سائل: بسم الله الرحمن الرحيم وأفضل الصلاة والتسليم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، فضيلة الشيخ هذه فرصة طيبة أن نستمع إليكم وأن نقدم للدعاة العاملين في الحقل الإسلامى أجوبة لبعض الأمور التى يتناقلها الناس بصورة نعتقد أنها ليست صحيحة.
السؤال الأول لو تفضلتم، هل صحيح أنكم تنظرون لبعض الإخوان المسلمين نظرة عداء؟؟ وأنكم تكثرون دائما من تجريح ونقد مؤسس هذه الجماعة البنا رحمه الله والأستاذ سيد قطب رحمه الله؟
الشيخ: إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادى له وأشهد ألَّا إله الا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وبعد، فإنى أحمد الله تبارك وتعالى أننا دعاة جمع ولسنا دعاة فرقة وموقفنا صريح بالنسبة لجماعة الأخوان المسلمين منذ زمن قديم، منذ أن كان للإخوان المسلمين حريتهم في سوريا وكان لهم مقر في عديد من المواطن وكنت أنا معهم في إجتماعاتهم وفى أسفارهم ورحلاتهم كأنى واحد منهم، وكان من آثار ذلك والفضل لله وحده أن كثيرا من إخواننا الإخوان المسلمين تلقوا الدعوة السلفية بكل فرح وسرور ولسنا بحاجة إلى أن نضرب أمثلة كثيرة على هذه الثمرة التى اقتطفناها من تلك الصحبة من صحبتنا للإخوان المسلمين كما قلنا في رحلاتهم وأسفارهم، وحسبنا مثالا رجلان مشهوران في العالم الإسلامى كله وليس فقط في صفوف الإخوان المسلمين أحدهما أخونا الأستاذ عصام العطار والآخر أخونا زهير الشاويش هذا من جهة.
--------------------------------------------------------------------------------
ومن جهة أخرى وبعد أن قضى الله عز وجل وقدر أن تحل هذه الجماعات كلها بسبب الحكم الفاسق الفاجر هناك واستمررنا نحن في دعوتنا إلى الكتاب والسنة وعلى منهج السلف الصالح ولو أننا منعنا في مرات كثيرة ثم كنا نحاول ونحتال حتى تعود المياه إلى مجاريها ونتابع دروسنا، والشاهد من ذلك، أننا لا نكون مبالغين إذا قلنا أن أكثر الذين كانوا يحضرون حلقاتنا ودروسنا هناك لا أقول في دمشق وحدها بل أيضا في حلب واللاذقية وإدلب وفي غيرها من البلدان - أكثر الذين كانوا يحضرون دروسنا كانوا هم من الإخوان المسلمين، ولذلك من الناحية الواقعية يستحيل على إنسان يعيش في صفوف هؤلاء، يتردد عليهم حين كان لهم مجال لإقامة حفلاتهم، ثم تنعكس القضية فيترددون علينا حينما كنا نحن نتعاطى حريتنا في الدعوة بالكتاب والسنة على إعتبار أن دعوتنا ليست دعوة سياسية، وهذا التبادل وهذا التصاحب من الأدلة البادية الواضحة على أنه يستحيل على مثل هذا الإنسان أن يكون عدوا للإخوان المسلمين.
ثم هناك شيئا آخر، كيف يتصور هذا وقد كانت لى بعض الصلات الكتابية التحريرية مع الأستاذ الشيخ حسن البنا رحمه الله، ولعل بعض الحاضرين منكم يذكر أنه حينما كانت مجلة الإخوان المسلمين تصدر في القاهرة، وهى التى تصدر طبعا عن جماعة الإخوان المسلمين كان الأستاذ سيد سابق بدأ ينشر مقالات له في فقه السنة، هذه المقالات التى أصبحت بعد ذلك كتابا ينتفع به المسلمون الذين يتبنون نهجنا من السير في الفقه الإسلامى على الكتاب والسنة، هذه المقالات التى أصبحت فيما بعد، كتاب فقه السنة للسيد سابق كنت قد بدأت في الإطلاع عليها وهى لم تجمع في كتاب خاص وبدت لى بعض الملاحظات وكتبت للمجلة هذه الملاحظات وطلبت منهم أن ينشروها فتفضلوا، وليس هذا فقط بل جائنى كتاب تشجيع من الشيخ حسن البنا رحمه الله، وكم أنا آسف أن هذا الكتاب ضاع منى ولا أدري أين بقي.
--------------------------------------------------------------------------------
ثم أنا دائما أتحدث بالنسبة لحسن البنا فأقول أمام أخوانى السلفيين وأقول أمام جميع المسلمين أنه لو لم يكن للشيخ حسن البنا رحمه الله من الفضل على الشباب المسلم سوى أنه أخرجهم من دور الملاهي: السينمات والمقاهى ونحو ذلك وكتلهم وجمعهم على دعوة واحدة، ألا وهى دعوة الإسلام، لو لم يكن له من الفضل إلا هذا لكفاه فضلا وشرفا، نقول هذا معتقدين لا مرائيين ولا مداهنين، ولكننا في الوقت نفسه نرى بعض المنتسبين إلى جماعة الإخوان المسلمين ولا اقول كلهم - أنهم يشذون عن دعوة حسن البنا نفسه ونفسها، ذلك بأنى أعتقد ايضا أن من فضل حسن البنا أن دعوته - كما صرح في بعض كتبه ورسائله - قائمة أيضا على الكتاب والسنة، وإن كنت أعتقد أن هذا أصل وأس وضعه ولكن لم يقم أحد من الأخوان المسلمين أنفسهم (لتطبيق) وتفصيل هذا الأصل الذى وضعه حسن البنا رحمه الله، فأقول أن حسن البنا خدم الدعوة السلفية بهذا الأصل الذى وضعه لأن كل شاب من الإخوان المسلمين قرأ هذه الدعوة فحينما يسمع شئ من تفاصيلها من رجل قد لا ينتمى حزبيا إلى جماعة الإخوان المسلمين، فحسبه أنه يجمعه معهم الإخوة العامة "إنما المؤمنون إخوة"، فنجد دون سائر الأحزاب الإسلامية الأخرى في الشباب المسلم من الأخوان المسلمين تجاوبا مع الدعوة السلفية لأننى في الواقع - وقد قلت هذا قريبا لبعض الناس - متعجبا من معادات هؤلاء الناس أو بعضهم لنا ولدعوتنا، أتعجب وأقول سبحان الله، لقد سخرنى الله عز وجل لأقوم بخدمة الدعوة التى وضع أسها وأصلها حسن البنا نفسه، فقمت أنا بخدمتها من حيث تفصيل بعض النواحى منها وإلا فالتفصيل التام الشامل في إعتقادى لا يستطيع أن يقوم به إلا جماعة كثيرة من أهل العلم والتخصص في علوم الكتاب والسنة ومن مختلف البلدان الإسلامية.
--------------------------------------------------------------------------------
فأستغرب حينما نجد مشاكسة ومعاكسة من بعض الأفراد ممن ينتمون إلى الإخوان المسلمين، وأنا رجل اعتدت المصارحة ولا أعرف إن شاء الله للمداهنة معنى، لقد كنت أعيش في دمشق طيلة هذه المدة وليس هناك هذه الإشاعات التى نسمعها وأنا في هذه البلاد في الأردن وفي عمان بصورة خاصة، فعشنا مع الإخوان المسلمين حينما كان لهم وجودهم العلنى، وبعد ذلك أيضا كما ذكرنا لكم كانوا يترددون على دروسنا ويحضرون مصلانا في العيد وهكذا حتى جئت إلى هذه البلاد أو بمعنى أدق بدأت أتردد على هذه البلاد قبل أن أستوطنها منذ نحو عشر سنوات تقريبا، بدأت أتردد أيضا في سبيل نقل الدعوة إلى هذه البلاد بشئ من التوضيح والبيان كما جرينا على ذلك في البلاد السورية، وبدأنا نجد آذانا صاغية أيضا من كثير من الشباب - شباب الإخوان المسلمين حتى وصل الأمر ببعض مراكزهم وبصورة خاصة أو بعبارة واضحة في الزرقا إذ فتحوا لى مقرهم ورحبوا بى أن ألقى المحاضرات فيه، وقد فعلت فعلا، ولم يمض زمن طويل حتى بدأ الشباب - شباب الإخوان المسلمين يتجاوبون مع الدعوة بصورة ليست غريبة عندى لأنى لمست مثلها هناك في سوريا، ولكن وجدنا بعد ذلك موقفاً غريباً وعجيبا جداً:
--------------------------------------------------------------------------------
أولاً: من حيث أننا مسلمون جميعا، وثانيا ً: من حيث أنهم قلبوا لنا ظهر المجن فبينما كانوا يدعونا لإلقاء المحاضرات هناك فإذا بهم يصدون أفرادهم عنا صدودا إلى درجة أن وقعت بعض الحوادث الغريبة والغريبة جداً، وبخاصة في صفوف أو في دائرة الإخوان المسلمين وهم الذين إن كنا نأخذ عليها شيئا، وهو الذي نصرح به دائما وأبداً وهم أنهم يقنعون بتجميع المسلمين ويوحدون كلمتهم على إسلام دون أن يدخلوا في التفاصيل حتى فيما يتعلق بالعقيدة، حتى في بعض الجوانب التى لا يجوز السكوت عنها، فكنت لما صدمت تلك الصدمة فكنت أتسائل: أين الدعوة العامة التى كان أعلنها حسن البنا رحمه الله بقوله، إن دعوتنا سلفية صوفية، وإن كان هو فسر هذا تفسيرا لا يتنافى بادى الرأى مع الدعوة السلفية، ولكن من حيث واقع الإخوان المسلمين فبلا شك، فيهم السلفى، فيهم المذهبى، فيهم الصوفى، هكذا قامت دعوتهم وعلى هذا الأساس تكتلوا، فعجبت لهذه المفاجأة، حينما أرسلوا بعض إخوانهم من الذين مضى عليهم سنين طويلة في صفوف جماعة الإخوان هنا أرسلوا إليهم يذكرونهم ويطلبون منهم أن يمتنعوا من التردد على دروس الشيخ الألبانى.
--------------------------------------------------------------------------------
وجرى نقاش طويل بينهم وبين الأخوين المشار إليهما وكما هى أصولهم وعادتهم أنهم يمهلون الفرد منهم كإنذار أنه إذا استمر على ما يرونه مخالفا لخطتهم أن يجمدوه ثم يفصلوه، وهكذا كان الأمر فأرسلوا وراءهما وناقشوهما في القضية من جديد، قالوا يا جماعة ما ندري هذا الموقف من الشيخ لماذا، الشيخ يصرح بأنه لا يدعو إلى التكتل ولا إلى التحزب، كل ما فيه أنه عنده معلومات كما يقول هو يريد أن ينشرها للناس ولا فرق عنده بين إخوانى وغير إخوانى وصوفى وغير صوفى، وسلفى وغير سلفى، فالدعوة للناس جميعا، فلماذا هذا الإصرار بأن تفصلونا وتبعدونا عن حضور حلقات رجل ونحن مضى علينا سنتين أو ثلاث سنوات وقد شعرنا بالفرق بين ما كنا عليه من الجهل بالإسلام الصحيح وما نحن عليه الآن من المعرفة فلماذا هذه المعاداة؟؟
وكان جوابهم ايضا جوابا عجيبا أنه لا يجوز الجمع بين ولاءين، فالولاء إما للدعوة أى دعوة الإخوان وإما للشيخ، فأجابوا أيضا هؤلاء الإخوان أن الشيخ لا يدعو للتكتل ولا للتحزب بل هو يكمل حركتكم ويوضح بعض المسائل التى أنتم منصرفون عنها بنظامكم القائم، فكانت النتيجة أن فصلوا نهائياً.
--------------------------------------------------------------------------------
ثم بدات بعد ذلك كانت أمور تجد وإشاعات وأكاذيب عجيبة وعجيبة جدا أتبعها قرار صريح صدر من الجماعة هنا ووجه إلى كل أفراد الإخوان المسلمين أنه لا يجوز لهم أن يحضروا حلقات الشيخ الألبانى فازدننا تعجبا، ومع ذلك فأنا أعرف أن طبيعة الشباب الإخوان لا يمكنهم أن يتجاوبوا مع مثل هذا القرار وقد سميته فعلا قراراً جائراً، لأن الإخوان متعطشون إلى معرفة الكتاب والسنة، فهكذا كان الأمر فعلى الرغم من صدور هذا القرار الصريح إلى درجة أن بعض كبارهم ورؤوسهم كانوا يترددون علينا ليتفقهوا في دينهم وأصبح هؤلاء من بعض الرؤوس يجافوننا وربما إذا تقابلنا في الطريق ابتعدوا عنا وهكذا بسبب هذا القرار الجائر، ولما قيل لبعضهم أنت نعرفك رجل مسلم متخلقا ودارسا للفقه الإسلامى فكيف تعاملون الشيخ هكذا؟ كان الجواب هذا قرار القيادة ويجب أن نخضع لها وعلى كل حال هذه لها مدة.
وفعلا هذا القرار كما اعتقدت لم ينفذ ورجع بعض هؤلاء رؤوس الإخوان يترددون علينا كما كانوا يفعلون من قبل، ومن هذه الأكاذيب الكثيرة والكثيرة جداً هو أننا نضلل أو نكفر حسن البنا وسيد قطب.
--------------------------------------------------------------------------------
بالنسبة لحسن البنا ليس عندى مثل هذا الكلام ولو أنه فهم فهماً خطئاً، أما بالنسبة لسيد قطب فقريبا سمعت لأحد رؤوسهم من بعد أن انتهى مفعول هذا القرار زارنى وجا إلى هنا وانتظرنى ساعات فلما لم يجدنى رجعت جاء إلى دار صهري فوجدنى هناك فجلسنا ساعة وأكثر فدار بحث ونقاش فعتبت عليه الموقف السابق وإذا به ولأول مرة يكشفون لي عن سبب الذى حملهم على إصدار مثل هذا القرار يقول أنت كفرت سيد قطب فقلت: سبحانك هذا بهتان عظيم يا دكتور فلان هل أنت سمعت منى هذا الكلام؟ قال: لا، فقلت: طيب، فأين تأدبكم بالآداب الإسلامية أين أنتم وقول الله عز وجل: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ" الحجرات 6، أين أنتم من قول الرسول الكريم " كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع " لا سيما مثلا أولا: خطأ كبير منى أن أكفر رجلا مسلم أقل ما يقال كيف وهو داعية، ثانيا بالنسبة لكم في (تثقون) في هذه التهمة وأنا كنت متردد سابقا عليكم ثم جئت بلدكم وأصبحت بين ظهرانيكم، فهلا أرسلتم أحدا يتثبت من هذا الذى وصلكم، فأنا أقول لك يا فلان: نحن لا نكفر من هم في الحقيقة يستحقون التكفير لخروجهم عن دائرة الإسلام بسبب عقيدتهم الفاسدة إلا بعد إقامة الحجة عليهم هذا من عقيدتنا.
--------------------------------------------------------------------------------
من عقيدتنا أن المسلم قد يقع في الكفر لكننا لا نقول أنه كافر لأن تكفير المسلم أمر خطير جداً، ومن الحيطة التى وقع فيها علماؤنا الفقهاء أن وصل بعضهم إلى أن قال لو كان عندنا مائة قول في مسألة ف 99 من هذه الأقوال تكفر من وقع في هذه المسألة وقول واحد فقط لا يكفر نأخذ بهذا القول حيطة لديننا لما في الوعيد الشديد في الأحاديث الصحيحة لقوله عليه الصلاة والسلام: "من كفر مسلما فقد كفر" فنحن لا نكفر من نعيش معهم ونسمع منهم وحدة وجود فكيف نكفر إنسانا ذل به لسانه أو ذل به قلمه؟؟ ولكننا لا نحابى في دين الله أحدا فنقول هذا الكلام كفر، فلا تلازم عندنا في عقيدتنا أولا ثم في الناحية العلمية ثانيا بين أن يتكلم الإنسان بكلمة الكفر وبين الحكم عليه بأنه كفر وارتد عن دينه، وعندنا أمثلة كثيرة من حياة الرسول صلَّى الله عليه وآله وسلم وسيرته الشريفة مع أصحابه، فهناك مثلا الحديث الذى أخرجه الإمام أحمد في مسنده من حديث عبد الله بن عباس، أن النبى صلَّى الله عليه وعلى آله وسلم خطب يوماً في الصحابة، فقام رجل وقال له ما شاء الله وشئت يا رسول الله، فقال له عليه السلام: "أجعلتنى لله نداً، قل ما شاء الله وحده"، أظن أن أمثال هؤلاء الناس الذين يسمعون فيما نقول أن هذا كلام كفر يستلزمون أن الرسول صلَّى الله عليه وسلم كفر هذا الرجل والحقيقة أنه ما زاد على أن رده وقال: "أجعلتنى لله ندا قل ما شاء الله وحده" بين له الخطأ وأتبعه ببيان الصواب، وذلك هو طريق كل مسلم يفهم حقيقة دعوة الرسول صلَّى الله عليه وعلى آله وسلم.
--------------------------------------------------------------------------------
وقلت للرجل: هذا هو موقفنا، فقال الرجل: طيب ماذا قال سيد قطب؟، فجئنا بكتاب التفسير الظلال وجئنا بمجلدين أحدهما في تفسير سورة الحديد أظن والآخر في قل هو الله أحد، فقرأ أحد الجالسين فهنا، وأظنكم على إطلاع بما قال، فظاهر كلامه أنه لا وجود إلا وجود الحق وهذا هو عين القائلين بوحدة الوجود، كل ما تراه بعينك فهو الله، و (أهل الظاهر) هى مخلوقات ليست شيئا غير الله، وعلى هذا تأتى بعض الروايات التى تفصل هذه الجرائم الكبرى مما يروى عن بعض الصوفيين القدامى: من كان يقول سبحانى سبحانى ما أعظم شانى، هذا الكلام كله في الموطنين من التفسير، أنا أقول لعله سيد قطب رحمه الله قرأ شئ من هذه الصوفيات فتأثر بها وهو رجل أديب فثبتها في التفسير فخرج منه هذا الكلام لأنه في الواقع في مواطن أخرى، (يقول
جمهور المسلمين يعنى أهل السنة والعقيدة الصحيحة يقولوا الفرق بين الخالق والمخلوق على خلاف عقيدة وحدة الوجود، فأنا قلت لهذا الرجل، هذا الكلام أخى، هذا كلام كفر لا يجوز إقراره ولا يجوز ابقاؤه، وأنا في إعتقادى والدين النصيحة أن هذا الكتاب إذا طبع من الجماعة أنفسهم الإخوان المسلمين فمن الواجب عليهم لا أقول أن يغيروا العبارة نفسها وإنما أن يعلقوا عليها بحيث أن لا يتورط فيها بعض من لا علم له من العقيدة الإسلامية الصحيحة، أما السكوت عليها فلا يجوز كما هو معروف في علم الفقه.
الخلاص بحث الرجل وقدم وأخر فلم يستطع أن يجد لتلك الجمل معناً إلا هذا المعنى الظاهر، لكن انتقل إلى مواطن أخرى معروفة يصرح فيها بان هناك خالق وهناك مخلوق، والخالق غير المخلوق، وهذه الاشياء والحمد لله من فطرة المسلمين جميعا.
فالشاهد اقاموا هذا القرار الجائر على مجرد كلمة بلغتهم وأقل ما يقال فيها ما يقال (منذ القديم): وما آفة الأخبار إلا رواتها.
--------------------------------------------------------------------------------
وأخيرا بدأت - لما استقررت هنا - إشاعات عجيبة وعجيبة جدا وما أدرى من أين تصدر في الواقع ولكن مع الأسف نظن أن بعض المتحمسين من أفراد الإخوان المسلمين هم ممن يشيعون هذه الكلمات، فكل هذه الأشياء إشاعات لا نقيم لها وزنا، بالمقدار الذى فوجئت به من مجلتكم مجلة المجتمع التى كانت تصدر ولا تزال وكانت تتحفنا بأن ترسل إلينا - لا أستطيع أن أقول أحيانا لأنها كانت تأتينا أحيانا أم بصورة مطردة ولكن هناك (تسرق) ( ... ) أو لأي سبب، وفى الوقت الذى كانت المجلة كأن فيه هناك ارتباط معنوى روحي قائم بينى وبينها، يدلنى على ذلك أنها تقدم إلينا هذه المجلة هدية بصورة متتابعة فإذا بنا نفاجئ بمناقشة أجروها بين أخ لنا من أنصار السنة في السودان يمكن إسمه عبد القادر حسن، وإذا بهذه المجلة تسطر ما نسمعه هنا من أن الشيخ الألبانى ضد الإخوان المسلمين ولعلهم أيضا - إن لم أكن أخطئ - ذكروا أنه يكفر أو يضلل أو ما شابه ذلك.
_______________
الوجه الثانى
--------------------------------------------------------------------------------
أقول خلاصة ما تقدم وباختصار أنا لا أعادى الإخوان المسلمين بل أعتبرهم أنهم يوطدون للدعوة السلفية ويهيئون الأفراد ليتقبلوا هذه الدعوة، وهذا ألمسه في طيلة حياتى التى لا تقل عن خمسين سنة في الدعوة وأنا أعرف هذه الحقيقة، ولكنى آخذ عليهم كجماعة شيئا وآخذ على بعض الأفراد أو الكثير من الأفراد أشياء أخرى، وهؤلاء الأفراد يختلفون بين سوريا وبين الأردن فآخذ عليهم مثلا أنهم لا يهتمون بتركيز العقيدة الصحيحة في أفراد الأخوان المسلمين بل زيادة على ذلك لا يلقنونهم الأصول التى ينبغى أن يرجع إليها هؤلاء الشباب ليزول الخلاف الموجود واقعيا بينهم، من سلفي، ومن مذهبى، من صوفى، ونعتقد أن الوحدة التى ينشدونها لا يمكن أن تقوم لها قائمة في دائرة الإخوان المسلمين على الأقل وفيهم هذه الخلافات الجذرية الأصيلة على خلاف ما يتظاهر بعضهم من المتعصبة للمذاهب والذين يقولون أن الخلاف بالفروع ليس بالأصول، ولسنا الآن بهذا الصدد.
فأنا آخذ على الإخوان كجماعة بعض الأشياء وآخذ على بعض الأفراد منهم أشياء أخرى، فالجماعة أنا أعتقد وقد مضى عليهم نصف قرن من الزمان أو أكثر، أنا أعتقد أنه يجب عليهم أن يلتفتوا إلى تصحيح مفاهيم افراد الإخوان المسلمين وخاصة ما كان منها في العقيدة وهذا يكون الخطوة الأولى في سبيل التوحيد بين أفراد الإخوان المسلمين أولا ثم التوحيد بينهم وبين عامة المسلمين ثانيا، بالإضافة إلى هذا أنهم لابد أن يخطوا الخطة الذى خطها أقول حسن البنا رحمه الله حينما وافق على النهج الذى سلكه صديقنا السيد سابق في تأليفه لكتاب فقه السنة، فأنتم تذكرون تقرير حسن البنا لهذه الخطة التى وضعها السيد سابق جزاه الله خيرا فارى تناقضا عجيبا جدا في صفوف الإخوان المسلمين.
--------------------------------------------------------------------------------
هذا الكتاب الذي أنصح دائما وأبدا الشباب حينما يسألونى لأدلهم على كتاب في الفقه القائم على الكتاب والسنة أقول لا أجد لكم خيرا من كتاب فقه السنة للسيد سابق وإن كان لى ملاحظات على ذلك، لأن الأمر في الواقع كما قال الإمام الشافعى رحمه الله "أبى الله أن يتم إلا كتابه" وأنا لما كتبت نقدا على الجزء الأول والثانى والثالث من فقه السنة إشارة إلى أني متعاون معه ولست مضاد له ولذا سميت كتابى تمام المنة في التعليق على فقه السنة، أجد هذا الكتاب الذى أعتقد أنه كان ينبغى أن يكون من منهج الإخوان المسلمين فرض هذا الكتاب على كل فرد ينتمى إليهم كما يفرضون عليهم رسائل حسن البنا رحمه الله، فأجد الأمر على النقيض من ذلك.
أجد مثلا في دمشق الشام، اجد بعض السرايا يتدارسون هذا الكتاب وسرايا أخرى يتدافعونه ويرفضونه بحجة هذه الكلمة التى أتمنى أن يقضى عليها القرضة والسوس ياكلها، بحجة هذا الرجل وهابي، وأكثر من هذا بعض الأقاليم في الشمال الشرقي من سوريا كل الجماعة من رئيسها إلى مرؤوسيها يرفضون هذا الكتاب رفضا باتاً بنفس الحجة المذكورة الواهية، لماذا هذا التنافر وكيف أستطيع أن أتصور أن جماعة الإخوان المسلمين متحابون متوادون وفيهم السلفى الذى في المؤلفات القائمة الآن لا يرضى بديلا في الفقه بدل كتاب فقه السنة للسيد سابق وآخرون يظلون يقرؤون في الكتب التى أعتقد إنه يصح أن يطلق عليها أكل الدهر عليها وشرب، مراقي الفلاح في الفقه الحنفي، حاشية الباجوري في الفقه الشافعي، وفى كل من الكتابين كما كنت ألمحت لك في الإجتماع السابق كلمات يندى لها الجبين من ذكرها ولست انا الآن في صددها والحر تكفيه الإشارة كما يقال.
--------------------------------------------------------------------------------
كيف يمكن لأفراد الإخوان المسلمين أن يكونوا فعلا موحدين كما وضعت الدعوة من أجل ذلك وفى أفرادها هذا التنافر البعيد في البلدة الواحدة والإقليم الواحد في سوريا المنهج مختلف تماما في الثقافة الفقهية الإسلامية، وهنا وجدت أنا إقبالا على الدعوة السلفية بسبب هذه الحركة التى نحن ندعو إليها ولا نخالف من الناحية السياسية أحد لأنه كما قال الله تعالى: "وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ" البقرة 148، وأنا أقول - وأتمنى أن يقول مثل قولى كل الجماعات الإسلامية - أنا أقول الإخوان المسلمين لا يستطيعون أن يقوموا بواجب الإسلام وحدهم، السلفيون كذلك، حزب التحرير كذلك، وأى جمعات إسلامية أخرى، هؤلاء جماعات أعتقد وجودهم ضرورى، لأن جماعة واحدة منهم لا تستطيع أن تقوم بكل واجب يفرضه الإسلام على الجماعة الإسلامية، وإنما هذه الجماعات يجب أن تقوم كل منها بواجبها فقط ولكن بشرط واحد أن يكونوا جميعا في دائرة واحدة متفقين على الأسس والقواعد التى ينبغى أن ينطلقوا منها ليتفاهموا ويتقاربوا.
لا شك أنه لا منافاة فيما يتعلق بالأمور أو بالصنائع المادية مثلاً بين حداد وبين نجار وبين طيان وبين وبين، إلى آخره ولا يستطيع جماعة الحدادين أن يقوموا بوظيفة النجارين ونحو ذلك ولكن هؤلاء إذا كانوا متنابذين وإذا كانوا متحاربين لا يستطيعوا أن يقيموا بناء بناية أو قصر مثلا، وأولى وأولى بأن يقيموا هذا القصر المشيد إقامة الحكم الإسلامى أو الدولة الإسلامية، وأنا على يقين أنه لا السلفيين وحدهم يستطيعون ولا الإخوان المسلمين وحدهم يستطيعون ولا أى من الجماعات ولا الأحزاب، ولكن هذه الجماعات إذا توحدت في دائرة واحدة وتعاونوا كل منهم في حدود إختصاصه فيومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله.
--------------------------------------------------------------------------------
وعلى ذلك نحن ماضيين لا نعادى طائفة أو جماعة من الجماعات الإسلامية إطلاقا، لأن كل جماعة كما صرحت آنفاً تكمل النقص الذى يوجد عند الجماعة الأخرى، هكذا أعتقد ينبغى أن تكون علاقات الجماعة الإسلامية بعضهم مع بعض، والذى نراه مع الأسف الشديد هو خلاف هذا الواجب الذي ينبغى أن تجتمع الجماعات الإسلامية عليه.
فالأخوان المسلمون الذى وجه السؤال عن موقفنا منهم، يعاملوننا بخلاف ما نعاملهم به، نحن نقدر جهودهم كجماعة يدعون إلى تكتل المسلمين واجتماعهم تجاه الحوادث والمصائب التى تلم بالمسلمين وإن كان كما قلت آنفا وحدهم لا يكفى أن يقوموا بهذا الواجب، لابد أن يكون معهم جماعات أخرى فبدل من أن تكمل كل من الجماعات السلفية والإخوانية الأخرى، نجد الإخوان المسلمين بصورة خاصة استطيع ان اقول في هذه البلاد الأردنية، أستطيع أن أقول هم الذين ينشرون العداء والبغضاء بين السلفيين والأخوان المسلمين وليت الأمر وقف في حدود الأفراد والأشخاص الذين ليس لهم وزن في الأخوان المسلمين، فكل جماعة وحتى صحابة الرسول عليه الصلاة والسلام كان فيهم كما يقول بعض الفقهاء القدامى الأعرابى البغال على عقبيه وفيهم كبار الصحابة مثل الخلفاء الراشدين وغيرهم، وأولى وأولى أن يكون أمثال ذلك الأعرابى في كل جماعة كانوا سلفيين أو كانوا الأخوان المسلمين أو غيرهم.
--------------------------------------------------------------------------------
فاقول ليت أن الإشاعات التى تزيد الفرقة بين الجماعتين تنبع من أفراد عاديين في الأخوان المسلمين إذن لكان الخطب سهل لكن الواقع أن الأمر تعدى إلى بعض المسئولين منهم، أو كما هم يقولون بعض القياديين منهم، هم مثلا يتقولون أقاويل كثيرة التى سمعتموها واضطرتكم إلى أن توجهوا مثل هذا السؤال الصريح، فبعض القياديين منهم كتبوا في بعض مؤلفاتهم ما يشعر (الراكض) على هذه الكتابة أن القياديين أنفسهم هم ينظرون إلى السلفيين نظرة - لا أقول عدم تقدير - بل إحتقار وإزدراء ولكن كان الأمر وقف على ألسنة بعض الأفراد لهان الأمر، فنجد خلاف ما نعتقد أن كبار الأخوان المسلمين يعتقدون أيضا ما نعتقد من حيث أهمية الدعوة السلفية وضرورتها في هذا المجتمع الإسلامى وبخاصة اليوم، وأنه لا يمكن أن تقوم قائمة للجماعات الإسلامية إلا على أساس الكتاب والسنة، كبار الأخوان المسلمين نعرفهم هم معنا لكن هنا الواقع خلاف ذلك.
--------------------------------------------------------------------------------
فتجد مثلا كتيبا صغيرا ألفه أحد دكاترهم هنا والقياديين منهم سماه الدعوة الإسلامية ضرورة إجتماعية، وكتب اسم مستعار وهذا في الواقع مما يؤخذ على رجل قيادي في الجماعة، فلماذا يتستر؟ - دعنا من هذا أمر هامشى - وفيه يتعرض لحزب التحرير ويتعرض للسلفية، يقول ماذا يوجد عند السلفيين، يقول عندهم: تحريك الأصبع في التشهد سنة، تعليق الساعة الدقاقة في المسجد بدعة هذا هو الموجود عند السلفيين، ومن العجائب يا أخواننا الحاضرين وأخانا السائل بصفة خاصة أن هذا أخانا الذى ألف هذه الرسالة كما يعرف كثير من الحاضرين كان يجلس كما أنتم جالسون الآن يستمع بل ويكتب كل ما يسمع ليستفيد علما، وهو رجل متواضع فاضل لكنى أعتقد أن منهج الدعوة التى فرضت عليه الآن وجهته إلى أخرى، وجهته على ألا يأتمر بأمر الله عز وجل، أو لا ينتهى حيث نهاه الله عز وجل في مثل قوله: " ........ وَلا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ ........ " الأعراف 85 ... " ...... وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآَنُ قَوْمٍ عَلَى أَلا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى ...... " المائدة 8، فهو يعرف هذه الحقيقة التى كانت تدفعه إلى أن يحضر مجالس الألبانى بكل تواضع ويكتب كل ما يجيب عليه من أسئلة، وإذا به يقول إيش عند السلفيين؟ ما عندهم سوى تحريك الأصبع في التشهد سنة، تعليق الساعة الدقاقة في المسجد بدعة.
--------------------------------------------------------------------------------
ثم يأبى الله عز وجل إلا أن يظهر الحقيقة على قلم هذا الكاتب فبعد قليل يقول: فمن الذى يتعاطى كتب السلفيين وينشرها سوى الشباب المؤمن لولاهم لكسد ولم ينفق سوق كتب الدعوة السلفية هو لم يبق عليه سوى أن يسمى الشيخ الألبانى، هذا يا أستاذ يدلك إلا أن الجماعة - فعلا الآن نحن مؤمنون بهذا وأرجو ربنا ان يصلح الحال هم ينطلقون منطلقا حزبيا ليس إسلاميا، لأن الإسلام يقول الحق دائما وأبدا، هذا صواب وهذا خطأ، أما أن ننكر جهود جماعة أو شخص من هذه الجماعة بعينه - ليس عنده إلا أمور - ولا طالما سمعناهم يقولون أمور تافهه وهذه أمور تفرق الصف وتصدع الكلمة وو إلى آخره، وأصبحت هذه أشياء تكتب وتنشر بين أفراد الأخوان المسلمين وليس من ناس حياديين.
ومع ذلك نستمر نحن ماضون في دعوتنا ولا فرق بيننا وبين المسلمين عامة إلا أننا نعتقد أن ما ندعوا إليه هو الحق مثل ما أنكم تنطقون وجرت محاولات كثيرة ههنا من أجل لقاء ودائما نحن نمد يدنا اليمنى للأصحاب لنتلاقى ولنتفاهم فيأبون اللقاء والإستماع. آخر شيء جرى لا أظن أكثر من شهر، يمكن تعرف أحد أخواننا الفلسطنيين على الخشام؟
السائل: نعم أعرفه شخصيا.
الشيخ: تعرفه شخصيا؟ نعم، هذا الرجل هو من الأخوان السلفيين الذين دخلوا في الأخوان المسلمين.
السائل: أعرف ذلك.
الشيخ: ذهب إلي قطر، - وتعرف أيضا أنه في قطر؟
السائل: نعم
--------------------------------------------------------------------------------
الشيخ: أتصور والله أعلم لأنه أقيس نفسى هنا، فأنا جئت هنا تحرك الأخوان ضد الدعوة السلفية حركة عجيبة، أقول ذهب إلى هناك باعتباره من الأخوان المسلمين أتصور إن الأخوان المسلمين التموا حوله وصاروا يحركوا وأن الشيخ الألبانى يعمل كذا ويقول كذا ويعادى الجماعة ويجرحوا والأمور الخلافية نتركها جانبا وكذا والكلام وراح الرجل تجاوب مع حماس الجماعة، وكتب لى خطاب طويل، والحقيقة أنا عتبت عليه، لأنه لو كان رجل عادى ما يعرفنا ويعيش معنا ومن كبار أخواننا في دمشق وكيف يعرف أننا دائما نتقدم في طلب إجتماع ولقاء وهم يأبون فعجبت كيف إنه تحمس هالتحمس وقعد يقول نتناسى الماضى وأن الوضع في سوريا كذا وكذا إلى آخره، على كل حال كان إنه كتب في آخر الخطاب أنه سيأتى إلى عمان في طريقه إلى العمرة وفعلا جاء وبعد السلام والكلام والتحية والإكرام قلت هل أنت غشيم بنا وأنت تعلم مواقفنا مع كل الجماعات ليس فقط الأخوان المسلمين، وهم يمتنعوا، فما هذا؟ قال ولكن الوضع في سوريا قلت: ما الوضع اتفضل، أنت جئت الآن، نحن مستعدون للقاء مع الجماعة، قال طيب، وراح يوم ويومين وثلاثة وكلما اتصلنا على شخص يحولونا إلى شخص آخر بدعوى أنه يستطيع أن يفعل أو يؤثر، وأخيرا التقى مع شخص، قال أجيب لك الجواب، فجاء الجواب بالرفض، فماذا نعمل؟؟؟؟
--------------------------------------------------------------------------------
نحن نسعى للقاء وهو يأبون، أحد شيئين فإما نحن في إعتقادهم غارقون في الضلال ميئوس من هدايتهم - يئسوا من لقاء الشيوعيين أمثالهم - أو ما أدرى ما أقول غير هذا أو عكس هذا، يأبون علينا غير هذا، قبل مجيئ الشيخ علىّ بنحو 6 أشهر أو 7 أشهر كنت لا أزال أتردد كعادتى كل شهر أو شهرين إلى هنا فجئت وإذا بصهر لي يقول أحد الإخون المسلمين يريد يهيئ لك لقاء مع بعض رؤوسهم على دعوة عشاء، قلت حسنا، خلينى التقى مع هذا الرجل، وهو لعلكم تعرفونه الدكتور أحمد قرعانى، وهو دكتور دمث الأخلاق وأيضا عنده تجرد وإنصاف فمن إنصافه دعى هذه الدعوة أو حاول لأنه ما نجح للأسف أيضا فالتقينا به وفهمت غرضه، وقلت طيب أنا إن شاء الله بكرة أو بعد بكرة مسافر وقبل عودتى إليكم أحدد لك الأسبوع الذي يمكن أن أكون عندكم لكى تتهيئ للقاء وما أظن أن فيه عندكم مانع أنه يكون معى بعض إخوانى، قال طيب، ورجعت أنا إلى دمشق وكنت ناوى أن أحضر أخونا سعيد عباس - وما أظن أنك تعرفه شخصيا - وكان سجين مع السجناء، فك الله سجن الجميع، المهم أنى التقيت مع أخونا هذا وأخ لنا ثاني ووفقنا بين الأوقات حتى نستطيع ان نبعث هنا الأسبوع الذى ممكن نأتيهم فيه، وكذلك بعثنا ورقة لصهرنا هنا يبلغ فيه الدكتور أحمد بأننا نحن سنكون في الأسبوع الفلانى وفعلا انتظرنا الجواب، وإذا الجواب يجيئ أن الجماعة رفضوا اللقاء، أنا على كل حال جئت حسب راحتي، وحكى لى التفاصيل، الدكتور أحمد لما بلغ الأشخاص الذين كانوا يدعيهم إن الشيخ الألبانى بيجيى بعد أسابيع وبيعين الوقت بس بيجيب واحد أو اثنين من إخوانه قالوا إن القضية بتصير رسمية واحنا ما نستطيع أن نعقد اجتماع رسمى إلا بإذن من القيادة فبنشاور، فشاوروا فجاءهم جواب بالرفض.
--------------------------------------------------------------------------------
وهكذا كلما مددنا يدا رفضوا التلاقى والإتصال، وهكذا نعيش، نحن نتقدم إليهم وهم يتأخرون عنا ومع ذلك أقول بصراحة ولا مؤاخذة، رمتني بدائها وانسلت، فنسال الله أن يحسن ويصلح أحوال المسلمين جميعا، هذا ما لدي الان من الكلام جوابا على هذا السؤال وجزاك الله خيرا.
السائل: فضيلة الشيخ جزاك الله خيرا، فضيلة الشيخ أنا شاهد وقد عشت مع الأخوان منذ بداية الخمسينيات وأننا ما كنا نشعر في يوم من الأيام أنك غريب عنا ولم نكن نشعر كذلك بأن ما كنت تقدمه من انتاج علمى مغاير لما نحن عليه وطوال هذه الفترة التى عشناها في الأخوان وما زلنا لا نقبل عقيدة إلا عقيدة السلف الصالح وأيضا منهج السلف وهذا لا يتعارض مع أصل دعوة الإخوان
الشيخ: صح
السائل: وقد فصلت ذلك في حديثك بارك الله فيك
الشيخ: وفيك
السائل: مع الأسف هذا الموقف الذى تفضلت به من قيادة الأخوان في الأردن يتعارض أصلا مع الخط الذى سلكه البنا رحمه الله والذى أشرت إليه قبل قليل، البنا رحمه الله كان على علاقة وثيقة مع رشيد رضا ومع محب الدين الخطيب وكان يعتمد عليهم وكان يشعر بأن دعوة الإخوان تستفيد من العلماء المحققين، والأخطاء لابد أن تقع في عصره وفى كل عصر والبنا رحمه الله قال في (الجزء، البند) السادس من رسالة التعاليل، ما أكده الأئمة السابقون بأن كلامه إذا تعارض مع الكتاب والسنة فيجب أن يرمى به عرض الحائط، فأتعجب من هؤلاء غفر الله لنا ولهم، كيف يدرسون حياة البنا ومنهجه ثم يلجؤون إلى مثل هذه المواقف المؤسفة، والحقيقة أننى أعلم الجواب الذى تفضلت به من صلتك بالإخوان ومن حبك لهم ومع هذا فلابد من (التشبيه) وماذا يضير الإخوان إذا كان منهج السلف والطريقة العلمية في التحقيق وفهم الأمور هى الأساس في دعوتهم.
--------------------------------------------------------------------------------
ولكن بكل أسف دخل في الأخوان كثير من أصحاب الهوى ومن الخرافيين وهؤلاء لا تتصور عقولهم أن تعم كتب الشيخ ناصر ودعوته في كل مكان، فلجؤا إلى مثل إشاعة الأراجيف وإلى دغدغة عواطف شباب الأخوان ليقولوا لهم إن الشيخ ناصر عدو للأخوان