانتقلنا إلى غيرهم؛ فهناك مذهب الزيدية، ومذهب الإباضية، ومذهب الشيعة إن لم نقل الرافضة، كل هذه المذاهب في العقيدة تأخذ معنى الإسلام، كيف يكون إسلامًا مع الاختلاف الشديد الموجود بين أهل هذه المذاهب، والله -عزَّ وجلَّ- يقول الإسلام الذي أنزله على قلب محمد عليه الصلاة والسلام، وقال له في القرآن -كما سمعتم آنفًا-: {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ}؟ كيف يكون كل هذه المذاهب هو الإسلام، والله -عزَّ وجلَّ- ذكر في القرآن: {إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإِسْلامُ} (1)، وأن هذا الدين هو الذي جاء في القرآن، والقرآن يقول: {وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا} (2)؟!
__________
(1) [آل عمران: 19].
(2) [النساء: 82].


--------------------------------------------------------------------------------

هناك مسألة واحدة يظهر فيها خطورة هذا الاختلاف، ومباينته للإسلام الصحيح المحفوظ في كتاب الله؛ وهي صفة الله -عزَّ وجلَّ- بأسماءه الحسنى ومنها: "الأعلى"، (سبحان ربي الأعلى)، وما يتعلق بهذه الصفة من آيات وأحاديث، فقد عُطِّلت هذه الآيات والأحاديث من كل الفرق التى ذكرناها آنفًا أو المذاهب التى سمينا منها كثيرًا؛ فقد اتفقوا جميعهم على أن الله -عزَّ وجلَّ- لا يوصف بأنه له صفة العلو؛ إلا المذهب الواحد؛ وهو مذهب أهل الحديث، فهم الذين يقولون في تفسير قوله تعالى: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} (1)؛ أي: استعلى.
أما الآخرون من الماتُريدية والأشعرية الزيدية والإباضية والشيعة -أو الروافض- كل هؤلاء عطلوا الله -عزَّ وجلَّ- عن صفة العلو؛ وقالوا: "الله موجود في كل مكان، والله موجود في كل وجود"؛ فحصروه في خلقه حتى في أقذر أماكن هذا الخلق؛ وهي -مثلاً- الخمارات والبارات والكهاريز ونحو ذلك، هذا كله يُسمَّى دينًا، والرسول صلَّى الله عليه وسلم قال في الحديث السابق: ((حَتَّى تَرْجِعُوا إِلَى دِينِكُمْ)) تُرى هل إذا رجع كل صاحب مذهب إلى مذهبه هل رجع إلى هذا الدين؟
الجواب: لا؛ لأن الرسول حينما قال: ((حَتَّى تَرْجِعُوا إِلَى دِينِكُمْ)) إنما يعني الدين بالمفهوم الأول الصَّحيح.
6 - الكلام على الإهتمام بالأخلاق كما اهتممنا بتصفية الدين من البدع. (00:24:03).
-----------
فلذلك كان لابد من التَّصفية لمعالجة واقع المسلمين اليوم الذي لا يرضاه أي مسلم مهما كانت صفته، مهما كان مذهبه، فكلهم متفقون على أن المسلمين اليوم لا عز لهم؛ بل هم أذلاء تحت أذل الناس؛ وهم اليهود.
هذا مما يتعلق بالتصفية التي لابد من (إمضاءها)، وتحقيقها بلا شك يتطلب الألوف من كبار العلماء العارفين بالكتاب والسنة، وما كان عليه السلف الصالح، والمخلصين في ذلك، في دعوتهم إلى الله -تبارك وتعالى-.
__________
(1) [طه: 5].


--------------------------------------------------------------------------------

ثمَّ يأتى دور التربية على هذا الإسلام المصفَّى؛ فإجراء هذه التصفية الآن كما قلت آنفًا بدأ تباشيره في هذه الصحوة؛ لكن ما تحققت الصحوة بعد بالنسبة لعامة المسلمين يقينًا، وبالنسبة لبعض الأفراد ما تحققت إلا في بعض النقاط والجزئيات التي لا تكفي لكي يكون المسلم على الإسلام الذي ارتضاه الله -تبارك وتعالى- دينًا لكل الناس.
فإذا كانت التَّصفية لم تتحقق بعد؛ لأنها في أول خطاها، فمتى تتحقق التربية؟! هذا يحتاج إلى زمن إضافي إلى الزمن الذي يحتاجه القيام بالتصفية.
وكل هذه الكلمة -وقد طالت بعض الشيء- أردت أن أصل من ورائها إلى أن من واقع هذه التصفية، انصراف عن التربية، ولا أعني أولئك الذين لا يهتمون بطاعة الله وبطاعة الرسول صلَّى الله عليه وسلم؛ وإنما أعني هؤلاء الذين دخلوا في معنى التصفية فقد غلب على كثير من هؤلاء خلقٌ سيء؛ والسبب أنه قد حصل شيء من التصفية فيهم ولكن لم يحصل فيهم التربية المنشودة؛ لأنه لا يوجد هناك مربون، وهذا بيت القصيد من هذه الكلمة.
7 - الواجب على المسلمين أن يأخذوا العلم عن أهله، ومعنى قوله تعالى: {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ} (1). وعدم الاغترار بكل من ألف أو حقق. (00:27:18).
--------------
__________
(1) [النحل: 43].


--------------------------------------------------------------------------------

يوجد اليوم أفراد قليلون مبثوثون ومنتشرون في العالم الإسلامي، ممكن أن نقول عنهم إنهم يرشدون ويصفون الإسلام مما دخل فيه من كثير من البدع الاعتقادية والفقهية والسلوكية؛ ولكن هؤلاء فضلاً عن غيرهم لم يتح لهم بعد أن يقوموا بواجب تربية ولو جماعة من المسلمين على الأخلاق الإسلامية التي من هذه الأخلاق: أن يعرف المسلم قدر نفسه، وأن يكون بعيدًا عن الاغترار بعلمه، هذه الخصلة الآن نراها غير متحققة في كثير من طلاب العلم الناشئين، فتجد أحدهم مجرد أن يشعر بأنه تعلَّم شيئًا فإذا به يؤلف رسالة، وهذه الرسالة لا شيء فيها من العلم الذي استفاده بطول دراسته وممارسته؛ وإنما هو أراد أن يظهر أمام الناس بأنه مؤلف؛ فوضع كتابين ثلاثة أو أربعة بين يديه، ونقل نصًا من هاهنا ومن هاهنا، وألف رسالة وقال: "تحقيق فلان"، وهو بعد لا يعرف الشيء الكثير عن الإسلام، وخاصة عن الإسلام المصفَّى الذي ندندن حوله؛ ثم هو لم يوجد من يربيه على الأخلاق الإسلامية، فضلاً عن أن يتمكن هو نفسه أن يربِّي نفسه على ما جاء في الكتاب والسنة، هذا ما أردت التذكير به.
فأرجو من إخواننا الناشئين في طلب علم الكتاب والسنة، أن يعرفوا من أين يؤخذ هذا العلم (1).
بعض النصوص الشرعية التي منها قوله تبارك وتعالى: {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ} (2).
هذه الآية - {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ} (3) - خطاب للأمة كلها، ولازم هذا الخطاب أنَّ الله -عزَّ وجلَّ- جعل الأمة كلها فريقين -أو صنفين- من الناس:
__________
(1) هنا حدث انقطاع في الصوت.
(2) [النحل: 43].
(3) [النحل: 43].


--------------------------------------------------------------------------------

صنف لا يعلمون، وصنف يعلمون؛ فأوجب على كل من الصنفين واجبًا لا يجب على الآخر، أوجب على الصنف الأول، وهو الذين لا يعلمون، وهم بلا شك أكثر الأمة، بدليل قوله تعالى: {وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ} (1)؛ فهذا القسم الأكثر أوجب عليهم أن يسئلوا من كان من القسم الآخر وهم الاقل، وهم العلماء.
والعلماء إنما هم الذين اتصفوا بالعلم الشرعي أولاً؛ ثم بلوازم هذا العلم الذي يؤدي إلى خشية الله -تبارك وتعالى-. أما العلم الذي يربي هؤلاء العلماء، ويجعلهم من الخاشعين لله؛ فإنما هو علم الكتاب والسنة وعلى ما كان عليه السلف الصالح -كما ذكرنا آنفًا-، هؤلاء أوجب عليهم أنهم إذا سُئلوا من القسم الأول الأكثر أن يجيبوا، كما أوجب على القسم الأكبر أن يسألوا.
فالآن حينما يبدأ بعض النَّاس في طلب العلم، هم إما أن يكونوا من القسم الأكثر أو أن يكونوا من القسم الأقل؛ أي: قسم أهل العلم الذين أُمِرَ القسم الأكثر بأن يسألوهم: {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ} (2)، وإما أن يكونوا من القسم الأكثر.
8 - نصيحة الشيخ للناشئة الذين تصدوا للتأليف أو التحقيق ولما ينضجوا بعد. (00:32:57).
--------
__________
(1) [يوسف: 40].
(2) [النحل: 43].


--------------------------------------------------------------------------------

فهل كل من هؤلاء الشباب الذين امتلئت ساحات المكتبات الضخمة التي تبيع الكتب امتلئت بمئات الكتب والرسائل، لأشخاص ليسوا في العير ولا في النفير في هذا العلم، ولا وجد لهم أثر لا في مجتمعهم الأصغر ولا في المجتمع الأكبر، كل ما في الامر أنه خطرت في باله خطرات؛ ففرغ لبعض الكتب فنقل منها وصنَّف فيها آراءه وأفكاره؛ فطبعها للناس؛ إمَّا بتأليف من فعله، أو تأليف غيره وعلق عليه، وصار من جملة من يُطبع اسمه تحت عنوان: (حقَّقه: فلان). هذا حشر نفسه في زمرة القسم الأقل الذين قال الله -عزَّ وجلَّ- فيهم: {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ} (1).
لذلك أنا أنصح إخواننا هؤلاء الناشئين أن يتريثوا في أن يظهروا أنفسهم في مصافِّ العلماء والباحثين والمحققين؛ لأنهم لا يزالون في أول الطريق.
منذ أيام قريبة قدم إليَّ أحدهم رسالة مطبوعة، وكُتِبَ على الوجه الثاني منها: "هذه الطبعة الثانية".
ما هذا الكتاب؟
يقول هو -في المقدمة-: "هذه أحاديث اخترتها من الجامع الصغير للسيوطي ومن أحاديث آل البيت".
كتاب السيوطي: (الجامع الصغير) فيه -كما يعلم الكثير منكم- أحاديث موضوعة فضلاً عن الأحاديث الضعيفة، فماذا صنع هذا الإنسان؟ وضع الجامع الصغير -وليته وضع صحيح الجامع الصغير- وضع الجامع الصغير وانتقى منه نحو ثلاثمائة حديث، ثم أتمها بخمسين أخرى، زعم أنها من أحاديث آل البيت، وفيها الموضوع فضلاً عن الضعيف، ما الذي صنع هذا الإنسان؟ لا شيء؛ لكنه أحب أن يظهر أمام الناس بأنه مؤلف.
__________
(1) [النحل: 43].


--------------------------------------------------------------------------------

في الجامع الصغير سبعة آلاف حديث صحيح، ونحوها حديث ضعيف، فتصوروا إذا كل إنسان بدا له فكرة، ويأتي يأخذ من الجامع الصغير يؤلف رسالة من ثلاثمائة حديث؛ بل من ألف حديث، لو فرضنا ألفت الرسائل من ألف حديث من الجامع الصغير؛ فسيكون لدينا نحو خمسة عشر مؤلف لا شيء فيها سوى تكرار للأحاديث التي هى في الجامع الصغير، هل هذا خدمة للعلم؟ وهل الذي قام بهذه الخدمة هو من أهل العلم؟ الجواب: لا.
الداعي للظهور الآن قد سيطر على كثير من طلاب العلم فضلاً عمن يُعرَفون بأنهم من دعاة الإسلام، فأصاب هؤلاء الغرور، والمعرفة وهم بعيدين كل البعد عنها، وما مثال الشيخ الغزالي المصري عنكم ببعيد؛ حيث تعالى بإدعائه بما لا علم له به؛ فضعف أحاديث كثيرة من صحيح البخاري وصحيح مسلم؛ لأنها خالفت ثقافته، وليتها كانت ثقافة إسلامية؛ إنما هي ثقافة أجنبية غربية.
فالشاهد: لابد من التصفية والتربية فنحن في أول طريق التصفية؛ لكننا بعد ما دخلنا ولا خطوة في طريق التربية، فعلينا أن نلاحظ أنفسنا، وأن نجاهدها، وأن نربيها على كتاب الله وحديث الرسول صلَّى الله عليه وسلم، وأن نكون بعيدين عن اتباع الهوى؛ فقد قال عليه الصلاة والسلام: ((الْمُجَاهِدُ مَنْ جَاهَدَ هَوَاهُ فِي اللهِ -عَزَّ وَجَلَّ-)).
((((((
9 - هل هناك فرق بين قولنا: (لا معبود حق إلا الله) و (لا معبود حق في الوجود إلا الله)؟ وتنبيه الشيخ على خطأ من يقول: (لا معبود إلا الله). (00:38:16).
----------
السائل: هل هناك فرق كبير بين (لا معبود بحق إلا الله) و (لا معبود بحق في الوجود إلا الله)؟
الشيخ: ما في فرق؛ لأنَّ الوجود هو هذا الخلق الذي خلقه الله -عزَّ وجلَّ- بقدرته؛ لا فرق، لكن الفرق البعيد بين عبارة (لا معبود بحق إلا الله) وبين (لا معبود إلا الله) هذا الفرق. أما قضية ذكرنا في الوجود أو ما ذكرناها، هذا لا يترتب من وراءه شيء.


--------------------------------------------------------------------------------

لكن بعض المؤلفين، أنا قرأت رسالة هناك في دمشق لأحد مشايخ الطريقة الشاذليَّة؛ واسمه: (الشيخ محمد المغربي)، كما قرأت رسالة أخرى لبعض جماعة التبليغ فسَّر هذه الكلمة الطيبة (لا إله إلا الله) بـ: (لا معبود إلا الله)؛ وهذا هو القول بوحدة الوجود؛ لأن كل المعبودات اليوم تعبد دون الله -تبارك وتعالى-، فإذا أطلق عليها لا معبود إلا الله؛ فمعنى ذلك: أن هذه المعبودات هي الله.
أما حينما يقول المسلم -كما قال أهل العلم-: (لا معبود بحقٍّ إلا الله)؛ فحينئذ نفى الآلهة التي تُعبَد من دون الله، وهذا معنى قوله: "لا إله إلا الله".
فأثبتوا بكلمة التوحيد: "توحيد الربوبية"، وهذا التوحيد الذي لابد منه لكل مؤمن حقًّا؛ لكن وحده لا يُنجِي من الشرك والكفر؛ لأن المشركين كانوا يعتقدون أنه لا خالق إلا الله، لا رازق إلا الله؛ ولذلك حكى الله -عزَّ وجلَّ- عنهم: {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ} (1)، ولكن في آية أخرى: {إِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ} (2) لماذا؟ لأنَّ في هذه الكلمة الطيِّبة نفي كل معبوداتهم إلا الله -تبارك وتعالى-؛ ولذلك أنكروا توحيد الألوهية فكفروا بالله -عزَّ وجلَّ-.
((((((
10 - ما صحة حديث: (عَلَيْكُمْ بِالْجَمَاعَةِ؛ فَإِنَّ يَدُ اللهِ عَلَى الْجَمَاعَةِ، وَمَنْ شَذَّ شَذَّ فِي النَّارِ)؟ (00:41:08).
----------
السائل: حديث: ((عَلَيْكُمْ بِالْجَمَاعَةِ؛ فَإِنَّ يَدُ اللهِ عَلَى الْجَمَاعَةِ، وَمَنْ شَذَّ شَذَّ فِي النَّارِ))، صحيح أم ضعيف؟
الشيخ: الجملة الأولى صحيحة: ((يَدُ اللهِ عَلَى الْجَمَاعَةِ)). أما الزيادة فلم نجد لها طرقًا تشد من عضدها ويقويها.
((((((
11 - ما الفرق بين منهج التبليغ ومنهج السلفيين؟ (00:41:32).
------------
السائل: ما الفرق بين جماعة التبليغ والسلفية؟
__________
(1) [لقمان: 25].
(2) [الصافات: 25].


--------------------------------------------------------------------------------

الشيخ: شتان ما بينهما، وقد قيل قديمًا:
فأين الثريا من الثَّرى ... .. وأين معاوية من علي
جماعة التبليغ لا يدعون إلى اتباع الكتاب والسنة وعلى منهج السلف الصالح؛ بل قد يحاربون هذه الدعوة كما يحاربها كثير من الجماعات الأخرى بزعم أنها تُفرِّق ولا تجمع؛ وإنما هم يدعون إلى التَّخلُّق ببعض الأخلاق الإسلامية، وهذا بلا شك من محاسنهم، فكثيرون منهم نعرفهم بأشخاصهم في بعض البلاد الإسلامية مخلصون؛ ولكنهم ما عرفوا الطريق التي توصلهم إلى الله -تبارك وتعالى-؛ ألا وهو طريق الكتاب والسنة، وعلى ما كان عليه السلف الصالح.
إنهم يشرحون لأتباعهم معنى الكلمة الطيبة على نحو ولو موجز -كما ذكرت آنفًا-؛ لأن ذلك ينافي واقع كثير من جماعة التبليغ في بعض البلاد الإسلامية.
وهنا أريد أن أذكر شيئًا من تجربتي: جماعة التبليغ كجماعة الإخوان المسلمين من جهة واحدة؛ وهي أن دعوة جماعة التبليغ هي كدعوة الإخوان المسلمين وكل دعوة تنتمي إلى الإسلام، لا يمكن لأي جماعة على وجه الأرض من المسلمين الذين يصلون صلاتنا، ويستقبلون قبلتنا، لا يمكن لأحد منهم أن ينكر أن يكون على الكتاب والسنة؛ فكلهم يدَّعون أنهم على الكتاب والسنة؛ لكن الفرق أن بعضهم يدَّعي ويجتهد -كل جهده- في فهم الكتاب والسنة، ثم في تطبيق هذا الفهم على نفسه وعلى ذويه ومن حوله؛ ثم على إشاعته في العالم الإسلامى كله، وهذا الوصف لا يصدق إلا على جماعة واحدة ينتمون فعلاً إلى الكتاب والسنة وعلى منهج السلف الصالح، ويعرفون بأسماء متعددة كلها تؤدي إلى حقيقة واحدة؛ هي الكتاب والسنة وما كان عليه الصحابة.


--------------------------------------------------------------------------------

في بعض البلاد يسمون دعوتهم بالدعوة السلفية، في بلاد أخرى يسمون المنتمون إليها بأهل الحديث، أو يسمون بأنصار السنة، هؤلاء فقط هم الذين يحققون هذا الانتماء إلى الكتاب والسنة، والعمل في بما جاء فيهما على منهج السلف الصالح، في حدود استطاعتهم. أما الجماعات الأخرى فليس لهم من هذه الدعوة إلا الاسم؛ فكلهم يقول نحن على الكتاب والسنة، ولا يستطيع أحد أن يتبرأ من الكتاب والسنة؛ وإلا خرج من دائرة المسلمين.
فالإخوان المسلمون مثلاً يختلفون من إقليم إلى آخر؛ فتجد بعضهم مذهبيين أو صوفيين، وتجد -أحيانًا- منهم سلفيين في العقيدة، كذلك جماعة التبليغ تمامًا، وهذا شيء أعرفه في كل من الجماعتين معرفة شخصية، من كان فيهم مُوحِّدًا أو سلفيَّ العقيدة لم تأته هذه العقيدة من الجماعة التي هو ينتمي إليها؛ فالإخوان المسلمون ليس لديهم عقيدة موحدة يوجبونها على كل فرد من أفراد الجماعة، وكذلك جماعة التبليغ ليس عندهم شيء من هذا إطلاقًا، ولهذا تجد كلاً من الجماعتين خليط من الناس من مختلف المذاهب؛ فتجد في الإخوان المسلمين: الحنفي، والشافعي، والمالكي، والحنبلي، والأشعري، والماتُريدي، والصوفي.
وقد أدركنا زمنًا حينما كانت قائمة الإخوان المسلمين قائمة وقوية في مصر، كان في مكتبهم الخاص في الإدارة بعض الشيعة؛ فهم -إذن- يجمعون في دائرتهم كل مسلم دون تفريق بين من كان إسلامه صحيحًا، وبين من كان إسلامه منحرفًا.


--------------------------------------------------------------------------------

كذلك جماعة التبليغ هم يهتمون -فقط- بوعظ الناس، وتأديبهم على الصدق والبعد عن الكذب، وأداء الأمانة، والمحافظة على الصلاة في المساجد، هذه أشياء حسنة بلا شك، لا أحد يخالفهم فيها؛ لكن تجد فيهم -كما ذكرنا عن الإخوان المسلمين- الحنفي والشافعي والمالكي والحنبلي، والماتُريدي والأشعري والصوفي المتوسط المعتدل، والصوفي الغالي الذي وقع في القول بوحدة الوجود ونحو ذلك، لماذا؟ لأن هاتين الجماعتين ليس لهم منهج علمي يدعون الناس إلى اتباعه، كما هو شأن الجماعات التي قلنا عنهم إنهم يعرفون بأسماء؛ لكن دعوتهم؛ كما قال ابن القيم -رحمه الله- في بعض أشعاره اللطيفة:
العلم قال الله قال رسوله ... .. ... قال الصحابة ليس بالتمويه
ما العلم نصبك للخلاف سفاهة ... .. ... بين الرسول وبين رأي فقيه
كلا ولا جحد الصفات ونفيها ... .. ... حذرًا من التعطيل والتشبيه
فكل من يخالف هذا المنهج السلفي من الجماعات الأخرى، فإن وجد في بعض أفرادها شيء من هذا المنهج الصحيح فقد جائتهم من غيرهم ولم تنبع من دعوتهم، هذا الذي نعرفه، وهذا يختلف باختلاف قرب البلاد التي يخرج فيها هؤلاء الجماعات للدعوة، فإن كانت البلاد بلاد اشتهر فيها التوحيد؛ فجماعة التبليغ والإخوان المسلمين يكونون على شيء من الفهم للعقيدة الصحيحة.
أما ما يتعلق بالجمود على المذهب، فكل منهم راضٍ وقانع بما عليه من المذهب، دون أن يتمكن من معرفة ما كان عليه رسول الله صلَّى الله عليه وسلم فى عبادته ومعاملاته، هذا ما يمكنني الآن أن أقوله بالنسبة لذاك السؤال.
((((((
12 - ما معنى قوله صلى الله عليه وسلم في حديث جبريل في أمارات الساعة: (أَنْ تَلِدَ الأَمَةُ رَبَّتَهَا). (00:52:18).
----------
السائل: في حديث جبريل، من علامات الساعة: ((أَنْ تَلِدَ الأَمَةُ رَبَّتَهَا))، ما معنى هذا القول؟


--------------------------------------------------------------------------------

الشيخ: هذا -بارك الله فيك- كان في بعض العصور الزاهرة، حينما كان تنتشر الجيوش الإسلامية في بلاد الكفر تدعوها إلى الإسلام؛ فمنهم من يستجيب ومنهم من لا يستجيب؛ فحينئذ ما يكون من الجيش المسلم إلا أن يُحارِب؛ كما جاء فى قوله عليه السلام: ((أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَنْ لاَ إَلَهَ إِلاَّ اللهَ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، فَإِنْ قَالُوهَا عَصَمُوا مِنِّي دِمَائَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ إِلاَّ بِحَقِّهَا وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللهِ))، وكما جاء فى صحيح مسلم من حديث بريدة بن الحَصِيب، أنَّ النبى صلَّى الله عليه وسلم كان إذا أمَّر أميرًا على سرية أو جيش أوصاه؛ وكان من وصيته: ((إذا لقيتم المشركين فادعوهم إلى ثلاث: إلى شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله فإن أبو فليعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون، فإن أبوا فالقتال)).
فحينما كان يجرى هذا القتال بين المسلمين وبين الكافرين يقع في أغلب الأحيان كثير من الأسرى في أيدي المسلمين من النساء ومن الرجال؛ ثم تجري قسمة هذه المغانم، وفيها أولئك الأسرى؛ فيقسمها قائد الجيش المسلم على الغانمين؛ فكان يقع كثيرًا -وكثيرًا جدًا- أن يكون حصة بعض الغانمين سبيَّة من السبايا، التي وقعت في أيدي المسلمين؛ فيجوز للمسلم -كما أظنكم تعلمون- أن يتمتع بهذه السبية الأسيرة، كما يتمتع الرجل بحلاله بزوجته، كما قال تعالى في وصف عباده المؤمنين: {وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلاَّ عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ} (1) إلى آخر الآيات، فملك اليمين هي السبية هذه التي كان أصلها غنيمة من الكفار.
__________
(1) [المعارج: 29 - 30].


--------------------------------------------------------------------------------

والذي وقع في التاريخ الإسلامي الأول، وسنين طويلة وعصور مديدة فيما بعد، أن هذا السيد ينكح هذه الأمة أو هذه الجارية وهي مملوكة؛ فيرزق منها ولدًا؛ قد يكون ذكرًا، وقد يكون أنثى. والشرع يحكم بأنَّ هذه الأمة أو الجارية إذا رُزِقَت من سيدها ولدًا؛ فهذا الولد يعتقها. فإذا كان المولود منها من سيدها بنتًا؛ فهذه البنت تُلحَق بأبيها فهي سيدة، فقوله عليه الصلاة والسلام: ((أَنْ تَلِدَ الأَمَةُ رَبَّتَهَا))؛ فهي كانت أَمَة ثم ولدت هذه البنت من سيدها؛ فهي ربَّتها؛ أي: سيدتها، هذا من المعاني التي ذكرها شُرَّاح الحديث في هذا الحديث.
وبعضهم قال معنىً آخر، معنى مجازي، يمكن أن يكون صوابًا؛ لكن المعنى الأول هو المتبادر، قالوا: هذا إشارة إلى فساد التَّربية وفساد الزمان؛ بحيث أن السيدة الحرة حينما ترزق من سيدها -من زوجها- الحر أيضًا، حينما ترزق منه بنتًا؛ فبسبب سوء تربية هذه البنت
-وهذا مشاهد اليوم- تصبح هذه البنت متعالية على أمها؛ فكأن أمها هي عبدة مملوكة وهي سيدتها، هذا من معاني قوله عليه السلام: ((وَأَنْ تَلِدَ الأَمَةُ رَبَّتَهَا)). هي ليست أَمَة حقيقة كما في التفسير الأول؛ لكن بالنسبة لسوء التربية تصبح ابنتها سيدة عليها، وهي كأنها عبدة لها ومملوكة لها، والواقع أنها حرة بنت حرة؛ ولكن سوء التربية قلب الأمر فجعل الأم التي هي سيدة: أَمَة، وجعل البنت التي بنت هذه كأنها هي السيدة، تستعلي عليها وتتأمر عليها ولا تسمع كلامًا، والأم قد تخضع لأوامرها، وهذا هو المشاهد في هذا الزمان.
((((((
13 - ما حكم تحديد الأسعار؟ (00:59:04).
----------
السائل: يتفق بعض التُّجَّار على بيع السلعة بحيث تكون قيمة السلعة بمثلاً: خمس ريالات، وهم يتفقون جميعًا على أن تكون بخمسين ريال، فما الحكم فى هذا؟


--------------------------------------------------------------------------------

الشيخ: الاتفاق هذا لا يجوز؛ لأن النبى صلَّى الله عليه وسلم قال: ((دُعُوا النَّاسَ يَرْزُقُ اللَّهُ بَعْضَهُمْ مِنْ بَعْضٍ)) فلا يجوز الاتفاق على رفع الأسعار؛ بل لا يجوز الاتفاق من الدولة على توحيد الأسعار؛ إلا فى ظروف معينة؛ وإلا فقد جاء فى الحديث الصحيح أن بعض الصحابة قالوا: يا رسول الله! سَعِّرْ لنا؛ قال: ((إِنَّ اللهَ هُوَ الْمُسَعَّرْ))، فما بالك إذا اتفق ناس من التُّجَّار أن يستغلوا الناس ويبالغوا في أسعار بضائعهم؟
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://7788.forumegypt.net
 
فتاوى رابغ للالبانى الجزء الثانى
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» فتاوى رابغ للالبانى
» للالبانى شريط مفرغ الجزء الثانى
» ختـــان البنــات الجزء الثانى
» 90 فتوى حول الحج للعلامة بن عثيمين الجزء الثانى
» الإسلام والعلمانية الجزء الثانى

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى هديل الحمام :: منتدى الفتاوى-
انتقل الى: