منتدى هديل الحمام
اهلا وسهلا بك فى منتداك يسعدنا تواجدك معانا ونتمنى ان تساهم بصدقة جارية
منتدى هديل الحمام
اهلا وسهلا بك فى منتداك يسعدنا تواجدك معانا ونتمنى ان تساهم بصدقة جارية
منتدى هديل الحمام
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى هديل الحمام

منتدى هيسعدك
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  
من قال سبحان الله وبحمدة غرست لة نخلة فى الجنة
تذكر ان سبحان الله وبحمدة بها يرزق الخلق
من قال سبحان الله وبحمدة فى يوم 100 مرة حطت خطاياة وان كانت مثل زبد البحر
من افضال سبحان الله وبحمدة ان من قالها مئة مرة كتب لة الله 1000 حسنة ( مسلم)
كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان فى الميزان حبيبتان الى الرحمن سبحان الله وبحمدة سبحان الله العظيم
من افضال قولك سبحان الله وبحمدة ان من قالها حط الله عنة سيئة وكتب لة حسنة ورفع لة درجة
وفى صحيح مسلم ان من قال سبحان الله وبحمدة حين يصبح وحين يمسى 100 مرة لم يات احد يوم القيامة بافضل مما جاء بة إلا رجل قال مثل ذلك او اكثر

 

 اضواء على المستشرقين المعاصرين وموقفهم من الاسلام الجزء الاخير

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
احمد الزهرى
Admin
احمد الزهرى


عدد المساهمات : 227
نقاط : 19170
تاريخ التسجيل : 31/03/2014
العمر : 34

اضواء على المستشرقين المعاصرين وموقفهم من الاسلام الجزء الاخير Empty
مُساهمةموضوع: اضواء على المستشرقين المعاصرين وموقفهم من الاسلام الجزء الاخير   اضواء على المستشرقين المعاصرين وموقفهم من الاسلام الجزء الاخير Emptyالأربعاء مايو 07, 2014 2:39 pm

دكتور
عبد الباسط حسن محمد
أضـــــــــــــــــواء
على
المستشرقين المعاصرين وموقفهم من الإسلام


الطبعة الأولى
1419هـ – 1998م

( ) . ولتمام الفائدة وسرعة العثور على الموضوع المطلوب في الموسوعة لابد من القيام بعمل كشاف في نهاية الموسوعة يضم فهرساً موضوعياً وفهرساً للأعلام .
الهيئــة العلميــة للمشـــروع :
1 - يتطلب هذا المشروع الكبير - الذي يقدم للجيل المعاصر والأجيال القادمة أهم خدمة علمية إسلامية في بداية القرن الخامس عشر الهجري - عدداً لا يقل عن مائة من العلماء المتخصصين في شتى مجالات الفكر الإسلامي على مستوى العالم الإسلامي من أصحاب الكفايات العلمية الممتازة يقومون بمهمة الإعداد والتحرير لموضوعات الموسوعة .
2 - تقوم لجنة علمية دائمة بمهمة الإشراف والمراجعة . وتكون - بالتعاون مع الأمانة الفنية - مختصة بالاتصال بالعلماء الذين سيشاركون في كتابة الموسوعة في شتى أنحاء الوطن الإسلامي ، وتقديم المادة العلمية لهم وتلقي ردودهم عليها ، وتقوم هذه اللجنة بمراجعة الردود التي تصل إليها مراجعة دقيقة يتم بعدها توزيعها توزيعاً محدوداً على مجموعة من العلماء لمراجعتها مراجعة نهائية واعتمادها حتى تكون معدة للطبع .
وتقوم اللجنة العلمية الدائمة أيضاً بمهمة تبويب موضوعات الموسوعة وتحديد فصولها لتكون معدة للطبع بصورة نهائية متكاملة .
ويتطلب العمل في هذه اللجنة تفرغاً كاملاً لعدد لا يقل عن اثنى عشر من العلماء المتخصصين في مختلف مجالات الفكر الإسلامي .
ومن المفيد أن يكون هناك تكامل بين أعضاء هذه اللجنة من حيث الخبرة بمعرفة اللغات الأجنبية الست المشار إليها .
ولهذه اللجنة أن تستعين بمن ترى الاستعانة بهم من العلماء المتخصصين .
3 - يكون هناك مجلس للأمناء يضم اللجنة العلمية الدائمة والأمانة الفنية والأمانة المالية ويقوم هذا المجلس بالتنسيق بين الأجهزة المختلفة المشرفة على المشروع . ويجتمع هذا المجلس مرة واحدة كل ستة أشهر لدراسة تقرير شامل يقدم إليه عن سير العمل في المشروع ومدى التقدم فيه ووضع الحلول لما قد يكون هناك من مشكلات تعوق سير التنفيذ . . والله ولي التوفيق . ( انتهى التقرير ) .
( ( 2 ) ) مؤسســة إسلاميــة علميــة عالميــة :
لقد آن الأوان للتفكير - على مستوى العالم الإسلامي - في إقامة مؤسسة إسلامية علمية عالمية لا تنتمي بالولاء لقُطْرٍ معين من الأقطار الإسلامية ولا لمذهب سياسي أو فكري أو ديني معين ، بل يكون ولاؤها الأول والأخير لله وحده ولرسوله محمد صلى الله عليه وسلم ، وتستطيع استقطاب الكفاءات العلمية الإسلامية في شتى أنحاء العالم ، وتقف على قدم المساواة مع الحركة الاستشراقية ويكون لها دوريات ومجلات علمية ذات مستوى رفيع تنشر بحوثها بلغات مختلفة ، وتعمل على استعادة أصالتنا الفكرية واستقلالنا في ميدان الأفكار ، فهذا هو الطريق الصحيح إلى الاستقلال الاقتصادي والسياسي ، إذ أن المجتمع الذي لا يصنع أفكاره الرئيسة لا يمكنه على أية حال أن يصنع المنتجات الضرورية لاستهلاكه ولا المنتجات الضرورية لتصنيعه ( ) .
والأمر الذي يؤسف له حقاً هو أننا على امتداد العالم الإسلامي بسكانه الذين تجاوزوا الألف مليون وبكل ما لنا من إمكانات هائلة لا نملك مؤسسة علمية دولية لها الأمكانات العلمية والمادية نفسها التي تملكها المؤسسة الاستشراقية . أليس هذا من الأمور التي تدعو إلى الأسى والحسرة؟
ويعبر إدوارد سعيد عن الاستشراق عن هذا الفراغ الهائل في حقل الثقافة العربية والإسلامية والآثار المترتبة عليه فيقول : -
" . . . فما من باحث عربي أو إسلامي يستطيع المخاطرة بتجاهل ما يحدث في المجلات البحثية والمعاهد والجامعات في الولايات المتحدة وأوروبا ، غير أن العكس ليس بصحيح . ليس هناك ، مثلاً ، مجلة رئيسية واحدة للدراسات العربية تصدر في العالم العربي اليوم ، بالضبط كما أنه ليس ثمة من مؤسسة تعليمية عربية واحدة قادرة على مضاهاة أماكن مثل : أكسفورد ، وهارفارد ، وجامعة كاليفورنيا - لوس أنجلوس في فدراسة العالم العربي ، دع عنك أي موضوع آخر غير شرقي .
والنتيجة المتوقعة لهذا هي أن الطلاب الشرقيين ( والأساتذة الشرقيين ) ما يزالون يريدون الحضور إلى الولايات المتحدة والجلوس عند أقدام المستشرقين الأمريكيين ثم العودة فيما بعد لتكرار القوالب الفكرية ( الكليشيهات ) - التي ما فتئتُ أُسميها مذهبيات جامدة استشراقية - على مسامع جمهورهم المحلي . ونظام إعادة إنتاج كهذا يجعل من الحتمي أن يستخدم الباحث الشرقي تدريبه الأمريكي ليشعر بالفوقية على أبناء وطنه ، لأنه قادر على ( تدبر ) النظام الاستشراقي وفهمه واستخدامه ، أما في علاقته بمن هم أسمى منه مكانة - المستشرقون الأوروبيون والأمريكيون - فإنه سيقى ( المخبر الذي ينتمي إلى السكان الأصليين ) . وهذا هو بحق دوره في الغرب . إذا كان حسن الحظ بحيث يتاح له البقاء فيه بعد انتهاء تدريبه المتقدم ( ) .
ولا يجوز الخلط بين هذه المؤسسة العلمية المقترحة وبين لجنة "موسوعة الرد على المستشرقين" التي سبقت الإشارة إليها . فلجنة الموسوعة لجنة مؤقتة لإنجاز مهمة محددة ، أما هذه المؤسسة فهي مؤسسة دائمة ولها مهام متعددة .
وقد سبق لنا أن طالبنا في كتاب سابق ( ) بضرورة إقامة هذه المؤسسة العلمية . وكان من بين ما قلناه في هذا الصدد :
" . . . إن هناك ضرورة ملحة لإقامة مؤسسة إسلامية عالمية للبحوث العلمية الإسلامية ، تكون بعيدة كل البعد عن أية تيارات سياسية أو دعائية ، ويتكون أعضاؤها من صفوة الباحثين الإسلاميين في شتى المجالات بصرف النظر عن جنسياتهم ، في حدود مائة عضو يتوزعون إلى مجموعات عمل يتوفر كل فريق منها على دراسة قطاع معين من قطاعات الفكر الإسلامي ، وتخطط هذه الصفة أيضاً للبحوث الإسلامية في جامعات العالم الإسلامي ، فتصل الماضي بالحاضر وتجدد شباب تراثنا وتجنده لخدمة الحياة الإسلامية المتجددة" .
وعبرنا عن الأمل في أن تكون هذه المؤسسة العلمية "أكاديمية حية تشع النور في كل الأرجاء وتغذي المسلم في كل أنحاء العالم بالغذاء الفكري الصحيح ، وتنقل دوعة الإسلام في صفائها ونقائها إلى شعوب الأرض ، ولا تكون تكريراً لأي من الهيئات الإسلامية الحالية التي تجتمع في المناسبات على شكل مؤتمرات لإصدار بيانات لا حياة فيها ولا روح ، ولا أثر لها في حياة المسلم ولا تاثير . والأمل أن تكون تلك الأكاديمية الإسلامية هيئة ربَّانية لا مجال فيها للأهواء . ولا نقصد بذلك أن تكون هيئة كهنوتية أو بابوية فهذا لا مجال له في الإسلام ، ولكننا نريدها هيئة ذات قداسة ، لا بأسماء من يعملون فيها ، ولكن بما تقدمه من خير للناس . { . . . فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ . . . } ( الرعد : 17 ) .
وهكذا يمكن لمثل هذه المؤسسة أن تقف بالمرصاد لكل التيارات المناوئة للإسلام أيا كان مصدرها ، وأيا كانت اتجاهاتها . ومن أجل ذلك لابد أن يكون لها جهاز لمتابعة كل ما ينشر في العالم من بحوث تتعلق بالإسلام والمسلمين . ويمكن لهذه المؤسسة أيضاً أن تتبنى تياراً مقابلاً للاستشراق يقوم بدراسة تراث الغربيين ونقد ما عندهم من دين وعلوم وحضارة .
وقد عبر الدكتور مصطفى السباعي - رحمه الله - عن هذا الأمل ، فقال :
"سيأتي يوم ننقلب فيه نحن إلى دراسة تراث الغربيين ونقد ما عندهم من دين وعلوم وحضارة ، وسيأتي اليوم الذي يستعمل فيه أبناؤنا وأحفادنا مقاييس النقد التي وضعها هؤلاء الغربيون ، في نقد ما عند هؤلاء الغربيين أنفسهم من عقيدة وعلوم ، فإذا هي أشد تهافتاً ، وأكثر ضعفاً مما يلصقونه اليوم بعقيدتنا وعلومنا . ترى لو استعمل المسلمون معايير النقد العلمي التي يستعملها المستشرقون في نقد القرآن والسنة ، في نقد كتبهم المقدسة وعلومهم الموروثة ، ماذا كان يبقى لهذه الكتب المقدسة والعلوم التاريخية عندهم من قوة؟ وماذا يكون فيها من ثبوت؟" .
ثم يقول الدكتور السباعي أيضاً :
"كثيرا ما أتمنى أن يتفرغ منا رجال للكتابة عن هذه الحضارة ( الغربية ) وتاريخ علمائها بالأسلوب نفسه الذي يكتب به المستشرقون من تتبع الأخبار الساقطة ، وفهم النصوص على غير حقيقتها ، وقلب المحاسن إلى سيئات ، والتشكيك في كل خير يصدر عن هؤلاء الغربيين ، ولو حصل هذا لخرجت منه صورة لهذه الحضارة ولرجالها مضحكة مخزية ينكرها المستشرقون قبل غيرهم . . . " ( )
وفكرة إنشاء اتجاه مقابل للحركة الاستشراقية سبق أن أثيرت في بعض المؤتمرات الإسلامية . ويشير المستشرق "رودي بارت" إلى ذلك بقوله :
" . . . ولا باس من أن ننتهز هذه الفرصة فنثير سؤالاً ، ولو من ناحية المبدأ ، هو السؤال عن إمكانية أن ينشأ في الناحية الأخرى ، أي في العالم العربي الإسلامي ، اتجاه للبحث ، شبيه بالدراسات الإسلامية عندنا ، ولكن في الوجهة المقابلة ، يهدف إلى دراسة تاريخ الفكر في العالم النصراني الغربي وتحليله بطريقة علمية . . . وقد دعا الدكتور محمد رحبار في المؤتمر الإسلامي العالمي الذي انعقد في لاهور في ديسمبر ( كانون الأول ) 1957م/يناير ( كانون الثاني ) 1958م ، بحماس إلى هدف من هذا القبيل ، ولكنه لقي معارضة شديدة" ( ) .
على أية حال فإن هذه مسألة جانبية لا يجوز أن نتشغلنا عن الهدف الأساسي للمؤسسة العلمية المقترحة ، فهي مسالة تعد الآن - في نظرنا - ترفاً فكرياً لم يحن وقته بعد ، ويمكن التفكير فيها في مرحلة أخرى تالية .
أما الآن فإن هناك أولويات أمام العمل الإسلامي لابد أن تؤخذ في الاعتبار وتوضع في الحسبان حتى لا نخطئ الطريق الأسمى ، وهو خدمة الإسلام وبناء الحياة الإسلامية على أسس إسلامية متينة والنهوض مرة أخرى دينياً وثقافياً وحضارياً .
( ( 3 ) ) دائــرة معـارف إسلاميــة جديـــدة :
ومن بين الأولويات العلمية الملحة مشروع إصدار دائرة معارف إسلامية جديدة . فلا يجوز أن نظل نقتات فكرياً من دائرة المعارف الإسلامية التي قام بإعدادها المستشرقون قبل الحرب العالمية الثانية . فقد تجاوزها المستشرقون وانتهوا منذ بضع سنوات من إصدار دائرة معارف إسلامية جديدة . وواجبنا نحن المسلمين أن نقوم بإصدار دائرة معارف إسلامية باللغة العربية واللغات الأوروبية الرئيسة ، تقف على الأقل في مستوى دائرة المعارف الإسلامية للمستشرقين تخطيطاً وتنظيماً وتتفوق عليها علمياً ، وننقل وجهة النظر الإسلامية في شتى فروع الدراسات الإسلامية والعربية إلى المسلمين وغير المسلمين على السواء . فكل فراغ فكري لدينا لا نشغله بأفكار من عندنا يكون عرضة للاستجابة لأفكار منافية ، وربما معادية لأفكارنا ، فلا نلومنَّ إلا أنفسنا .
وينبغي ألا يغيب عن الأذهان أن دائرة المعارف الإسلامية المقترحة تختلف عن "موسوعة الرد على المستشرقين" . فالموسوعة محدودة في إطار الرد على شبهات معينة أثارها المستشرقون ، ومناقشة هذه الشبهات وتفنيدها . أما دائرة المعارف الإسلامية المطلوبة فهي عامة وشاملة لكل جوانب الإسلام والفكر الإسلامي والحضارة الإسلامية بوجه عام .
وبالإضافة إلى ذلك يمكن إصدار موسوعات أخرى متخصصة مثل موسوعة للفقه الإسلامي وموسوعة للحديث النبوي وموسوعة للتاريخ الإسلامي . . . إلخ . وينبغي أن يكون هناك تنسيق بين المؤسسات العلمية في العالم الإسلامي بشأن هذه الموسوعات المختلفة حتى لا تتوزع الجهود وتتكرر الأعمال . فهذا التكرير - بكل أسف - هو ما يحدث الآن بالفعل ، إذ تقوم أكثر من دولة إسلامية وأكثر من جهة علمية بعمل موسوعات للفقه أو الحديث . ومن الخير للإسلام والمسلمين أن تتوحد الجهود وتتوفر الأمكانات على إنجاز أعمال غير مكررة . فهذا التكرير يحبس جهود مجموعة من العلماء لسنوات عديدة . وقد كان من الممكن - لو صحت العزائم وصدقت النيات - أن تتجه هذه الجهود إلى مجالات إسلامية أخرى تنتج فيها أعمالاً ليس لها نظير في جهة أخرى في العالم الإسلامي .
وهكذا ينبغي أن تخرج هذه الأعمال العلمية الإسلامية عن دائرة التباهي والتفاخر بين الدول الإسلامية . فالتنافس في الخير وفي العلم مطلوب ، ولكن تبديد الجهد والوقت والمال في أعمال مكررة أمر يجب أن نكف عنه فوراً خدمة للدين الذي نؤمن به والذي هو في أمس الحاجة إلى كل دقيقة من وقت علمائه ، من أجل تقديم عمل نافع للأجيال المسلمة التي تنتظر الكثير من علماء المسلمين حتى تستطيع أن تواجه شتى التيارات الفكرية التي تحيط بها من كل جانب .
( ( 4 ) ) جهـاز عالمي للدعـوة الإسلاميـة . . .
ومن الأمور الملحة ايضا في مجال العمل الإسلامي ضرورة إنشاء مؤسسة إسلامية تبشيرية عالمية ، وأعني بذلك جهازاً للدعوة الإسلامية في الخارج : يدعو الإسلام من ناحية ، ويرعى المسلمين الجدد من ناحية ثانية ، ويحمي المسلمين بالوراثة من ناحية ثالثة . ويتطلب العمل الإسلامي أيضاً إصدار سلسلة كتب إسلامية باللغات العالمية الحية تصحح التصورات الخاطئة عن الإسلام في الأذهان ، وتعرض الإسلام باسلوب علمي يتناسب مع العقلية المعاصرة ، وتقدم الحلول الإسلامية لمشكلات المسلمين العصرية .
ومن الممكن في هذا الصدد الاستفادة بأفكار وخبرات الشخصيات الغربية الواعية التي اعتنقت الإسلام ، والاتفاق معها على خطتي عمل إحداهما عاجلة والأخرى طويلة الأمد ، لنشر الإسلام والثقافة الإسلامية في الغرب . وقد أشار المفكر الفرنسي "جارودي" - الذي أسلم حديثاً - في محاضرته التي ألقاها في كل من جامعة الملك عبد العزيز بجدة وفي جامعة قطر بالدوحة في أوائل يناير ( كانون الثاني ) 1983م بعنوان ( الإسلام وأزمة الغرب ) ، أشار إلى الحاجة الملحة لنشر الإسلام والثقافة الإسلامية في الغرب ، وتحدث عن بعض الأفكار في هذا الصدد في أثناء حديثه عن كشف أساليب التضليل الصهيوني . فكان مما قال :
"إن عملنا فيما يتعلق بشرح مفهوم الصهيونية وأهدافها وطرق عملها يجب ألا تقتصر على الجانب السياسي فقط ، بل يجب أن يشمل الجانب الروحي أيضاً . فعلينا أن نقاوم العنصرية القبلية بكونية الإسلام ، وإن هدفنا الأخير هو أن نظهر للغربيين كيف أن الإسلام هو الوحيد اليوم القادر على فتح طريق أمام المستقبل خارج النمطين الأمريكي الرأسمالي والاشتراكي السوفييتي اللذين آلا إلى طريق مسدود ، وأن يجنبنا حرباً نووية قد تؤدي بالكون إلى الهلاك المحقق . . . إنني أعتقد أن وعي بأن هذا الضلال الغربي المؤدي بالعالم إلى الهلاك وفي الوقت نفسه شعوري بإمكانات الإسلام قد هداني إلى تأليف كتابي الأخير ( تباشير الإسلام ) ، وأن أضع في الخط الأول المعركة ضد التضليل الصهيوني وأن أعتنق الإسلام" .
ويرى "جارودي" ضرورة الاستعانة في هذا الصدد بالعديد من الوسائل عن طريق الحضور المستمر في وسائل الإعلام الغربية ، ونشر الكتب المبسطة التي تكون في متناول الجميع ، أو تنظيم المعارض وإقامة المهرجانات وغيرها مما يساهم في انتشار الإيمان وثقافة الإسلام . ويرى أيضاً تحويل الجمعية الإسلامية بجنيف إلى مركز للإشعاع الديني والثقافي ، وإقامة مركز إسلامي في المنطقة الباريسية .
ويقول أيضاً :
" . . . نحن بصدد إعداد كتاب عنوانه : ( في الإسلام كل الفنون تؤدي إلى المسجد ، وكل المساجد تؤدي إلى الصلاة ) . . . وعن طريق تنوع الثقافات والفنون التي استوعبها الإسلام نحاول غبراز معاني وحدة وشمولية الإيمان . وأعتقد أن هذا يمثل بالنسبة لمسلمي الغرب - الذي أعد واحداً منهم - عملاً لابد من إنجازه .
إن في مقدور الإسلام مرة ثانية أن يُحيي من جديد الأمل في مجتمعاتنا الغربية التي حطمتها الانفرادية وأنموذج النمو الكمي الذي يقود العالم إلى الانتحار" .
وقد أشرت هنا إلى جارودي كأحد الأمثلة للشخصيات الغربية التي يمكن التعاون معها على أساس أن الغربي المسلم الذي وُلد ونما وعاش في الغرب وتثقف بالثقافة الغربية أقدر من غيره على فهم نفسية الغربيين وما يشعرون به من أزمات روحية ، وما يتطلعون إليه من حلول ، وأقدر أيضاً على معرفة الأساليب التي يمكن أن يكون لها تأثير في نفوسهم وعقولهم .
والموضوع في حاجة إلى بحث مستفيض ودراسة واعية وتخطيط سليم . ولعلنا نتخذ العبرة من النشاطات السرية والمكشوفة لمؤسسات التنصير في شتى أنحاء العالم والتي توجه معظم نشاطها إلى تنصير المسلمين ، مستغلة ما يعانيه كثير من التجمعات الإسلامية في أماكن كثيرة من بلاد العالم الإسلامي من جوع وحرمان ومرض وجهل . فهل نترك هؤلاء المسلمين يسقطون يوماً بعد يوم في ايدي بعثات التنصير ونحن نتفرج مكتفين بأضعف الإيمان؟
لقد صادفت في أثناء إقامتي في ألمانيا في أواسط الستينات أنموذجين مؤلمين لكل نفس مسلمة : الأنموذج الأول كان قسيساً أندونيسياً ذكر لي أن جده كان مسلماً ، ومات مسلماً . ومن الواضح أن هذا القسيس كان من نتاج التبشير النصراني النشط في ذلك البلد المسلم : أندونيسيا . أما الأنموذج الثاني فقد كان أحد الأشخاص الأوروبيين الذين كانوا يعدون لمهمة التنصير في باكستان . وقد ذكر لي صراحة وبلا مواربة أنه سيكون أسعد الناس عندما يستطيع تحويل مسلم إلى النصرانية في هذا البلد المسلم .
إن وراء هذه النماذج الفردية مؤسسات تنصيرية ضخمة . وتقوم هذه المؤسسات بين الحين والحين بعقد المؤتمرات التنصيرية العالمية لدراسة أفضل الخطط وأنجع الوسائل لإنجاح مشروعات تنصير المسلمين في شتى بلاد العالم الإسلامي ، وتتلقى الدعم المالي الهائل من مختلف الطوائف النصرانية ورجال الأعمال النصارى في أوروبا وأمريكا . وقد كان أحدث هذه المؤتمرات مؤتمر أمريكا الشمالية لتنصير المسلمين الذي عقد في ( كلورادو ) عام 1978م .
( ( 5 ) ) ترجمـة إسلامـة لمعاني القرآن الكريم :
إنه لأمر يدعو إلى الدهشة والغربة أن يترك المسلمون كتابهم المقدس نهباً لكل من هب ودب لترجمته ولا يحركون ساكناً أمام عشرات الترجمات للقرآن في كل لغات العالم . وفي كل لغة من اللغات الأوروبية نجد العديد من الترجمات القديمة والحديثة .
وفي الجانب الآخر يهتم النصارى بترجمة كتابهم المقدس إلى كل لغات البشر . وقد اطلعت على ورقة عمل مقدمة من "وليم د . رايبيرن “D . Reyburn William إلى مؤتمر كلورادو - الذي أشرنا إليه - عن ترجمات الكتاب المقدس إلى لغات العالم المختلفة ، وعن الترجمات الموجهة على وجه الخصوص للمسلمين في شتى لغاتهم .
ويتضح من هذه الوقة مدى الجهد الكبير الذي يبذل في سبيل توصيل تعاليم الكتاب المقدس إلى كل الناس عن طريق مئات الترجمات التي قامت بإنجازها الهيئات النصرانية التبشيرية . ولم نسمع عن ترجمات للكتاب المقدس قام بها أناس من غير النصارى .
أما نحن فقرآننا كلأ مباح لكل من يريد ترجمته وتحريفه ، وشغلنا عن ذلك بمناقشات أضعنا فيها الكثير من الوقت حول جواز أو عدم جواز ترجمة القرآن . وقد كان الشيخ محمد مصطفى المراغي من أشد المتحمسين لموضوع ترجمة معاني القرآن عندما كان شيخاً للأزهر . وتقدم بمذكرة إلى مجلس الوزراء المصري في عام 1936م يقترح فيها ترجمة رسمية يقوم بها الأزهر بمساعدة وزارة المعارف ، وذلك حتى يمكن أن تقف هذه الترجمة الرسمية في وجه الترجمات العديدة المنتشرة في العالم شرقاً وغرباً ، والمليئة بالأخطاء . وقد وافق مجلس الوزراء على ذلك في 16 أبريل ( نيسا ، 1936م .
ولكن الشيخ الظواهري وقف على رأس المناهضين لهذا المشروع ورأى "أن الطريق السليم لمناهضة هذه الترجمات غير الصحيحة هو مصادرة هذه الترجمات وطلب جمعها وإتلافها من جميع حكومات العالم" ( ) .
وهذا مطلب غريب لا يمكن تحقيقه بأي حال من الأحوال . وهكذا وئدت الفكرة في مهدها ، ولم نفعل شيئاً من أجل المسلمين في شتى أنحاء العالم من غير الناطقين بالعربية ، والذين يتحدثون مئات اللغات المختلفة في كل قارات العالم .
إن العرب لا يشكلون أكثر من نسبة 15% من تعداد المسلمين في العالم ، فهل يترك باقي المسلمين من غير العرب تحت رحمة ترجمات فاسدة للقرآن قام بها أُناس غرباء عن دينهم؟ .
لقد آن الأوان لإعداد ترجمات إسلامية مقبولة لمعاني القرآن الكريم باللغات الحية ، نسد بها الطريق أمام عشرات الترجمات المنتشرة الآن بشتى اللغات والتي قام بإعدادها بعض المستشرقين والمنصرين وصدروها في غالب الأحيان بمقدمات مملوءة بالطعن على الإسلام .
ومن واجبنا أيضاً أن نقوم باختيار مجموعة كافية ومناسبة من الأحاديث النبوية الصحيحة وترجمتها إلى اللغات الحية لتكون مع ترجمة معاني القرآن الكريم في متناول المسلمين غير الناطقين بالعربية ، وفي متناول غير المسلمين الذين يريدون فهم الإسلام من منابعه الأصلية .
( ( 6 ) ) تنقيـة التراث الإسلامــي . . .
تراثنا العربي الإسلامي يُعد أغنى تراث في العالم ، وهو تراث نعتز به ولا يجوز لنا أن نفرط فيه . ونعني بالتراث كل انتاج بشري للمسلمين في شتى مجالات الأدب أو اللغة أو الفكر أو الدين أو العلوم بصفة عامة أو الفنون المختلفة . وتنبع أهمية هذا التراث من أنه يمثل الإطار الذي يحدد للعرب والمسلمين هوية معينة وصبغة متميزة ، ويمثل الخلفية الفكرية لتصوراتهم وأفهامهم لكل مجالات الحياة . ويعطي لهم الركيزة الأساسية للأيديولوجية الخاصة التي يتميزون بها بين الأمم . وكل ذلك مرتكز بطبيعة الحال على أسس إسلامية راسخة .
والاهتمام بهذا التراث لا يعني مجرد التغني بالأمجاد أو اجترار الذكريات وإنما يعني البحث عن الجذور الحقيقية للشخصية العربية الإسلامية واستعادة الأمة العربية الإسلامية للثقة بنفسها وأمجادها وقدرتها على البناء والتطور الحضاري ، حتى تسير بخطى ثابتة على أرض صلبة مستندة على رصيد حضاري ضخم .
وهكذا لا يعني الاهتمام بالتراث التقوقع والانعزال عن التطورات العلمية والحضارية في عالم اليوم . فالتراث نفسه يعطينا المثل الواضح . فالمسلمون عندما بنوا حضارتهم لم ينعزلوا وإنما انتفعوا بكل ما كان قائماً في ذلك الزمان من علوم ومعارف على اختلاف أنواعها . فالتراث يجدد نفسه بصفة مستمرة عن طريق مواكبته لروح العصر والاستفادة إلى أقصى حد من كل الوسائل والأساليب الحديثة التي تفيد في تنميته وتطويره . وكل ذلك بما لا يتعارض مع مقوماته الأساسية .
ولكن تراثنا العربي الإسلامي - شأنه شأن كل جهد بشري - يشتمل على الغث والسمين ويتضمن جوانب إيجابية وأخرى سلبية ، الأمر الذي يعطي الفرصة لبعضهم في تغليب الجانب السلبي على الجانب الإيجابي في بعض الأحوال .
والواجب الإسلامي يقتضينا أن نعمل على تنقية هذا التراث العظيم وغربلته وإزالة الغيوم التي تحجب عنا إشراق شمسه ، حتى يكون غذاءاً فكرياً صالحاً يمد المسلم بأسباب القوة التي تعينه على النهوض مرة أخرى بعزم جديد وتصميم أكيد .
وكلنا يعلم أن هذا التراث يشتمل على الكثير من الخرافات والأوهام والإسرائيليات . وعلى الرغم من أن الإسلام لا يتحمل وزر ذلك كله ، فإن المستشرقين يستخدمون تراثنا بكل ما فيه ، ويعمد الكثيرون منهم إلى البحث عن تلك الجوانب السلبية والتركيز عليها وتفصيل القول فيها ، ظناً منهم أنهم بذلك قد عثروا على نقاط الضعف في الإسلام ذاته . ويكفي في هذا الصدد أن نشير إلى مثال واحد - من بين أمثلة عديدة لا تُحصى - وهو قصة الغرانيق المذكورة في بعض كتب التراث ، وهي قصة يعلم الله أن الإسلام برئ منها . ولكن المستشرقين قد ركزوا عليها وسلطوا عليها الأضواء من كل جانب واعتبروها نقطة ضعف في التوحيد الإسلامي الذي كان - في زعمهم - على استعداد ، ولو للحظة واحدة ، أن يتخلى عن تشدده مجاملة لمشركي مكة . فإذا اتهمنا المستشرقين بالتجني - وهم متجنون بالفعل - حق لهم أن يردوا الاتهام قائلين : نحن لم نخترع شيئاً من عندياتنا ، أليست القصة واردة في بعض مصادركم المعتمدة؟
وتنقية التراث يمكن أن يوكل أمرها إلى المؤسسة العلمية الإسلامية التي سبق أن أشرنا إليها ، على أن يكون لديها في هذا الصدد خطة عمل تراعي أيضاً الأولويات الملحة ، فيما يتعلق بتحقيق كتب التراث ونشرها .
( ( 7 ) ) الحضــور الإسلامــي في الغــرب . . .
من الملاحظ أن الحضور الإسلامي في المؤسسات العلمية في الغرب ضعيف جداً إن لم يكن معدوماً ، وليست هناك أهمية إسلامية كبيرة للكثيرين من أبناء العالم الإسلامي الذين يساعدون في التدريس في تلك المؤسسات نظراً لأنهم لا يستطيعون - إلا فيما ندر - أن يصرحوا بوجهات نظر تتعارض مع وجهات النظر الاستشراقية حول الإسلام . والغالبية منهم يجارون التيار اسائد وإن لم يفعلوا فقدوا عملهم . . فهم مكبلون بقيود الوظيفة هناك . وعلى الرغم من كثرة عددهم مثلاً في جامعات الولايات المتحدة الأمريكية فإنه ليس لهم نفوذ يذكر "فإن القوة ضمن النظام ( في الجامعات والمؤسسات وما إليها ) هي حصراً تقريباً في أيدي غير الشرقيين ، رغم أن نسبة الشرقيين إلى غير الشرقيين بين الأساتذة المقيمين لا تعطي الأفضلية لغير الشرقيين إلى هذه الدرجة الجارفة" .
ولسنا هنا نريد أن نقلل من شأنهم أو نغض من أقدارهم ، ولكننا نعبر فقط عن الموقف الصعب والوضع الحرج الذي يتحركون في حدوده .
ومن أجل ذلك نقترح سبيلاً آخر لتقوية الحضور الإسلامي في المؤسسات الأكاديمية في الغرب ، وذلك بمحاولة اقتحام مجالات تدريس العلوم العربية والإسلامية في الغرب عن طريق الاتفاقات الثقافية التي تعقد بين بلدان العالم الإسلامي ودول أوروبا وأمريكا ، وذلك بإرسال أساتذة أكفاء من الأقطار الإسلامية إلى معاقل الاستشراق للتدريس فيها . وبذلك يمكن بالتدريج تصحيح التصورات الغربية عن الإسلام بالعمل العلمي الدؤوب وليس عن طريق الشعارات الجوفاء . وأعتقد أن هناك الآن بعض الجامعات في أوروبا وأمريكا لديها الاستعداد للاستجابة لذلك ( ) .
ومن ناحية أخرى يمكن إنشاء معاهد أو مراكز بحوث إسلامية في أوروبا وأمريكا على غرار المعهد الألماني للأبحاث الشرقية في بيروت ، على أن يكون لهذه المراكز منشورات علمية مثل معهد بيروت المشار إليه . وتستطيع هذه المعاهد أن تزود الجهات العلمية في الغرب بالمعلومات الصحيحة وتسهم بما تنشره من بحوث علمية رصينة بلغات تلك البلاد ، وما تقيمه من ندوات ولقاءات ومحاضرات - تسهم في تصحيح التصورات الخاطئة - عن الإسلام في أوروبا وأمريكا والتخفيف من غلواء العدواة للإسلام في الغرب بصفة عامة .
( ( 8 ) ) الحــوار مع المستشرقيـن المعتدلــين :
من المفيد جداً أن يكون للمؤسسات العلمية الإسلامية صلات بالمستشرقين المعتدلين تهدف إلى إجراء حوار مستمر معهم وعقد لقاءات وندوات تجمع بينهم وبين العلماء المسلمين .
وليس هناك شك في أن مثل هذا الحوار سيكون له أثره الإيجابي على كلا الجانبين . فمن ناحية سيكون دعماً لمواقف هؤلاء المستشرقين وتقوية لجانبهم وتشجيعاً لاتجاهاتهم بهدف أن تصبح هذه الاتجاهات المعتدلة في يوم من الأيام تياراً عاماً في الغرب يكون له تأثيره الفعال في تصحيح الصورة الخاطئة عن الإسلام في العالم الغربي .
ومن ناحية أخرى سيكون من نتائج هذا الحوار ترشيد المثقفين المسلمين المتاثرين بأفكار استشراقية سلبية والتخفيف من حدة اندفاعهم وتقليدهم لهذه الأفكار وإعادتهم إلى المواقف الإسلامية الصحيحة .
( ( 9 ) ) دار نشــر إسلاميــة عالميــة :
لقد أصبحت الحاجة ملحة إلى إنشاء دار نشر إسلامية عالمية تقوم بنشر المطبوعات الإسلامية بكافة اللغات ، حتى لا تظل المطبوعات الإسلامية باللغات الأجنبية تحت رحمة الناشر في الغرب . وأقرب الأمثلة على ذلك أن المفكر الفرنسي المسلم "جارودي" يجد الآن صعوبة في نشر كتاب يفضح فيه ادعاءات الصهيونية بعنوان ( ملف إسرائيل بين أحلام وأكاذيب الصهيونية ) . والمعروف أن دور النشر في فرنسا كانت تتلقف كل ما يكتبه جارودي لتنشره على نطاق واسع في أوروبا وأمريكا . ولكن إسلامه وتعاطفه مع قضية العرب والمسلمين قد غير الوضع .
ويمكن أن تقوم هذه الدار المقترحة أيضاً بإصدار صحف ومجلات إسلامية بلغات مختلفة ، وتكون هذه الصحف والمجلات وسيلة للربط بين المسلمين في كل مكان : تعمل على تجميعهم وتوحيد صفوفهم وتعريفهم بقضايا الإسلام وإعلامهم بأخبار بعضهم بعضاً من مصادر صحيحة . وحبذا لو استطاع المسلمون إنشاء وكالة أنباء إسلامية عالمية تستطيع أن تثبت وجودها بصورة مشرفة ، وتكون هي المصدر الذي يستقي منه الغرب معلوماته عن العالم الإسلامي وليس العكس ، فنحن نستقي حالياً معلوماتنا عن العالم الإسلامي من وكالات الأنباء الغربية التي لا تتحرى الموضوعية في غالب الأحيان في عرضها لأخبار العالم الإسلامي . فوسائل الإعلام الغربية بصفة عامة تتخذ موقفاً سلبياً إزاء الإسلام وتساعد على تشويه صورته ، إنطلاقاً من النظرة الغربية العامة للإسلام والتي تتركز أساساً على المواقف الاستشراقية التي ترسخت في الأذهان على مدى قرون عديدة ( ) .
وهكذا . . لو كنا في مستوى إسلامنا وعصرنا ، لأمكننا أن نحقق المناعة الحضارية والثقافية ، وأن نحمل للعالم الرحمة والخير ، ونقضي على نزعات التعصب والعنصرية والتمييز .
فدين الله - تعالى - أسمى من أن يكون وسيلة للظلم والتمييز ، وإلغاء حرية الاختيار وتسليط الإنسان على الإنسان .
وصدق - عز وجل - إذ يقول : { وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إَلاَّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِين } ( الأنبياء : 107 ) .
وقوله : { . . . قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ . يَهْدِي بِهِ اللهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إلى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِهِمْ إلى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ } ( المائدة : 15 ، 16 )
صدق الله العظيم .
والله - تعالى - أعلم
الخاتمـــــــة
وهكذا يبدو لنا مما سبق أن هؤلاء المستشرقين ، والذين درسوا العلوم الإسلامية ، من الذين لا يدينون بالإسلام ، والذين بحثوا عن أصلهم : وُجدوا أكثرهم يهوداً ، ثم يليهم في الكثرة المسيحيون .
أما الدوافع التي دفعتهم إلى دراسة الإسلام فهي ما يلي :
أولاً : محاولتهم دراسة اللغة العبرية ، باعتبارها لغة نصوص الديانة المسيحية . وهذا قادهم إلى دراسة اللغة العربية ، لوجود اشتقاق بينهما .
وبعد هزيمة الصليبيين وقيام إصلاح ديني في أوروبا . بدأوا يهتمون بدراسة الإسلام .
ثانياً : القيام بالتبشير ، لنشر المسيحية بين المسلمين .
وهنا اتصلت مصلحة المبشرين بالمستشرقين من جهة ، واتصلت مصلحة المستعمرين بالمستشرقين والمبشرين من جهة أخرى .
ذلك أن المستعمر والمبشر : احتاجا إلى المستشرقين لأنهم يعرفون الإسلام ولغته ، فيعرفون كيف يدسون عليه .
وبذلك إزداد نشاطهم ، وزاد اهتمامهم بدراسة الإسلام .
ثالثاً : حب الإطلاع على الثقافة الشرقية ( دينية كانت ، أم أدبية ، أم تاريخية )
رابعاً : تشكيك المسلمين في دينهم ، وتضليلهم .
وأكثر من اتجه نحو هذا الاتجاه ( ) من المستشرقين ، هم مستشرقوا اليهود . ثم المسيحيين .
وليس ما نراه اليوم عند هؤلاء بغريب علينا ، إذ أن هذا كان غايتهم من قديم الزمان .
ولقد كشف لنا القرآن غايتهم هذه . ، فقال تعالى { وَدَّ كَثَيرٌ مِنْ أهل الكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَدَاً مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِم مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الحَق } ( ) { أَلَمْ تَرَ إلى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبَاً مِنَ الكِتَابِ يَشْتَرُونَ الضَّلالَةَ وَيُرِيدُونَ أَنْ تَضِلُّوا السَّبِيل } ( ) وغير ذلك من الآيات الكثيرة التي نبهتنا إلى نواياهم وأهدافهم السيئة نحو المبادئ الإسلامية .
هذه هي الدوافع التي أدت بهم إلى هذا الموقف من الإسلام ، بعد تطورات في الأهداف .
وأما أهدافهم في العصر الحديث ، فتنحصر في الهدفين المهمين الآتيين : -
الأول - هو محاربة الإسلام ومحوه من الوجود - إن أمكن - وإلا فإبعاد المسلمين عنه على الأقل .
الثاني - هو إبقاء المسلمين في تأخرهم ، وخلق التخاذل الروحي في نفوسهم ، وذلك بالوسائل المختلفة التي ذكرنا بعضها فيما مضى ، وسنذكر بعضها الآخر فيما يأتي ( ) :
ولتحقيق الهدف الأول : اتخذوا الوسيلتين الآتيتين : -
الأولى : نقد قيمة المبادئ الإسلامية ، بالوسائل الخداعة ، والدعاوى الباطلة ، فمن ذلك قولهم : إن محمداً ليس رسولاً ، وإن القرآن ليس كتاباً منزلا من السماء ، وإنما هو نسخة نسخه محمد من كتابي العهدين القديم والجديد ( التوراة والإنجيل ) .
وأن الإسلام ليس ديناً ، لأنه يدعو إلى التمتع بلذائذ الدنيا ، ويتدخل في تنظيم حياة الناس من جميع الجوانب . فالدين لا يتدخل في مثل هذه الأمور ، وإنما الدين الحقيقي لا يهتم إلا بجانب العبادة ، أو الجانب الروحي من حياة الإنسان .
ومن ذلك أيضاً قولهم : إن المبادئ الإسلامية غير صالحة للتطبيق على الواقع ، في العصر الحديث ، لأنها تدعو إلى الدعة ، والكسل ، والتأخر ، لارتباطه بالقضاء والقدر . وغير ذلك من الدعاوى الباطلة التي يدرك بطلانها من كان عنده أدنى إلمام بحقائق المبادئ الإسلامية .
والثانية : رفع شأن المبادئ المسيحية ، وجعلها مقياساً عاماً لمبادئنا فإنهم أسقطوا قيمة المبادئ الإسلامية ، حتى أخرجوها من الدين . وقالوا بأنها غير صالحة للتطبيق على الواقع ، ورفعوا قيمة مبادئهم ، حتى جعلوها مقياساً عاماً لمبادئ الإسلام . فإن وافق مبدؤنا مبدأهم ، يقولون : إنه مبدأ سليم . وإن خالف : فهو باطل .
وقد أشار القرآن إلى اتجاههم هذا ، فقال : { أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لا تَهْوَى أَنْفُسُكُم اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقَاً كَذَّبْتُم وَفَرِيقَاً تَقْتُلُون } ( ) ، وقال أيضاً { أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ } ( )
فكأن كل مبدأ من مبادئهم : حق لا يتطرق إليه الشك ، وكل مبدأ من مبادئنا لا يتفق معها : باطل .
ومما يؤسفنا : أن نرى بعض دعاة الإسلام - ولا سيما المثقفين منهم - قد تأثروا باتجاه المستشرقين ، فهم حين يرون مبدأً إسلامياً ينقده المستشرقون ، لعدم موافقته لأحد مبادئهم ، يقومون بمحاولات بعيدة عن روح الإسلام ، للتوفيق بينهما .
كما نجدها في تعدد الزوجات ، حين وجدوه لا يوافق ما عندهم . فقالوا : إن آية التعدد وإن أباحت التعدد ، إلا أن الآية الثانية ويه { وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَينَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُم } ( ) تُنزِل الإباحة منزلة الحرام .
ولو أنهم خطوا خطوة أخرى لقالوا : إن الآية الثانية نسخت الأولى .
مثل هذه المحاولات المتأثرة باتجاه المستشرقين ، نجد أمثالها كثيراً لدى المسلمين ، في كثير من القضايا الإسلامية ومبادئها . وهذا الاتجاه منهم أخطر على الإسلام من عمل المستشرقين ، واتجاههم نفس الاتجاه ، إذ أنهم بذلك يجعلون مبادئ المستشرقين : مقياساً لمبادئنا ، من حيث لا يشعرون .
ثم ان هذا إن دل على شيء ، فإنما يدل على قلة الاعتزاز بالإسلام ، والغفلة عن أغراض المستشرقين وخدعهم .
ومن وسائل خداع المستشرقين أيضاً : تظاهرهم في وصف بعض المبادئ الإسلامية بمظهر المنصف العادل ، لنصدقهم في وصفهم الجائر للمبادئ الأخرى . وفي ذلك تشويه ما بعده تشويه . إذ أن بعض المبادئ يكون بذلك حقاً ، وبعضها الآخر باطلاً في أذهان الناس .
ومنها أيضاً إنشاؤهم أكاديمية علمية للمقارنة بين الأديان ، وإعلانهم عنها بأنهم سوف لا يخضعون في أحكامها وقراراتها للأهواء والعواطف الدينية بل سوف يعطون كل ذي حق حقه ، كما تهديهم إليه عقولهم وبحوثهم الخاصة لقوانين البحوث العلمية : المجردة من التعصب والانحياز .
مع ذلك نرى أكاديمتهم العلمية - كما يقولون - لم تغير الزاوية التي كانوا ينظرون منها إلى الإسلام قبل ذلك .
ولا تزال أحكامهم تشعر بأنها صادرة عن التعصب ، والتحيز إلى دينهم ، فإنهم ما داموا قد جعلوا مبادئهم مقياساً عاماً - حتى في أكاديميتهم - فلا يمكن أن تظهر الحقائق أو يصلوا إليها ، وبالتالي فلا يوثق بما يصدرون من النتائج العلمية فيها .
إذن : لابد من أن نحدد موقفنا منهم ، وذلك بألا نصدق ما يصدرون ، لظهور سوء نياتهم ، وقلبهم للحقائق ، وتغطيتها بالأباطيل ، وأن نعتبر مبادئ الإسلام : مقياساً وميزاناً للمبادئ الأخرى ، ولا نكون بذلك دوجماطقيين ( ) على حد تعبيرهم ، بل هم دوجماطقيون في الحقيقة ، فإنهم يتظاهرون بمظهر من يحب الفكرة الفلسفية الحرة ، والاتجاه الفلسفي في البحوث ، الذي لا يرى إلا الوصول إلى الحقائق ، فإذا بنا نراهم رأي العين : دوجماطقيين في فكرتهم ، وفي اعتقادهم ، وفي بحوثهم ، لا يخضعون للحق وإن ظهر أمامهم كالشمس ، ويتمسكون بمبادئهم ولو كان بطلانها واضحاً .
إلى جانب هذا لا نقف سلبيين ، ولا نكتفي بمجرد الدفاع ، بل نتخذ أسلوب الهجوم الدفاعي :
ندافع عن ديننا ، وفي نفس الوقت نهاجم مبادئهم المحرفة عن أصل المنهاج الإلهي ، واتجاهاتهم الخادعة .
كما نبين في نس الوقت حكمة مبادئنا ، وفلسفتها الحقيقية .
نعم ما كنا بحاجة إلى هذه الردود ، وكان من الممكن أن نتركهم وما يخوضون ، ولكن هجومهم الجائر على الإسلام والمسلمين : لا يتردد صداه بين المستشرقين وحدهم ، لأنهم يعلنونه بين جماهير شعوبهم ، بل يتخطون حدودهم ، فينشورن قدحهم واتهاماتهم بين الأمم كلها ، فبهذا يجعلون الناس يكرهون الإسلام والمسلمين .
من أجل هذا وذاك : لابد من أن نناقشهم ، ونرد عليهم بكل شجاعة واعتزاز ، ثم نقارن بين مبادئنا ومبادئهم ، حتى يرى هؤلاء وأولئك : مدى سمو مبادئنا ، ورفعة شأنها ، وعلوها من جميع الجهات .
وأعتقد أننا لو استطعنا إظهار فلسفة الإسلام - كما هي - فإنها كفيلة بدحض كل الحجج ضدها ، وإخضاع كل متنكر لها .
لهذا فعلينا أن نحدد موقفنا إزاء السياسة بوجه عام ، بما يأتي : -
1 - عدم اتخاذ الإسلام في أي موقف من المواقف : وسيلة لأغراض سياسية ، وإعلان الحرب على من يتخذه وسيلة لها!
2 - عدم التعاون مع أي حزب ، أو طائفة ، أو مذهب ، يتخذ الإسلام شعاراً له إلا بعد البحث عن حقيقته ، وأهدافه البعيدة ، والدوافع التي دفعته إلى تكوينه ، لنعرف مدى صلته بالإسلام ، وإخلاصه له .
لأننا قد عرفنا كثيرا من الجماعات : أضرت بالإسلام والمسلمين ، باسم الإسلام .
3 - أن نكون على حذر تام من الأعداء ، ولا سيما المستشرقين ، ومن الذين يدعون إلى الإسلام ، ولهم صلات بأعداء الإسلام ، لأن أعداء الإسلام من سياستهم : اتخاذ العملاء لهم من المسلمين ، لقضاء مآربهم بواسطتهم ، ضد الإسلام والمسلمين .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://7788.forumegypt.net
 
اضواء على المستشرقين المعاصرين وموقفهم من الاسلام الجزء الاخير
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» اضواء على المستشرقين المعاصرين وموقفهم من الاسلام الجزء الاول
» اضواء على المستشرقين المعاصرين وموقفهم من الاسلام الجزء الثانى
» الجزء الاخير عقيدة الفرقة الناجية فى المهدى
» الاسلام ظلم المرأة الجزء الثانى
» حول المولد النبوى الجزء الثانى

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى هديل الحمام :: منتدى الكتب وتفريغ المحاضرات-
انتقل الى: