منتدى هديل الحمام
اهلا وسهلا بك فى منتداك يسعدنا تواجدك معانا ونتمنى ان تساهم بصدقة جارية
منتدى هديل الحمام
اهلا وسهلا بك فى منتداك يسعدنا تواجدك معانا ونتمنى ان تساهم بصدقة جارية
منتدى هديل الحمام
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى هديل الحمام

منتدى هيسعدك
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  
من قال سبحان الله وبحمدة غرست لة نخلة فى الجنة
تذكر ان سبحان الله وبحمدة بها يرزق الخلق
من قال سبحان الله وبحمدة فى يوم 100 مرة حطت خطاياة وان كانت مثل زبد البحر
من افضال سبحان الله وبحمدة ان من قالها مئة مرة كتب لة الله 1000 حسنة ( مسلم)
كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان فى الميزان حبيبتان الى الرحمن سبحان الله وبحمدة سبحان الله العظيم
من افضال قولك سبحان الله وبحمدة ان من قالها حط الله عنة سيئة وكتب لة حسنة ورفع لة درجة
وفى صحيح مسلم ان من قال سبحان الله وبحمدة حين يصبح وحين يمسى 100 مرة لم يات احد يوم القيامة بافضل مما جاء بة إلا رجل قال مثل ذلك او اكثر

 

 قصة أصحاب الجنة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
احمد الزهرى
Admin
احمد الزهرى


عدد المساهمات : 227
نقاط : 19130
تاريخ التسجيل : 31/03/2014
العمر : 34

قصة أصحاب الجنة Empty
مُساهمةموضوع: قصة أصحاب الجنة   قصة أصحاب الجنة Emptyالأربعاء مايو 07, 2014 5:06 pm


قصة أصحاب الجنة
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد :
فأصحاب الجنة هم قوم كانوا باليمن وكان أبوهم رجلاً صالحًا وكان إذا بلغ ثماره ونضجت آتاه المساكين فلم يمنعهم من دخولها وأن يأكلوا منها ويتزودوا. وقيل: قسّم غلتها ومحصولها أثلاثًا فثلث له ولولده وثلث يرده في الأرض والثلث الباقي للفقراء والمساكين. وكأن الأولاد نسبوا والدهم إلى الحمق في فعله ذلك فلما مات اجتمعوا وقال بعضهم لبعض: علامَ نعطي أموالنا هؤلاء المساكين تعالوا فلنذهب بليل فنحصدها قببل أن يعلم المساكين . قال ابن عباس : كانت تلك الجنة دون صنعاء بفرسخين غرسها رجل من أهل الصلاح و.كان له ثلاثة بنين وكان للمساكين كل ما تعداه المِنجل فلم يجذّه (يقطعه) من الكرم (العنب) فإذا طُرح على البساط فكل شيء سقط عن البساط فهو أيضًا للمساكين فإذا حصدوا زرعهم فكل شيء تعداه المنجل فهو للمساكين فإذا درسوا كان لهم كل شيء انتثر فكان أبوهم يتصدق منها على المساكين. وكان يعيش في ذلك في حياة أبيهم اليتامى والأرامل والمساكين. فلما مات أبوهم فعلوا ما ذكر الله عنهم فقالوا: قلّ المال وكثر العيال فتحالفوا بينهم ليغدون غدوة قبل خروج الناس ثم ليصْرمنّها ولا تعرف المساكين وهو قوله: ( إذً أّقًسّمٍوا ) أي حلفوا ( لّيّصًرٌمٍنَّهّا ) ليقطعن ثم نخيلهم إذا أصبحوا في وقت لا ينتبه المساكين لهم ( ولا يّسًتّثًنٍونّ ) أي ولم يقولوا إن شاء الله. ( فّتّنّادّوًا مٍصًبٌحٌينّ <21> ) يُنادي بعضهم بعضًا ( أّنٌ غًدٍوا عّلّى حّرًثٌكٍمً إن كٍنتٍمً صّارٌمٌينّ <22> ) عازمين على الصرام والجداد وحصد الزرع فجاؤوها ليلاً فرأوا الجنة مسودّة ممحلة قد طاف عليها طائف من ربك وهم نائمون وسواء كان الطائف هو جبريل أو أمر من ربك أو هو العذاب فقد عوقبوا بهذا القصد السَّيّئ فلا هم انتفعوا ببستانهم ولا انتفع به هؤلاء المساكين. وقد وردت قصة أصحاب الجنة في سورة «القلم» وهي سورة مكية في قول الحسن وعكرمة وعطاء وجابر أي أنها نزلت قبل الهجرة وقد ورد فيها قوله تعالى: ( إنَّا بّلّوًنّاهٍمً ) يريد أهل مكة. والابتلاء الاختبار والمعنى أعطيناهم أموالاً ليشكروا لا ليَبْطروا فلما بَطِروا وعادَوا محمدًا صلى الله عليه وسلم ابتليناهم بالجوع والقحط كما بلونا أهل الجنة المعروف خبرها عندهم وذلك أنها كانت بأرض اليمن بالقرب منهم على فراسخ من صنعاء. وكانت لرجل يؤدي حق الله تعالى منها فلما مات صارت إلى ولده فمنعوا الناس خيرها وبخلوا بحق الله فيها فأهلكها الله من حيث لم يمكنهم دفع ما حلّ بها. وكان أصحاب هذه الجنة بعد رفع عيسى بيسير - وكانوا بخلاء - فكانوا يُجدّون ويقطعون التمر ليلاً من أجل المساكين وكانوا أرادوا حصاد زرعها وقالوا: لا يدخلها اليوم عليكم مسكين فغدوا عليها فإذا هي قد اقتُلعت من أصلها ( فّأّصًبّحّتً كّالصَّرٌيمٌ <20> ) أي كالليل. قال القرطبي في تفسيره: وكان الطائف الذي طاف عليها جبريل فاقتلعها فيُقال: إنه طاف بها حول البيت ثم وضعها حيث مدينة الطائف اليوم ولذلك سُميت وليس في أرض الحجاز بلدة فيها الشجر والأعناب والماء غيرها. وقال البكري في المعجم: سُميت الطائف لأن رجلاً من الصَّدف يُقال له الدَّمون بنى حائطًا وقال: قد بنيتُ لكم طائفًا حول بلدكم فسُميت الطائف والله أعلم. اهـ. والآيات قبل قصة أصحاب الجنة تحكي ما كان عليه النّبيُّ صلى الله عليه وسلم من خلق عظيم وتنهاه عن طاعة المكذبين وتوضح له أنَّ المعايير والموازين إن انتكست عند الكافرين والمفتونين فسيعلم ويعلمون يوم القيامة من المحق ومن المبطل. ومعظم السورة نزلت في الوليد بن المغيرة وأبي جهل والوليد كان يُلقب بالوحيد وقد وسّع الله عليه في المال والولد فلم يرفع بذلك رأسًا ولم يؤدِّ شكر هذه النعم بل ازداد طغياناً وكفرًا . قال تعالى: ( ولا تٍطٌعً كٍلَّ حّلاَّفُ مَّهٌينُ <10> هّمَّازُ مَّشَّاءُ بٌنّمٌيمُ <11> مّنَّاعُ لٌَلًخّيًرٌ مٍعًتّدُ أّثٌيمُ <12> عٍتٍلَُ بّعًدّ ذّلٌكّ زّنٌيمُ <13> ) والعتل الزنيم هو الرحيب الجوف الوثير الخلق الأكول الشروب الغشوم الظلوم قال سبحانه عنه: ( أّن كّانّ ذّا مّالُ وبّنٌينّ <14> إذّا تٍتًلّى عّلّيًهٌ آيّاتٍنّا قّالّ أّسّاطٌيرٍ الأّوَّلٌينّ <15> ). وكان هذا موقفه من دعوة النَّبيّ صلى الله عليه وسلم فقال سبحانه متوعدًا ومتهددًا إياه ( سّنّسٌمٍهٍ عّلّى الخٍرًطٍومٌ <16> ) أي على أنفه ونسود وجهه في الآخرة فيُعرف بسواد وجهه. قال الطبري: تبين أمره تبيانًا واضحًا حتَّى يعرفوه فلا يخفى عليهم كما لا تخفى السِّمة والعلامة على الخراطيم. وقيل: المعنى ستلحق به عارًا وسُبَّة حتى يكون كمن وُسم على أنفه ولا نعلم أنَّ الله تعالى بلغ به من ذكر عيوب أحد ما بلغه من الوليد فألحقه به عارًا لا يفارقه في الدنيا والآخرة كالوسم على الخرطوم. وقد ابتلاه سبحانه في الدنيا في نفسه وماله وأهله بسوء وذل وصغار. والمناسبة واضحة بين ما حدث من الوليد بن المغيرة وله وما حدث مع أصحاب الجنة الذين انقلبت النعمة في حقهم إلى نقمة بسبب عدم تأديتهم لحقوق الله تعالى . ولذلك انتقلت الآيات بعد الحديث عن الوليد إلى ذكر أصحاب الجنة ( إنَّا بّلّوًنّاهٍمً كّمّا بّلّوًنّا أّصًحّابّ الجّنَّةٌ ) . والشرع لا يُفرق بين المتساويين ولا يساوي بين المختلفين فالله سبحانه هو الحكم العدل حرَّم الظلم على نفسه وجعله بين العباد محرمًا. والذم الذي لحق الوليد وغيره من كفار مكة قد لحق من كان على شاكلتهم ممن تقدمهم والخطر كبير أن تتنزل النقم والعقوبات بكل من لم يرفع رأسًا ويأخذ عظة وعبرة من قصص الغابرين . وقد ذكر العلماء فوائد كثيرة تتعلق بقصة أصحاب الجنة فقالوا: على من حصد زرعًا أو جدَّ وقطع ثمرة أن يواسي منها من حضره وهذا بخلاف الزكاة المفروضة ورُوي أنه نهى عن الحصاد بالليل وذلك لما ينقطع عن المساكين في ذلك من الرفق وعقوبة أصحاب الجنة إنما كانت بسبب ما أرادوه من منع المساكين كما ذكر الله تعالى. وفي الآيات دليل على أنّ العزم مما يُؤاخذ به الإنسان؛ لأنهم عزموا على أن يفعلوا فعوقبوا قبل فعلهم وشبيه بذلك قوله تعالى: ( ومّن يٍرٌدً فٌيهٌ بٌإلًحّادُ بٌظٍلًمُ نٍَذٌقًهٍ مٌنً عّذّابُ أّلٌيمُ <25> ) [الحج: 25] .
وفي الصحيح عن النَّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: «إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار» قيل: يا رسول الله هذا القاتل فما بال المقتول؟ قال: «إنه كان حريصًا على قتل صاحبه» . ومن هنا أيضًا قالوا: تدبير الكافر تدميره وكيده يرتد إلى نحره ومن تعجل شيئًا قبل أوانه عوقب بحرمانه. قال تعالى: ( فّانطّلّقٍوا وهٍمً يّتّخّافّتٍونّ <23> أّن لاَّ يّدًخٍلّنَّهّا اليّوًمّ عّلّيًكٍم مٌَسًكٌينِ <24> وغّدّوًا عّلّى حّرًدُ قّادٌرٌينّ <25> ) أي يخفون كلامهم ويسرونه ؛ لئلاّ يعلم بهم أحد وخرجوا على قصد وقدرة في أنفسهم ويظنون أنهم تمكنوا من مرادهم أما دري هؤلاء الأبناء وهم يتخافتون أنّ الله يعلم ما يسرون وما يُعلنون وأنه سبحانه لا تخفى عليه خافية ولا تضيع عنده مثاقيل الذر وأنّ الإحسان إلى المسكين يقع من الله بمكان وأنه هو الجواد الكريم المعطي المانع؟!. ( فّلّمَّا رّأّوًهّا قّالٍوا إنَّا لّضّالٍَونّ <26> بّلً نّحًنٍ مّحًرٍومٍونّ<27> ) أي لما رأوها محترقة لا شيء فيها قد صارت كالليل الأسود ينظرون إليها كالرماد أنكروها وشكّوا فيها وقال بعضهم لبعض: ( إنَّا لّضّالٍَونّ ) أي ضللنا الطريق إلى جنتنا وكانوا في واقع الأمر وحقيقته قد ضلّوا عن الصواب في غدوهم وعلى نية منع المساكين فلذلك عوقبوا. ( بّلً نّحًنٍ مّحًرٍومٍونّ <27> ) أي حُرمنا جنتنا بما صنعنا. وروي عن ابن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إيّاكم والمعاصي فإن العبد ليُذنب الذنب فيُحرم به رزقًا كان هُيّئ له» ثم تلا: ( طّافّ عّلّيًهّا طّائٌفِ مٌَن رَّبٌَكّ ) . إنَّ النعم تُحفظ بالطاعة والشكر وتزول بالمعصية والكفر؛ ولذلك كان عمر بن عبد العزيز - رحمه الله - يقول: قيدوا نعم الله بشكر الله والشكر قيد النعمة وسبب المزيد ولن ينقطع المزيد من الله حتَّى ينقطع الشكر من العبد ( وإذً تّأّذَّنّ رّبٍَكٍمً لّئٌن شّكّرًتٍمً لأّزٌيدّنَّكٍمً ولّئٌن كّفّرًتٍمً إنَّ عّذّابٌي لّشّدٌيدِ (7) ) [إبراهيم: 7].
إنَّ البخل والشح من الآفات المدمرة؛ فالشح حمل من قبلنا على أن سفكوا دماءهم وقطعوا أرحامهم والأرزاق مقسومة فالرزق لا يسوقه حرص حريص ولا كراهية كاره وكما يقول ابن مسعود «إنَّ الله بقسطه وعلمه جعل الروح والفرح في اليقين والرضى وجعل الهمَّ والحزن في الشك والسخط» . ولن تموت نفس حتّى تستكمل رزقها وأجلها فاتقوا الله وأجملوا في الطلب ( وعٌبّادٍ الرَّحًمّنٌ الذٌينّ يّمًشٍونّ عّلّى الأّرًضٌ هّوًنْا وإذّا خّاطّبّهٍمٍ الجّاهٌلٍونّ قّالٍوا سّلامْا <63> ) [الفرقان: 63].
لما سُئل حاتم الأصم عما أدخله في التوكل قال: علمت أن رزقي لن يأخذه غيري فاطمأنت بذلك نفسي وعلمت أن عملي لن يعمله غيري فأنا مشغول به ورأيت الموت يأتي بغتة فقلتُ أُبادره ورأيتُ الناسَ ينظرون إلى ظاهري والله ينظر إلى باطني فرأيتُ أنَّ مراقبته أولى وأحرى. لقد شعر أصحاب الجنة بوطأة الحرمان ( قّالّ أّوًسّطٍهٍمً أّلّمً أّقٍل لَّكٍمً لّوًلا تٍسّبٌَحٍونّ <28> ) وهو أمثلهم وأعدلهم وأعقلهم ( أّلّمً أّقٍل لَّكٍمً لّوًلا تٍسّبٌَحٍونّ ) أي هلاَّ تستثنون وكان استثناؤهم تسبيحًا قاله مجاهد وغيره وهذايدل على أن هذا الأوسط كان أمرهم بالاستثناء فلم يطيعوه. قال أبو صالح: كان استثناؤهم سبحان الله والمعنى تنزيه الله عز وجل أن يكون شيء إلاَّ بمشيئته. وقيل: هلاَّ تستغفرونه من فعلكم وتتوبون إليه من خُبث نيّتكم . فإن أوسطهم قال لهم حين عزموا على ذلك وذكرهم انتقامه من المجرمين. ( قّالٍوا سٍبًحّانّ رّبٌَنّا ) اعترفوا بالمعصية ونزّهوا الله عن أن يكون ظالمًا فيما فعل قال ابن عباس في قولهم ( سٍبًحّانّ رّبٌَنّا ) أي نستغفر الله من ذنبنا ( إنَّا كٍنَّا ظّالٌمٌينّ ) لأنفسنا في منعنا المساكين . ( فّأّقًبّلّ بّعًضٍهٍمً عّلّى بّعًضُ يّتّلاوّمٍونّ <30> ) أي يلوم هذا في القسم ومنع المساكين ويقول: بل أنت أشرت علينا بهذا ولذلك قالوا: ما كان و دام واتصل وما كان لغير الله انقطع وانفصل وما اجتمع قوم على معصية إلاَّ وتفرقوا عن تُقال. ويوم القيامة يحكي لنا سبحانه صورة الصداقة والزمالة التي تُبنى على غير دين الله قال تعالى: ( الأّخٌلاَّءٍ يّوًمّئٌذُ بّعًضٍهٍمً لٌبّعًضُ عّدٍوَِ إلاَّ المٍتَّقٌينّ <67> ) [الزخرف: 67]
فعلى العبد أن يُصاحب ويُلازم أهل التقى سيشم منهم ريحًا طيبة ويذكرونه بالله ويدلونه على الخير ويعينوه عليه. وملامة النفس ومحاسبتها على التقصير والتفريط مطلوبة والقرب من الناصح الأمين الذي يذكر الإنسان بعيوبه مشروعة من قبل أن يأتي يوم يعض الإنسان على أصابع الندم بلا فائدة قال تعالى: ( ويّوًمّ يّعّضٍَ الظَّالٌمٍ عّلّى يّدّيًهٌ يّقٍولٍ يّا لّيًتّنٌي تَّخّذًتٍ مّعّ الرَّسٍولٌ سّبٌيلاْ <27> يّا ويًلّتّى لّيًتّنٌي لّمً أّتَّخٌذً فٍلانْا خّلٌيلاْ <28> لّقّدً أّضّلَّنٌي عّنٌ الذٌَكًرٌ بّعًدّ إذً جّاءّنٌي وكّانّ الشَّيًطّانٍ لٌلإنسّانٌ خّذٍولاْ <29> ) [الفرقان: 27- 29].
وكان عمر بن الخطاب يقول: «خيركم من أهدى إليَّ عيوبي». لقد تلاوم أصحاب الجنة فيما بينهم وأقروا على أنفسهم بالانحراف ( قّالٍوا يّا ويًلّنّا إنَّا كٍنَّا طّاغٌينّ <31> ) أي عاصين بمنع حق الفقراء وترك الاستثناء وقال ابن كيسان: طغينا نعم الله فلم نشكرها كما شكرها آباؤنا من قبل. ( عّسّى رّبٍَنّا أّن يٍبًدٌلّنّا خّيًرْا مٌَنًهّا ) تعاقدوا وقالوا: إن أبدلنا الله خيرًا منها لنصنعن كما صنعت آباؤنا فدعوا الله وتضرعوا فأبدلهم الله من ليلتهم ما هو خير منها وأمر جبريل أن يقتلع تلك الجنة المحترقة فيجعلها بزُغر من أرض الشام ويأخذ من الشام جنة فيجعلها مكانها. وقال ابن مسعود : إنَّ القوم أخلصوا وعرف الله منهم صدقهم فأبدلهم جنّة يُقال لها الحيوان فيها عنب يحمل البغل منها عنقودًا واحدًا. وقال اليماني أبو خالد: دخلت تلك الجنة فرأيت كل عنقود منها كالرجل الأسود القائم . وقال الحسن: قول أهل الجنة : ( إنَّا إلّى رّبٌَنّا رّاغٌبٍونّ <32> ) لا أدري إيمانًا كان ذلك منهم أو على حد ما يكون من المشركين إذا أصابتهم الشدة فيوقف في كونهم مؤمنين. وسُئل قتادة عن أصحاب الجنة: أهم من أهل الجنة أم من أهل النار؟ فقال: لقد كلفتني تعبًا. والمعظم يقولون: إنهم تابوا وأخلصوا. حكاه القشيري. وعمومًا فالإقلاع عن الغيّ أفضل من التمادي فيه والشعور بالذنب والتقصير خير من فلسفة المعاصي وتبريرها ومُحاسبة النفس على تقصيرها بداية الخيرات والبركات. وكان شداد بن أوس يقول: اعلموا أنكم لن تروا من الخير إلاَّ أسبابه ولن تروا من الشر إلاَّ أسبابه الخير بحذافيره في الجنة والشر بحذافيره في النار والدنيا عرض حاضر يأكل منها البر والفاجر والآخرة وعدٌ صادق يحكم فيها ملك قاهر ولكل دار بنون فكونوا من أبناء الآخرة ولا تكونوا من أبناء الدنيا. وقال: إذا رأيت الرجل يعمل بطاعة الله فاعلم أن لها عنده أخوات وإذا رأيت الرجل يعمل بمعصية الله فاعلم أنّ لها عنده أخوات فإن الطاعة تدل على أختها وإن المعصية تدل على أختها . ( فّأّمَّا مّنً أّعًطّى واتَّقّى (5) وصّدَّقّ بٌالًحٍسًنّى (6) فّسّنٍيّسٌَرٍهٍ لٌلًيٍسًرّى (7) وأّمَّا مّنً بّخٌلّ واسًتّغًنّى (Cool وكّذَّبّ بٌالًحٍسًنّى (9) فّسّنٍيّسٌَرٍهٍ لٌلًعٍسًرّى <10> ومّا يٍغًنٌي عّنًهٍ مّالٍهٍ إذّا تّرّدَّى <11> ) [الليل: 5 - 11].
والكافر يُطعم بحسناته في الدنيا ويرى ذلك في صحته وماله وعقبه وعقب عقبه كابن جدعان الذي عُقد حلف الفضول في داره بالجاهلية وكان لنصرة المظلوم فإذا قدم على ربه يوم القيامة فلا خلاق ولا نصيب له إلاَّ النار ( وقّدٌمًنّا إلّى مّا عّمٌلٍوا مٌنً عّمّلُ فّجّعّلًنّاهٍ هّبّاءْ مَّنثٍورْا <23> ) [الفرقان: 23].
أما المؤمن فهو يُطعم بحسناته وعمله الصالح في الدنيا والآخرة. ولا يبعد أن يكونوا مسلمين فوالدهم من صالحي الأمم السابقة وترك الاستثناء ومنع حق المساكين من جملة الذنوب والمعاصي التي لا يُكفر بها العبد ثم التائب من الذنب كمن لا ذنب له ( قٍل لٌَلَّذٌينّ كّفّرٍوا إن يّنتّهٍوا يٍغًفّرً لّهٍم مَّا قّدً سّلّفّ وإن يّعٍودٍوا فّقّدً مّضّتً سٍنَّتٍ الأّوَّلٌينّ <38> ) [الأنفال: 38].
( قٍلً يّا عٌبّادٌيّ الذٌينّ أّسًرّفٍوا عّلّى أّنفٍسٌهٌمً لا تّقًنّطٍوا مٌن رَّحًمّةٌ اللَّهٌ إنَّ اللَّهّ يّغًفٌرٍ الذٍَنٍوبّ جّمٌيعْا ) [الزمر: 53].
وفي الحديث: «يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرتُ لك على ما كان منك ولا أُبالي يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك يا ابن آدم لو آتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تُشرك بي شيئًا لأتيتك بقرابها مغفرة». والمسلم إن دخل النار بذنوبه ومعاصيه فلا يدخلها دخول الكفار ولا يُعذّب فيها عذاب الكفار ولا يُخلّد فيها خلود الكفار ( أّفّنّجًعّلٍ المٍسًلٌمٌينّ كّالًمٍجًرٌمٌينّ <35> مّا لّكٍمً كّيًفّ تّحًكٍمٍونّ <36> ) وليس في هذا استهانة بذنب أو معصية فمعظم النار من مستصغر الشرر والمعاصي كلها من شعب الكفر والتهاون في الذنوب قد يجر الإنسان إلى الكفر . قالوا: لا صغيرة مع إصرار ولا كبيرة مع استغفار ولا تنظر إلى صغر المعصية ولكن انظر إلى عظمة من عصيت. إنَّ أصحاب الجنة في نسبتهم الوالد إلى الحمق ومخالفة طريقته مع المساكين فيه نوع من العقوق وهو كبيرة من الكبائر فمن أبر البر صلة الرجل أهل ودّ أبيه ووفاء العهد من الدين كان النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم إذا ذُبحت له شاة يوزعها في أصدقاء خديجة . ولقي ابن عمر أعرابيًا في طريق سفره فأعطاه حماره ونزع له عمامته فقال له أصحابه: أصلحك الله إنهم الأعراب وإنهم يرضون باليسير فقال ابن عمر: إنَّ أبا هذا كان ودًا لعمر وإن أبر البر صلة الرجل أهل ود أبيه. وقيل: لا تقطع أهل ود أبيك فيُطفئ الله نورك. بل قطع أصدقاء الوالدين من صور النفاق ومن الأعمال التي ينقلب بها العاق إلى بار بعد موت الوالدين الاستغفار لهما والترحم عليهما وصلة صديقهما وإنفاذ عهودهما ووصيتهما. لقد نسبوا الوالد الصالح للحمق فاختلفت السلوكيات والطرائق والسلوك مرآة الفكر كما يقولون. بل حتّى عادات الخير المستحبة لا الواجبة ينبغي على العبد أن يُجاهد نفسه في المحافظة عليها وهذا شأن الصالحين. حُكي عن عبد الله بن جعفر أنه كان جوادًا كريمًا يتصدق بسخاء حتَّى راجعه الحسن والحسين وكان زوجًا لأختهما زينب و فقالا: رحمك الله أنفق ولا تُسرف فقال: بأبي وأمي أنتما إنّ الله عودني أن يتصدّق عليَّ وعودته أن أتصدق على عباده وأخاف أن أقطع فيقطع عني. قيل آتاه يومًا مسكين فقال: رجل مسكين وابن سبيل فنزل عبد الله بن جعفر عن دابته وأعطاه حقيبة فيها من مطارف الخز وأربعة آلاف ودفع له سيف عليّ وقال: هذا سيف عليّ إياك أن تُغلب عليه ولما ضاق به الحال يومًا دعا ربه: اللهم إن كنت ستمنع عني عادتك فاقبضني إليك فما مرّت عليه الجمعة التي تليها إلاَّ وكان قد مات صلى الله عليه وسلم. قال ثابت الكناني صاحب أنس : إنَّ المؤمن أخذ عن الله أدبًا حسنًا إذا أوسع عليه أوسع وإذا أمسك عليه أمسك وكان ثابت قد اشترى قارورة طيب كبيرة من السوق لأهله فعوتب في ذلك. والنفوس تقصر وتؤخر أصحابها ببخلها ومنع حق الله فيما عندها فأرباب الدنيا ومن غلبت عليه اللوثة المادية يتوهم أن الفقراء والضعفاء من النساء والذرية يتسهلكون المال ويُدمرون الثروات بلا مقابل ولا عائد ويعتبرون ذلك من النظريات والخبرات الاقتصادية وهذا خطأ وقصور فهذه الأصناف من أعظم أسباب سعة الرزق كالدعاء والاستغفار والتوكل على الله وصلة الأرحام وبر الوالدين والنفقة في الحج والعمرة والزواج... فهذا كله مما يُجبر به الكسر ويُرحم به الضعف وقد ورد: «وهل تُنصرون وتُرزقون إلاَّ بضعفائكم» . ولما اشتكى المحترف أخاه للنبيّ صلى الله عليه وسلم وكان يختلف إلى مجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعلم منه فقال صلى الله عليه وسلم للمحترف: «إنما تُرزق به» . فالأمور على ما عند ربك لا تُؤخذ بالعضلات الفتاكة أو الحسابات المادية التي تتصادم مع الكتاب والسُّنّة. وأورد ابن القيم في كتاب «تحفة المودود بأحكام المولود» أنه روى في الأثر أن العبد إذا رُزق بولد قيل هو عون لك فإذا رُزق ببنت قيل: أنا عون لك. ولذلك قيل: رزق البنات كثير. رغم الضعف الظاهر ومظنة عدم العائد. وتبقى قصة أصحاب الجنة كثيرة الدلالة عظيمة الفائدة ولذلك جاءت في كتاب الله وقصها سبحانه على نبيه صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام في هذه المرحلة المكيّة العصيبة وكما تناسبت مع بداية السورة فكذلك ارتبطت بالآيات بعدها. قال تعالى بعد ذكر هذه القصة: ( كّذّلٌكّ العّذّابٍ ولّعّذّابٍ الآخٌرّةٌ أّكًبّرٍ لّوً كّانٍوا يّعًلّمٍونّ <33> ) أي عذاب الدنيا وهلاك الأموال. وقيل: إنَّ هذا وعظ لأهل مكة بالرجوع إلى الله لما ابتلاهم بالجدب لدعاء النَّبيّ صلى الله عليه وسلم أي كفعلنا بهم نفعل بمن تعدَّى حدودنا في الدنيا ( ولّعّذّابٍ الآخٌرّةٌ أّكًبّرٍ لّوً كّانٍوا يّعًلّمٍونّ ) وقال ابن عباس : هذا مثلٌ لأهل مكة حين خرجوا إلى بدر وحلفوا ليقتلن محمدًا صلى الله عليه وسلم وأصحابه وليرجعن إلى مكة حتى يطوفوا بالبيت ويشربواالخمر وتُضرب القينات على رؤوسهم فأخلف الله ظنهم وأُسِروا وقُتلوا وانهزموا كأهل هذه الجنة لماخرجوا عازمين على الصرام فخابوا . ثم قيل: إنَّ الحق الذي منعه أهل الجنة المساكين يُحتمل أنه كان واجبًا عليهم ويحتمل أنه كان تطوعًا والأول أظهر والله أعلم. وعمومًا فشرع من قبلنا ليس شرعًا لنا إذا خالفنا والواجب علينا إخراج الزكاة على مستحقيها وندبنا الشرع إلى صدقات التطوع ومتابعة الفرائض بالنوافل وقال العلماء: إذا جاع المسلمون فلا مال لأحد وذلك إذا نزلت بالمسلمين جائحة وخلا بيت المال من المال وتنازل الحاكم وجنده وحاشيته عما لديهم فحينئذ يجوز أخذ الحاكم أكثر من مال الزكاة من الأغنياء ولعلّ ما أصاب أهل مكة من القحط وقتال بدر مما تنطبق عليه الآيات رغم أنها مكيّة بالضبط كما تحدث حادثة الآن فنطبق عليها الآيات المتناسبة معها. إذًا العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب ولا يصح القول بأن قتال بدر كان السبب في نزول هذه الآيات. وتسترسل الآيات البيّنات في ذكر الوعد والوعيد وبيان أنه لا يستوي في حكم الله وعدله من آمن ومن كفر ومن أطاع ومن عصى قال تعالى: ( إنَّ لٌلًمٍتَّقٌينّ عٌندّ رّبٌَهٌمً جّنَّاتٌ النَّعٌيمٌ <34> أّفّنّجًعّلٍ المٍسًلٌمٌينّ كّالًمٍجًرٌمٌينّ <35> مّا لّكٍمً كّيًفّ تّحًكٍمٍونّ <36> أّمً لّكٍمً كٌتّابِ فٌيهٌ تّدًرٍسٍونّ <37> إنَّ لّكٍمً فٌيهٌ لّمّا تّخّيَّرٍونّ <38> أّمً لّكٍمً أّيًمّانِ عّلّيًنّا بّالٌغّةِ إلّى يّوًمٌ القٌيّامّةٌ إنَّ لّكٍمً لّمّا تّحًكٍمٍونّ <39> ) . قالت كفارمكة : إنّا نُعطى في الآخرة خيرًا مما تُعطون. فنزلت: ( أّفّنّجًعّلٍ المٍسًلٌمٌينّ كّالًمٍجًرٌمٌينّ ) ثم وبَّخهم فقال: ( مّا لّكٍمً كّيًفّ تّحًكٍمٍونّ ) هذا الحكم الأعوج كأن أمر الجزاء مفوّض إليكم حتى تحكموا فيه بما شئتم أنّ لكم من الخير ما للمسلمين ( أّمً لّكٍمً كٌتّابِ فٌيهٌ تّدًرٍسٍونّ ) أي ألكم كتاب تجدون فيه المطيع كالعاصي. ومازالت هذه الاعتقادات الفاسدة موجودة فالبعض يتوهم - كصناديد قريش ومن كان على شاكلتهم - أنه سيكون له في الآخرة الحظ الأوفر والنصيب الأكمل وأنّ الله ما أعطاه هذا النعيم إلاَّ لمحبته وما حجبه عن المؤمن إلاَّ لبغضه إياه و تناسوا أن الدنيا يعطيها سبحانه لمن يحب ومن لا يحب؛ لهوانها عليه أما الآخرة فلا يعطيها إلاَّ لمن أحب ( تٌلًكّ الدَّارٍ الآخٌرّةٍ نّجًعّلٍهّا لٌلَّذٌينّ لا يٍرٌيدٍونّ عٍلٍوَْا فٌي الأّرًضٌ ولا فّسّادْا والًعّاقٌبّةٍ لٌلًمٍتَّقٌينّ <83> ) [القصص: 83]. كان أبو الدرداء إذا رأى جنازة يقول: اغدوا فإنَّا رائحون وروحوا فإنَّا غادون موعظة بليغة وغفلة سريعة يروح الأول ولا يعتبر الآخر. والحذر كل الحذر من الاستدراج فقد جاء في خواتيم هذه السورة : ( سّنّسًتّدًرٌجٍهٍم مٌَنً حّيًثٍ لا يّعًلّمٍونّ <44> وأٍمًلٌي لّهٍمً إنَّ كّيًدٌي مّتٌينِ <45> ) قال سُفيان الثوري: نُسبغ عليهم النعم ونُنسيهم الشكر وقال البعض: كلما أحدثوا خطيئة جدَّدنا لهم نعمة وأنسيناهم الاستغفار وقال الحسن: كم مستدرج بالإحسان إليه وكم مفتون بالثناء عليه وكم مغرور بالستر عليه. وروي أنّ رجلاً من بني إسرائيل قال: يا رب كم أعصيك وأنت لا تُعاقبني. قال: فأوحى الله إلى نبيّ زمانهم أن قل له كم من عقوبة لي عليك وأنت لا تشعر إنّ جمود عينيك وقساوة قلبك استدراج مني وعقوبة لو عقلت . نعوذ بالله من الخذلان ومن أن نذل أو نُذل أو نَضل أو نُضل أو نَظلم أو نُظلم أو نَجهلَ أو يُجهل علينا.
وآخر دعوانا أن الحمد و رب العالمين.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://7788.forumegypt.net
 
قصة أصحاب الجنة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» كنز من الجنة
» قصة أصحاب السبت
» 100000 حسنة ونخلة فى الجنة
» قصة أصحاب الفيل تذگرة لمن هدد بهدم الگعبة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى هديل الحمام :: منتدى القصص والسير-
انتقل الى: