منتدى هديل الحمام
اهلا وسهلا بك فى منتداك يسعدنا تواجدك معانا ونتمنى ان تساهم بصدقة جارية
منتدى هديل الحمام
اهلا وسهلا بك فى منتداك يسعدنا تواجدك معانا ونتمنى ان تساهم بصدقة جارية
منتدى هديل الحمام
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى هديل الحمام

منتدى هيسعدك
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  
من قال سبحان الله وبحمدة غرست لة نخلة فى الجنة
تذكر ان سبحان الله وبحمدة بها يرزق الخلق
من قال سبحان الله وبحمدة فى يوم 100 مرة حطت خطاياة وان كانت مثل زبد البحر
من افضال سبحان الله وبحمدة ان من قالها مئة مرة كتب لة الله 1000 حسنة ( مسلم)
كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان فى الميزان حبيبتان الى الرحمن سبحان الله وبحمدة سبحان الله العظيم
من افضال قولك سبحان الله وبحمدة ان من قالها حط الله عنة سيئة وكتب لة حسنة ورفع لة درجة
وفى صحيح مسلم ان من قال سبحان الله وبحمدة حين يصبح وحين يمسى 100 مرة لم يات احد يوم القيامة بافضل مما جاء بة إلا رجل قال مثل ذلك او اكثر

 

 اضواء على المستشرقين المعاصرين وموقفهم من الاسلام الجزء الثانى

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
احمد الزهرى
Admin
احمد الزهرى


عدد المساهمات : 227
نقاط : 19980
تاريخ التسجيل : 31/03/2014
العمر : 35

اضواء على المستشرقين المعاصرين وموقفهم من الاسلام الجزء الثانى Empty
مُساهمةموضوع: اضواء على المستشرقين المعاصرين وموقفهم من الاسلام الجزء الثانى   اضواء على المستشرقين المعاصرين وموقفهم من الاسلام الجزء الثانى Emptyالأربعاء مايو 07, 2014 2:37 pm


مكانة السنة من الدين :
وإذا كان القرآن الكريم هو الأصل الأول للدين . فإن السنة هي الأصل الثاني ومكانة السنة من القرآن انها مبينة وشارحة له تُفصّل مُجملَه وتوضح مُشكله وتُقيد مُطلقه : وتخصص عامه ، وتبسط ما فيه من إيجاز ، قال تعالى { وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إَلَيْهِم لَعَلَّهُم يَتَفَكَّرُون } ( ) . ، وقال تعالى : { وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إلى صِرَاطٍ مُسْتَقِيم ، صِرَاطِ اللهِ الَّذي لَهُ مَا فِي السماوات وَمَا فِي الأَرْضِ ، أَلاَ إلى اللهِ تَصِيرُ الأُمُور } ( ) .
وقد كان صلوات الله وسلامه عليه يُبين تارة بالقول وتارة بالفعل وتارة بهما وقد اتفق العلماء الذين يعتد بهم حجية السنة سواء منها ما كان على سبيل البيان أو على سبيل الاستقلال ، قال الإمام الشوكاني "ان ثبوت حجية السنة المطهرة واستقلالها لتشريع الأحكام ضرورة دينية ، ولا يخالف في ذلك إلا من لا حظّ له في الإسلام" ( ) وقد جعل الله سبحانه أمر رسوله واجب الاتباع ونهيه واجب الانتهاء عنه قال تعالى : { وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُم عَنْهُ فَانْتَهُوا } ( ) .
ولمكانة السنّة من الدين ، ومنزلتها من القرآن الكريم عُنيَ الصحابة بالأحاديث النبوية عناية فائقة ، حرصوا عليها حرصهم للقرآن فحفظوها بلفظها أو بمعناها ومفهومها وعرفوا مغازيها ومراميها بسليقتهم ونظرتهم العربية بما كانوا يسمعونه من أقوال النبي صلى الله عليه وسلم وما كانوا يشاهدون من أفعاله وأحواله .
ولم تدون الأحاديث في عصر النبي صلى الله عليه وسلم لأمرين :
1 - الاعتماد على قوة حفظهم وسيلان أذهانهم وعدم توفر أدوات الكتابة لهم .
2 - ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم من النهي عن كتابة الأحاديث والإذن في كتابة القرآن الكريم .
روى مسلم في صحيحة عن أبي سعيد الخدري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "لا تكتبوا عني شيئاً إلاّ القرآن ، ومن كتب شيئا فليمحه ، والظاهر أن نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن كتابة الأحاديث خشية أن يلتمس على البعض بالقرآن الكريم أو أن يكون شاغلا لهم عنه ولا سيما أن القوم كانوا أُميين .
وما إن توفي النبي صلى الله عليه وسلم ولحق بالرفيق الأعلى حتى كثر عدد من كان يكتب الحديث من الصحابة أو من التابعين .
واستمر الأمر على ذلك البعض يكتب والبعض لا يكتب إلى أن كان عهد الخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز - رضي الله عنه - فرأى جمع السنة وتدوينها خشية أن يضيع منها شيء أو يلتبس الحق بالباطل ، وكان ذلك على رأس المائة الأولى من الهجرة فدعا الخليفة عمر بن عبد العزيز العملاء إلى جمع الأحاديث والسنن وتمحيصها ، وتمييز الصحيح من السقيم .
فأخذ العلماء يجمعون الأحاديث ، وينفدون ويمحصون ويؤلفون الصحاح والسنن والمسانيد حتى جُمعت الأحاديث كلها تقريبا في القرن الثالث الذي يعتبر العصر الذهبي للأحاديث والسنن .
وبانتهاء هذا القرن كاد ينتهي المع والابتكار والتأليف والاستقلال في النقد والتعديل والتجريح وبدأت عصور الترتيب والتهذيب ، أو الاستدراك والتعقيب ، وذلك في العصر الرابع وما تلاه من العصور ( ) .
هذا ولم يكتف العلماء بجمع الأحاديث فقط بل عُنوا عناية خاصة بنواح أخرى تتصل به من جهة سنده ومتنه مما يتوقف عليه قبوله أو رده ، وفي ذلك يقول الدكتور/ محمد أبو شهبه "ولعمر الحق ان البحث عنه من هذه النواحي بحث جليل القدر ، جم الفائدة إذ يتوقف عليه تمييز الطيب من الخبيث والصحيح من العليل وتطهير السنة مما عسى أن يكون داخلها من التزيد والاختلاق وبذلك تسلم الشريعة من الفساد ، وتلك النواحي التي بحثوا فيها مثل كون الحديث صحيحا أو حسناً أو ضعيفاً وأحوال كل وبيان اقسام الضعيف كالمنقطع والمعضل والشاذ والمقلوب والمنكر والمضطرب والموضوع ، وما يتصل بذلك من البحث عن أحوال الرجال من الجرح والتعديل وألفاظ كل ، والرواية وشروطها والتحمل وكيفياته ، والأداء وألفاظه وبيان علل الحديث ، وغريبه ومختلفه ، وناسخه ومنسوخه ، وطبقات الرواة وأوطانهم ووفياتهم إلى غير ذلك مما تجده مبسوطا في كتب علوم الحديث والرجال ( ) .
ولما كانت أهداف المستشرقين تقويض صرح الإسلام الشامخ ، وذلك بتقويض دعامتيه القرآن والسنة ، ولما عزّ عليهم التشكيك في القرآن على كثرة ما حاولوا ركزوا معظم جهودهم في السنة بحجة عدم تواترها في تفصيلها .
أكاذيب المستشرقين حول السنة المطهرة :
أما عن السنة النبوية فقد أراد المستشرقون أيضا بعد محاولتهم الفاشلة للتشكيك في القرآن الكريم في جوانبه المختلفة ، ولما لم تفلح هذه المحاولات لدى المسلمين المتمسكين بقرآنهم ، اتجهوا إلى محاولات أخرى للتشكيك في الأصل الثاني وهي السنة النبوية .
وأول مستشرق قام بمحاولة للتشكيك في الحديث النبوي هو المستشرق اليهودي "جولدتسهير" الذي يعتبره المستشرقون أعمق العارفين بالحديث النبوي يقول : "ان القسم الأعظم من الحديث بمثابة نتيجة لتطور الإسلام الديني والتاريخي والاجتماعي في القرن الأول والثاني ، فالحديث بالنسبة له لا يُعد وثيقة لتاريخ الإسلام في عهده الأول : عهد طفولته . وإنما هو أثر من آثار الجهود التي ظهرت في المجتمع الإسلامي في عصور المراحل الناضجة لتطور الإسلام" ( ) .
والأمر الذي لا مراء فيه أن علماء المسلمين الذين اهتموا بجمع الحديث النبوي لم يفرطوا إطلاقا في ضورة التدقيق الذي لا حد له في رواية الحقائق فلقد كان لعلماء الحديث باع طويل في نقد الرواة ، وبيان حالهم من صدق أو كذب .
وقد وصلوا في هذا الشأن إلى أبعد مدى ، فتتبعوا الرواة ودرسوا حياتهم وتاريخهم وسيرتهم .
ويعلم "جولدتسهير" وغيره من المستشرقين ذلك حق العلم ، ويعلمون أيضا أن ما بذله المسلمون في توثيق الحديث لم يبذله أحد من أتباع النصرانية واليهودية في سبيل توثيق العهدين القديم والجديد ، كما سبق أن ذكرنا ذلك .
أما عن دعوى أن الحديث كان نتيجة للتطور الديني والسياسي والاجتماعي للإسلام في القرنين الأولين وما ذكره "جولدتسهير" من حديث عن طفولة الإسلام ونضوجه . . . إلخ .
فإن الواقع والتاريخ يكذب هذه المزاعم .
فقد انتقل الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الرفيق الأعلى بعد أن اكتمل الدين ونضج قال تعالى : { اليَومَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُم وَأَتْمَمْتُ عَلَيكُم نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإسلام دِينَاً } ( ) .
فالحديث عن مرحلة نضوج الإسلام بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم حديث لا أساس له من الصحة ، لأن النضوج قد تم بالفعل قبل وفاته .
أما إذا كان المراد بالنضوج هو تطور الفكر الإسلامي أو الفقه الإسلامي فهو أمر أقره الإسلام ، حيث أباح الإجتهاد في الفروع لا في الأصول ، فإذا كان اجتهادا خاطئاً فلصاحبه أجر واحد ، وإن كان إجتهاداً صائبا فلصاحبه أجران ( ) .
وهكذا لم يصل المستشرقون إلى ما يريدون من زعزعة اعتقادات المسلمين ، وخلخلة تمسكهم بقرآنهم وسنة نبيهم صلى الله عليه وسلم .
تعقيــــب :
والذي نخلص إليه بعد عرض كل هذه الأمثلة من آراء المستشرقين حول الإسلام :
1 - أن الاستشراق لم يحاول أن يطور من أساليبه ومناهجه في دراسته للإسلام . فلم يستطع أن يحرر نفسه تماما من الخلفية الدينية للجدل اللاهوتي العقيم الذي انبثق منه الاستشراق أساسا .
2 - يخلط الاستشراق كثيرا بين الإسلام كدين وتعاليم ثابتة في القرآن الكريم والسنة الصحيحة وبين الوضع المتردي للعالم الإسلامي في عالم اليوم فإسلام الكتاب والسنة إسلام ميت أما الإسلام الحي فهو ذلك الإسلام بين فرق الدراويش في مختلف الأقطار الإسلامية .
3 - يؤكد الإستشراق بوضوح على أهمية الفرق المنشقة عن الإسلام كالبابية والبهائية والقاديانية ، ويعتبر المستشرقون المنشقين عن الإسلام هم أصحاب فكري ثوري تحرري .
4 - يفتقد المرء الموضوعية في كتابات معظم المستشرقين عن الدين الإسلامي في حين أنهم عندما يكتبون عن الأديان الوضعية مثل البوذية والهندوكية يكونون موضوعيين في عرضهم لهذه الأديان ( ) .
فالإسلام فقط من بين كل الديانات التي ظهرت في الشرق والغرب هو الذي يهاجم ، والمسلمون فقط من بين الشرقيين جميعا هم الذين يوصفون بشتى الأوصاف الدنيئة ويتساءل المرء لماذا الإسلام بالذات؟
ولعل تفسير ذلك يعود إلى أن الإسلام كان يمثل بالنسبة للغرب صدمة مستمرة ، فقد كان الخوف من الإسلام هو القاعدة وحتى نهاية القرن السابع عشر كان الخطر العثماني وأيضاً عند - حدود أوربا ويمثل في اعتقادهم تهديداً مستمرا بالنسبة للمدينة النصرانية كلها .
ومن هنا يمكن فهم ما يزعمه "موير" من أن سيف محمد والقرآن هي أكثر الأعداء الذين عرفهم العالم حتى الآن عنادا ضد الحضارة والحرية والحقيقة وما يدعيه "فون جرويتباوم" من أن الإسلام ظاهرة فريدة لا مثيل لها في أي دين آخر أو حضارة أخرى ، فهو دين غير إنساني وغير قادر على التطور والمعرفة الموضوعية ، وهو دين غير خلاق وغير علمي واستبدادي ( ) .
وهكذا يتضح الحقد الدفين عن الإسلام باستمرار يمل هذه الافتراءات التي ليس لها في سوق العلم نصيب .
5 - الإسلام الذي يعرضه هؤلاء المستشرقون - المتحاملون على الإسلام في كتبهم هو إسلام من اختراعهم ، وهو بالطبع ليس هو محمداً الذي نؤمن برسالته ونما هو شخص آخر من نسج خيالهم .
وهكذا يمكن القول بأن الاستشراق في دراسته للإسلام ، ليس علما يقاس بأي مقياس علمي ، وإنما هو أيدلوجية خاصة يراد من خلالها ترويج تصورات معينة عن الإسلام بغض النظر عما إذا كانت هذه التصورات قائمة على حقائق أو مرتكزة على أوهام وافتراءات .
وقد آن الأوان لوضع حد لهذه الحملات العدائية ضد الإسلام والمسلمين سواء من جانب المستشرقين ، أو من جانب وسائل الإعلام الغربية ، خاصة وأن الديانات السماوية أصبحت اليوم مهددة من جانب التيارات المادية الإلحادية التي تجتاح العالم الآن .
والتهديد ليس موجها ضد الإسلام فقط ، وإنما هو موجه ضد النصرانية واليهودية أيضا ، وهذا يتطلب توحيد جهود الأديان السماوية كلها للوقوف صفا واحد ضد الإلحاد ، الذي يكاد يعصف بكل القوى الروحية في العالم ، وأن يتحقق مثل هذا التعاون طالما هناك فئة من المستشرقين مستمرة في عدوانها ضد الإسلام ومقدساته وضد المسلمين وقيمهم الدينية .
وإن كان هذا لا يمنع أن هناك عددا لا باس به من المستشرقين المنصفين ، الذين مدحوا حضارتنا في مؤلفاتهم وأثنوا على علمائنا ومجدوا تراثنا ، ونحن نقدم لهؤلاء العلماء هذه الجهود العلمية العادلة ، ونشكر لهم باسم العلم إخلاصهم للحقيقة ووقوفهم في وصف النزاهة العلمية والتزامهم بالموضوعية والبعد عن الأهواء والأغراض .
وإن كان هذا المدح والثناء من جانب بعض المستشرقين يجعلنا نستسلم لتلك الأحلام الوردية السعيدة التي تذكرنا بالعز الذي مضى ، ونركن إلى ذلك ونعيش على صيت أبنائنا وأجدادنا ونظن أننا عظماء لأن أجدادنا عظماء ولله در من قال :
ليس الفتى من قال أبي
* وإنما الفتى من قال هاأنذا

ولن تتغير أحوالنا إلا بتغير ما في نفوسنا ، وصدق الله العظيم حيث يقول : { إِنَّ اللهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِم } .
فإذا كان ذلك كذلك فماذا نفعل تجاه ذلك؟ . وما هو الأسلوب الأمثل كي تكون كلمة الله هي العليا ، هذا ما سيوضحه لنا المبحث التالي .
المبحث الثالث
موقفنا من الاستشراق
أولاً : التمهيــد :
بعد أن اتضحت لنا بعض الشيء - في الفصلين السابقين - أبعاد المواقف الاستشراقية بإيجابياتها وسلبياتها يبقى أمامنا السؤال الكبير :
ماذا فعلنا نحن؟
ما موقفنا من الحركة الاستشراقية؟
إنها حركة فكرية هائلة ، وما تنتجه يخصنا ويخص عقيدتنا ولغتنا وتراثنا وتاريخنا وذاتيتنا . هل نكتفي بموقف المتفرج في المسرح تعجبه بعض المشاهد فتتهلل أساريره ، ولا تعجبه بعض المشاهد الأخرى فيقطب جبينه ويمط شفتيه؟
إن الأمر هنا يختلف تماماً ، فالمر ليس مجرد استحسان أو استهجان عابرين : نفرح حين يمن علينا بعضهم بكلمات المدح ، ونفزع غاضبين حين يصب علينا بعضهم الآخر صواعق فكرية ، فنستعيذ بالله من شياطين الإنس ونعتبر الموضوع منتهياً ثم نستأنف سيرنا العادي الرتيب .
لا ، إن الأمر أخطر من ذلك بكثير ، لأنه يعلق بأعمق أعماقنا عقدياً وفكرياً وحضارياً . وليس هناك أمامنا من سبيل إلا المواجهة وقبول التحدي وإثبات الذات ، وإلا فلسنا جديرين بالحياة .
لقد أضعنا الكثير من عمر الزمن في تفاهات الأمور ، وغيرنا يصارعنا في عظائم الأمور ، ونحن لاهون ، غافلون ، غير مكترثين . . يزلزل الآخرون في جذورنا ونحن لا نشعر ولا نعي ، وإن شعرنا فهو شعور الكسول المتباطئ الذي يجد المتعة في التمطي والتثاؤب أكثر مما يجدها في الحركة والعمل .
إن المستشرقين يعملون ونحن لا نعمل . وهذا هو الفارق بيننا وبينهم بصرف النظر عن طبيعة العمل الذي يقومون به . وقد آن الأوان لنعمل نحن أيضاً . . . لنعمل حتى الموت لأن المسألة مسالة مصير .
وفي الصفحات التالية نستعرض معاً موقفنا وما يتطلبه العمل الإسلامي منا في هذا المجال ، ونضع أمام المسلمين الغيورين بعض المقترحات التي نعتقد أنها يمكن أن تعوض بعض ما فات من وقت ضائع وكرامة مهانة وذاتية منهارة .
الصراع الفكري ومتطلباته . . .
لقد كانت التيارات الفكرية الأجنبية القديمة - التي كانت تمثل تحدياً للإسلام والفكر الإسلامي الأصيل في عصور الإسلام الزاهرة - كانت حافزاً للمسلمين في تلك الأيام الخوالي للوقوف أمامها بقوة وصلابة . وقد كانت المواجهة على مستوى التحدي بل تفوقه . فقد هضم الفكر الإسلامي تلك التيارات هضماً دقيقاً واستوعبها استيعاباً تاماً ثم كانت له معها وقفته الصلبة وبالأسلحة الفكرية نفسها . فالمواجهة إذن كانت مواجهة فكرية .
وكأن التاريخ الآن يُعاد نفسُه ، فالحرب الآن بين الإسلام والتيارات المناوئة له حرب أفكار ، والمعركة معركة فكرية ، ولهذه المعركة أدواتها التي يجب التسلح بها ، فالخسران في هذه المعركة أشد وطأة وأقوى تاثيراً وأعظم فتكاً من خسارة أية معركة حربية أياً كان حجمها .
لننظر مثلاً أنموذجاً رائداً في تاريخ الفكر الإسلامي . . إنه حجة الإسلام "الغزالي" الذي خاض غمار معارك فكرية عديدة وخرج منها جميعاً منتصراً ، فماذا كان يفعل؟ يقول "الإمام الغزالي" في كتابه ( المنقذ من الضلال ) :
" . . . إنه لا يقف على فساد نوع من العلوم من لا يقف على منتهى ذلك العلم حتى يساوي أعلمهم من أهل ذلك العلم ، ثم يزيد عليه ويجاوز درجته فيطلع على ما لم يطلع عليه صاحب العلم . .
وإذ ذاك يمكن أن يكون ما يدعيه من فساده حقاً" ( ) .
وقياساً على ما يقوله الإمام الغزالي نجد أن استيعاب الإنتاج الاستشراقي حول الإسلام ودراسته دراسة عميقة هو الخطوة الأولى لنقده نقداً صحيحاً وغثبات ما يتضمنه من تهافت أو زيف ، الأمر الذي يجعل المستشرقين المنحرفين عن جادة اصواب يفكرون ألف مرة قبل أن يكتبوا تحسباً لما قد يواجههم من نقد علمي يعريهم ويثبت زيف ادعاءاتهم .
ويؤكد هذه الحقيقة المستشرق الفرنسي "مكسيم رودنسون" حين يشير إلى أن النقد الأوروبي ربما يكون غير عادل في نقاط معينة ، ولكن القيام بتفنيد هذا النقد يقتضي بدوره دراسته أولاً ، إذ لا يمكن نقضه إلا على الأساس نفسه الذي قام عليه ( ) .
ويجب أن يرتبط نقدنا لإنتاج المستشرقين بنقد ذاتي حقيقي بصفة مستمرة ، يجب أن نواجه أنفسنا مواجهة حقيقية بعيوبنا وقصورنا وتقصيرنا ، وأن نكون على وعي حقيقي بالمشكلات التي تواجهنا في هذا العالم المعاصر .
وقد يتمثل الجانب الإيجابي للاستشراق في صورة الهجوم علينا وعلى أمجادنا وليس في صورة المدح ، وإن كان هذا يبدو أمراً غريباً ، وهو غريب حقاً . ولكن إذا عُرف السبب بطل العجب . فكلنا يعلم أن هناك عدداً لا باس به من المستشرقين المنصفين قد مدحوا حضارتنا في مؤلفاتهم وأثنوا على علمائنا ومجدوا تراثنا . وأخرهم المستشرقة الألمانية المعاصرة "زيجريد هونكه" في كتابها ( شمس الله تسطع على الغرب ) ونحن نقدر لهؤلاء العلماء هذه الجهود العلمية العادلة ، ونشكر لهم باسم العلم إخلاصهم للحقيقة ووقوفهم في صف النزاهة العلمية والتزامهم بالموضوعية والبعد عن الأهواء والأغراض .
ولكن هناك ملاحظة في هذا المقام تخصنا نحن المسلمين . وتتلخص هذه الملاحظة في أن جانب المدح والثناء قد يكون له تاثير تخديري علينا ( ) . فيجعلنا نغمض عيوننا مستسلمين لتلك الأحلام السعيدة التي تذكرنا بالعز الذي كان ، ونركن إلى ذلك ونعيش على صيت آبائنا وأجدادنا ، ونظن أننا عظماء لأن أجدادنا كانوا عظماء ، ورحم الله جمال الدين الأفغاني . . . فقد زاره شكيب أرسلان ذات مرة وحكى له ما يروى من أن العرب عبروا المحيط الأطلنطي قديماً واكتشفوا أمريكا قبل الأوروبيين . فرد عليه جمال الدين الأفغاني قائلاً :
"إن المسلمين أصبحوا كلما قال لهم الإنسان : كونوا بني آدم ، أجابوه : إن آباءنا كانوا كذا وكذا وعاشوا في خيال ما فعل آباؤهم غير مفكرين بأن ما كان عليه ىباؤهم من الرفعة لا ينفي ما هم عليه من الخمول والضعة . إن الشرقيين كلما أرادوا الاعتذار عما هم فيه من الخمول الحاضر قالوا : أفلا ترون كيف كان آباؤنا؟ نعم قد كان آباؤكم رجالاً . ولكنكم أنتم أولاء كما أنتم ، فلا يليق بكم أن تتذكروا مفاخر آبائكم إلا أن تفعلوا فعلهم" ( ) .
ومن هنا نقول : إن الجانب الهجومي التفنيدي الاستفزازي في إنتاج المستشرقين قد يكون بالنسبة لنا خيراً من جانب المدح تأكيداً للمثل المعروف ( رُبّ ضارة نافعة ) . فقد يكون هذا الاستفزاز حافزاً لنا على الخروج من حالة الركود الفكري التي وصلنا إليها فننهض بعد طول رقاد وننطلق من جديد نبني أفكارنا ونعيد ترتيب ثقافتنا ، وبذلك نقبل التحدي ونستجيب له بانطلاقة غسلامية حضارية جديدة . ولعل هذا ينطلق عليه تفسير "توينبي" للحضارة بأنها استجابة للتحدي بمعنى أنها رد معين يواجه به شعب من الشعوب تحيداً معيناً .
وهذا الرد ليس مجرد استنفاد الطاقات في رد الهجوم وترقب الطعنات للرد عيها ، وإنما هو الرد الفعال الذي ينتقل إلى الموقف الأقوى . فلا يجوز أن نقف دائماً موقف المعتدى عليه ، فالمعتدى عليه غالباً ما يكون ضعيفاً . ولهذا لابد من أن نغير وضعنا وذلك لن يكون إلا بتغيير افكارنا ، فنحن لسنا متخلفين لقلة ما لدينا من إمكانات مادية ولكن تخلفنا لقلة أفكارنا وتبدد جهودنا . ولن تتغير أحوالنا إلا بتغير ما في نفوسنا طبقاً للمبدأ القرآني القائل :
{ إِنَّ اللهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِم . . . } . ( الرعد : 11 ) .
ولابد لنا من أن نعترف بأن الاستشراق يستمد قوته من ضعفنا ، ووجوده نفسه مشروط بعجز العالم الإسلامي عن معرفة ذاته . فالاستشراق في حد ذاته كان دليل وصاية فكرية ( ) . ويوم أن يعي العالم الإسلامي ذاته وينهض من عجزه ويلقي من على كاهله أثقال التخلف الفكري والحضاري - يومها سيجد الاستشراق نفسه في أزمة ، وخاصة الاستشراق المشتغل بالإسلام ، ويومها لن يجد الجمهور الذي يخاطبه لا في أوروبا ولا في العالم الإسلامي .
ولا يجوز لنا أن ننتظر من غيرنا - أيا كان هذا - أن يساعدنا على النهوض من كبوتنا ، فقد تعلمنا من تراث الأجداد أنه :
" ما حكَّ جلدك مثل ظفرك - فتول أنت جميع أمرك" .
وإذا كان علينا أن نضع عن أنفسنا أغلال الوصاية الفكرية ، فإن علينا من ناحية أخرى أن نتحرر من عقدة التخلف التي تيسيطر علينا في جميع مناحي حياتنا ، والتي تسد علينا منافذ الأمل في الخروج من أزمتنا . فقد تحررنا من الاستعمار العسكري ، ولكننا لم نتحرر من القابلية للاستعمار - كما يقول : مالك بن نبي رحمه الله - . ولهذا فإن نظرتنا لكل ما يأتي من الغرب هي نظرة التقدير والإكبار حتى وإن كان هذا الذي يرد إلينا متمثلاً في أزياء غريبة عن أذواقنا وتقاليدنا ، أو شرائط تحمل ألحاناً صاخبة وأصواتاً مزعجة تصرخ بعنف يحطم الأعصاب ، ونعدها فناً نتلقفه ونحاكيه لأنه قادم من الغرب المتقدم ، غافلين عن الأسباب التي أفرزت في الغرب مثل هذه الظواهر ، وهي أسباب غريبة عنا بكل تأكيد .
ويبدو أن "عقدة الخواجة" والتقدير الفائق لقدرات الأجنبي أمر ضارب بأطنابه في تاريخنا ، فقد حكى الجاحظ في كتاب البخلاء ( ) الحكاية التالية عن طبيب عربي مسلم هو ( أسد بن جاني ) . . يقول الجاحظ :
"وكان طبيباً فأكسد مرة ، فقال له قائل : السنة وبيئة ، والأمراض فاشية ، وأنت عالم ولك صبرو خدمة ، ولك بيان ومعرفة ، فمن أين تؤتى في هذا الكساد؟ قال : أما واحدة ، فإني عندهم مسلم ، وقد اعتقد القوم قبل أن أتطبب ، لا بل قبل أن أخلق ، أن المسلمين لا يفلحون في الطب ، وإسمي أسد ، وكان ينبغي أن يكون إسمي صليباً ، ومراسل ، ويوحنا ، وبيرا ، وكنيتي أبو الحارث ، وكان ينبغي أن تكون : أبو عيسى ، وأبو زكريا ، وأبو إبراهيم ، وَعَلَيَّ رداء قطن أبيض وكان ينبغي أن يكون عليّ رداء حرير أسود ، ولفظي عربي وكان ينبغي أن تكون لغتي لغة أهل جند يسابور" .
وقد سمعت حكاية غريبة منذ بضع سنوات مؤداها أن إحدى الدول العربية كانت قد تعاقدت مع أحد الأساتذة الأمريكيين للتدريس في جامعاتها . وقد كان لدى هذا البلد العربي حينذاك جدول غريب للمرتبات لأعضاء هيئة التدريس في الجامعة ، في قمته الأوروبيون والأمريكيون وفي أوسطه الآسيويون من الهند وباكستان وفي أسفله العرب . وعندما حضر الأستاذ الأمريكي تبين أنه يتحدث العربية بطلاقة وأنه أصلاً عربي تجنس بالجنسية الأمريكية ، وعندئذ أصر هذا البلد العربي على وضع هذا الأستاذ - لأنه أصلاً عربي - في أسفل جدول المرتبات مع الأساتذة العرب . . ولكن الأستاذ رفض ذلك ولجأ إلى السفارة الأمريكية لتحميه من الظلم العربي ، واستطاعت السفارة أن ترغم هذا البلد العربي على دفع التعويض الذي ينص عليه العقد لهذا الأستاذ الذي عاد إلى بلاده الجديدة التي تقدر كفاءته .
كيف نستطيع أن ننتصر في قضية الصراع الحضاري بمثل هذه العقليات المتخلفة؟
لابد من تغيير جذري في أسلوب حياتنا ، ولابد من إعادة النظر في ثقافتنا وفي تفكيرنا .
إن قضية التقدم - المادي والروحي - قضية لا خلاف عليها ، واللحاق يركب التطور العلمي والتقني أمر لا جدال فيه . ولكن السؤال الجوهري هو :
هل نحن حريصون حقاً على الحفاظ على هويتنا وعقائدنا وتراثنا واستقلالية شخصيتنا الإسلامية أم لا؟
إذا كانت الإجابة بالإيجاب فنحن إذن أصحاب قضية يجب أن نعمل من أجلها بكل إمكاناتنا وطاقاتنا . . . وهي قضية مصيرية من أجل إثبات الذات . . قضية صراع حضاري مرير .
والاستشراق طرف في هذه القضية ، لأن كثيراً من الدراسات الاستشراقية في مجال الإسلاميات تهدف بطريق مباشر أو غير مباشر إلى طمس معالم هويتنا ، والتشكيك في عقائدنا وتراثنا ، والنيل من استقلالية شخصيتنا العربية والإسلامية . والتصدي لذلك من جانبنا له أساليب مختلفة ترتكز كلها على شرط جوهري لابد من توفره قبل أن نخطو خطوة واحدة في هذا السبيل ، ويتمثل هذا الشرط في الثقة بالنفس والإيمان بالهدف .
وسنحاول فيما يلي عرض بعض الأساليب التي يمكن أن تساعدنا على الوصول إلى أهدافنا المرجوة .
ثانياً : أهم الأساليب المرجوة لنصل إلى هدفنا اليوم :
( 1 ) موسوعة الرد على المستشرقين . . .
إن المواجهة الفكرية الجادة - كما سبق أن اشرنا - هي الطريق الصحيح لمجابهة أية تيارات مناوئة للإسلام والمسلمين ، ومن أجل ذلك ينبغي علينا أن ننظر إلى حركة الاستشراق بكل جدية ، ونأخذ في الحسبان أن لها آثاراً كبيرة على قطاعات عريضة من المثقفين في العالم الإسلامي وفي العالم الغربي على السواء . ولهذا لابد من التوفر على دراسة الاستشراق دراسة عميقة . ولا يكفي أن نقول : إن ما يكتبونه كلام فارغ . فهذا الكلام الفارغ مكتوب بشتى اللغات الحية ومتشر انتشاراً واسعاً على مستوى عالمي . ومواجهته لابد أن تكون على المستوى العالمي نفسه ، وبالكلام "المليان" على حد تعبير الدكتور حسين مؤنس ( ) .
وفي هذا الصدد يجدر بنا أن نشير هنا إلى أحد المشاريع المتعلقة بهذا الموضوع وما أكثر مشروعاتنا . وما أكثر ما لدينا من نوايا طيبة . ولكن الذي ينقصنا هو ترجمة المشروعات إلى واقع ملموس وتحويل النوايا الطيبة إلى إرادة للعمل المثمر الذي يثبت أركان الشخصية الإسلامية ، ويحفظ ما لها من مقدسات ويرد عنها كيد الأعداء ويسير بها نحو البناء الحضاري السليم .
لقد دعت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم في القاهرة في نهاية عام 1979م إلى ندوة لمناقشة موضوع إعداد "موسوعة للرد على المستشرقين" وقد حضر الندوة عدد يزيد على العشرين من العلماء والمفكرين المهتمين بهذا الموضوع . وقد تشرفت بأن كنت مقرراً لهذه الندوة التي عقدت جلساتها على مدى ثلاثة أيام .
وفي ختام الندوة قمت بإعداد تقرير ختامي عن المنهج العلمي الواجب اتباعه في إعداد هذه الموسوعة . وذلك على ضوء المناقشات التي دارت في الندوة . وتم تسليم التقرير في حينه إلى المسؤولين عن الندوة المذكورة . وقضي الأمر ونامت الفكرة . ولعل ذلك يرجع إلى الظروف السياسية التي سادت المنطقة العربية في السنوات الأخيرة .
وفيما يلي أورد هنا نص هذا التقرير ننشره تذكرة وعبرة . فقد يوفق الله من يشاء من عباده - ممن تتوفر لديهم الحماسة الكافية والقدرة على التنفيذ - إلى العمل على تحريك مثل هذا المشروع وغيره من مشروعات علمية نافعة لترى النور حتى تستطيع هي بدورها أن تنير للمدلجين وتهدي الحائرين . وإليك التقرير المذكور :
تقرير حول المنهج العلمي الواجب اتباعه في إعداد موسوعة الرد على المستشرقين
1 ) إن التطورات الفكرية في عالم اليوم والتقدم العلمي العظيم الذي حققه الإنسان في العصر الحاضر في مختلف المجالات يقتضي أن نكون في معالجتنا للقضايا التي أثارها الفكر الاستشراقي على وعي تام بمقتضيات العصر وإدراك كامل للمستويات الثقافية السائدة .
ومن أجل ذلك ، ونظراً لأن هذه الموسوعة تخاطب جمهرة المثقفين الذين أتيح لهم الاطلاع على شبهات المستشرقين - ينبغي أن يكون تناولنا للموضوعات التي تشتمل عليها الموسوعة الإسلامية المقترحة تناولاً موضوعياً مدعماً بالحقائق العلمية والشواهد التاريخية والبراهين العقلية ، وكذلك بالأسانيد الدينية فيما يتعلق بالعلوم النقلية التي يعترف المستشرقون بالمناهج التي استخدمت فيها .
2 ) يتطلب الرد على الشبهات والطعون التي أثارها المستشرقون عرض هذه الشبهات والرد عليها تفصيلياً بعيداً عن النزعات الهجومية حتى يكون لهذا العمل العلمي أثره الإيجابي لدى المثقفين من كل الطبقات من المسلمين وغير المسلمين . وحتى يكون دافعاً للمستشرقين إلى إعادة النظر في أقوالهم وعوناً لهم على تصحيح اتجاهاتهم حول الإسلام وتاريخه وحضارته . وفي النهاية يكون هذا العمل العلمي بمثابة تعريف بالإسلام لكل راغب في التعرف عليه .
3 ) ينبغي أن تقتصر هذه الموسوعة على الموضوعات التي كانت مثار أخذ ورد وجدل لدى المستشرقين ، وبصفة أساسية في القرنين التاسع عشر والعشرين .
ومن أجل ذلك فليس هناك ما يدعو للحديث عن موضوعات لم يتطرق المستشرقون للخوض فيها بالرفض أو بالقبول إذ ليس الهدف هنا هو التاريخ الكامل للحضارة الإسلامية .
4 ) من المعروف أن المستشرقين لا يشكلون اتجاهاً واحداً في كل المسائل الإسلامية التي تعرضوا لها . . فهناك مسائل يختلفون فيها ما بين مؤيد ومعارض ، ولذلك ينبغي إبراز ردود بعض المستشرقين على بعضهم الآخر بصدد بعض الشبهات التي أثاروها حول الإسلام والحضارة الإسلامية .
5 ) ينبغي أن تصدر الموسوعة بدراسة عن الاستشراق بوجه عام على أن تبين هذه الدراسة أهداف الاستشراق ومناهجه والأسباب التي دعت إلى الدراسات الاستشراقية وأدت إلى إثارة الطعون والشبهات حول الإسلام وتاريخه وحضارته .
( ب ) فروع العلوم الإسلامية والفكر الإسلامي :
لقد طرق المستشرقون في دراستهم كل فروع العلوم الإسلامية والفكر الإسلامي بصفة عامة وركزوا على بعض القضايا الهامة التي تتصل بأصالة الدين الإسلامي وأصالة الفكر الإسلامي والحضارة الإسلامية ، ويمكن تقسيم المجالات العلمية التي ستكون محوراً للتناول في هذه الموسوعة إلى مجالين رئيسيين يندرج تحتهما فروع مختلفة على النحو التالي :
أولاً : علوم دينية وتشمل دراسات المستشرقين حول الدين الإسلامي بصفة عامة ، وحول القرآن الكريم بصفة خاصة مع العناية بدراسة الترجمات المختلفة التي قاموا بها للقرآن الكريم ، وتقويم هذه الترجمات . وتشمل كذلك الدراسات المتعلقة بالتفسير وعلوم القرآن والحديث وعلومه والفقه الإسلامي ، وعلم الكلام والتصوف وأصول الفقه . مع الاهتمام بتقويم مناهج المتشرقين في هذه الدراسات ووضعها في ميزان النقد العلمي وبيان ملاءمتها أو عدم ملاءمتها لهذه الدراسات .
ثانياً : علوم إنسانية وتشمل علوم الفلسفة واللغة وعلومها والأدب وتاريخه والنقد الأدبي والسيرة النبوية والتاريخ الإسلامي والجغرافيا والعمارة والفنون الإسلامية ، كما تشمل أيضاً الحساب والجبر والهندسة والفلك وعلوم الكيمياء والفنون والطب والصيدلة والنبات والحيوان . مع الاهتمام بإبراز مدى أصالة المسلمين وإبداعهم في كل هذه المجالات ومدى ما أسهموا به وقدموه للحضارة الإنسانية .
( ج ) خطوات تحضير المادة ومراحلها :
1 - يجب في البداية القيام بحصر شامل لكتابات المستشرقين عن المجالات سالفة الذكر في القرنين التاسع عشر والعشرين بصفة أساسية باللغات الانجليزية والفرنسية والألمانية والأسبانية والإيطالية والروسية ، ويشمل هذا الحصر الكتب والمجلات والدوريات . . . إلخ .
والقيام بعملية حصر هذه الأعمال الاستشراقية يحتاج على الأقل إلى خبير ، وعدد من المساعدين في مجال كل لغة من هذه اللغات الست . على أن يستعان في هذا الحصر أيضاً بالمتخصصين في المجال الاستشراقي ممن اعتنقوا الإسلام في أوروبا وغيرها .
2 - لابد من توفير كل الأعمال الاستشراقية المشار إليها عن طريق الشراء إذا كانت متوفرة أو عن طريق التصوير إذا لم يمكن شراؤها . وتشكل هذه الأعمال مكتبة استشراقية تكون تحت أيدي الخبراء والعلماء الذين يشتركون في إعداد الموسوعة .
3 - يقوم جهاز متعاون من الخبراء في اللغات الست المشار إليها بتحضير المادة وتصنيف الموضوعات وضم المادة التي يتكرر الحديث عنها في لغات مختلفة تحت موضوع واحد حتى يتم الرد عليها جملة واحدة .
4 - تقدم المادة للعلماء الذين سيقومون بإعداد الردود العلمية . ويراعى عند تقديم هذه المادة لهم أن تترجم لهم الأفكار الأساسية للقضايا المطلوب الكتابة فيها من اللغات التي لا يجيدون القراءة بها حتى يكون لديهم تصور شامل لكل ما قيل حول القضية المطروحة وحتى يغطي التناول للموضوع وجهات النظر التي قيلت فيه .
( د ) الإعــداد والتحريـــر :
1 - يحتاج هذا العمل الموسوعي الضخم إلى عدد كبير من العلماء المسلمين في التخصصات المختلفة يطلب منهم الكتابة في موضوعات محددة حسب المادة التي تقدم إليهم ، كل في مجال تخصصه ، على أن يكون الرد فيها وافياً بعيداً عن التطويل الممل أو الإيجاز المخل ، وطبيعة الموضوعات هي التي ستحدد حجم الردود المطلوبة ، وتوضع خطة زمنية أقصاها ستة أشهر لوصول الرد .
2 - يتم تحرير الموضوعات باللغة العربية وفي الحالات التي لا يجيد فيها أحد العلماء المسلمين اللغة العربية يمكن الكتابة بإحدى اللغات الأجنبية على أن يتم ترجمة الموضوع إلى اللغة العربية فور وصوله .
( هـ ) المراجعة والتدقيق :
عند وصول رد من الردود يحال إلى لجنة مختصة بالمراجعة والتدقيق تنحصر مهمتها في فحص الرد من جميع جوانبه الدينية والعلمية والتاريخية . . . إلخ . ومدى وفائه بالغرض المطلوب وهو استيعابه التام للرد على الشبهة المراد الرد عليها وتفنيد حججها بالأدلة الدامغة .
( و ) التوزيع المحــدود :
عندما تعتمد لجنة المراجعة رداً من الردود يتم تصويره ، ويوزع توزيعاً محدوداً على مجموعة من العلماء المتخصصين على مستوى الوطن الإسلامي لإقراره واعتماده اعتماداً نهائياً أو بيان ما قد يكون هناك عليه من ملاحظات لمراعاتها وأخذها بعين الاعتبار .
( ز ) الطباعـة والنشـر والترجمـة :
بعد مرحلة التوزيع المحدود واعتماد الرد اعتماداً نهائياً يتم إعداده للطباعة في إطار مجال من مجالات فروع العلوم الإسلامية والفكر الإسلامي السابق الإشارة إليها ، وفي الوقت نفسه تبدأ مجموعة من الخبراء في ترجمته إلى اللغات الأجنبية الست التي سبقت الإشارة إليها . ويمكن أن يتم النر في وقت واحد باللغة العربية وهذه اللغات الأجنبية .
ولعل في ذلك فائدة أكثر ونفعاً أعم .
وبذلك تنشر الموسوعة على مراحل حسب العمل الذي يتم إنجازه ، مع مراعاة ضم قضايا المجال الواحد معاً لتشكل وحدة متكاملة يمكن أن تأخذ صورة كتاب في موضوع معين . وعندما يتم الانتهاء من الموسوعة يمكن إعادة طبعها مرة أخرى في صورة مكتملة .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://7788.forumegypt.net
 
اضواء على المستشرقين المعاصرين وموقفهم من الاسلام الجزء الثانى
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» اضواء على المستشرقين المعاصرين وموقفهم من الاسلام الجزء الاخير
» اضواء على المستشرقين المعاصرين وموقفهم من الاسلام الجزء الاول
» الاسلام ظلم المرأة الجزء الثانى
»  الاسلام والحركات الهدامة المعاصرة لعبد المحسن العباد الجزء الثانى
» حول المولد النبوى الجزء الثانى

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى هديل الحمام :: منتدى الكتب وتفريغ المحاضرات-
انتقل الى: