منتدى هديل الحمام
اهلا وسهلا بك فى منتداك يسعدنا تواجدك معانا ونتمنى ان تساهم بصدقة جارية
منتدى هديل الحمام
اهلا وسهلا بك فى منتداك يسعدنا تواجدك معانا ونتمنى ان تساهم بصدقة جارية
منتدى هديل الحمام
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى هديل الحمام

منتدى هيسعدك
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  
من قال سبحان الله وبحمدة غرست لة نخلة فى الجنة
تذكر ان سبحان الله وبحمدة بها يرزق الخلق
من قال سبحان الله وبحمدة فى يوم 100 مرة حطت خطاياة وان كانت مثل زبد البحر
من افضال سبحان الله وبحمدة ان من قالها مئة مرة كتب لة الله 1000 حسنة ( مسلم)
كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان فى الميزان حبيبتان الى الرحمن سبحان الله وبحمدة سبحان الله العظيم
من افضال قولك سبحان الله وبحمدة ان من قالها حط الله عنة سيئة وكتب لة حسنة ورفع لة درجة
وفى صحيح مسلم ان من قال سبحان الله وبحمدة حين يصبح وحين يمسى 100 مرة لم يات احد يوم القيامة بافضل مما جاء بة إلا رجل قال مثل ذلك او اكثر

 

 الإسلام والعلمانية الجزء الخامس

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
احمد الزهرى
Admin
احمد الزهرى


عدد المساهمات : 227
نقاط : 20060
تاريخ التسجيل : 31/03/2014
العمر : 35

الإسلام والعلمانية الجزء الخامس Empty
مُساهمةموضوع: الإسلام والعلمانية الجزء الخامس   الإسلام والعلمانية الجزء الخامس Emptyالجمعة أبريل 11, 2014 3:30 pm


قيام الصحوة الإسلامية بين الحقائق والأوهام
عرض د . فؤاد زكريا للحديث عن الصحوة الإسلامية ، وقيام الجماعات الدينية في مصر ، في أكثر من موضع ، وأكثر من مناسبة ، وحاول جاهدا أن يعلل ويفسر أسباب ظهورها وبروزها ، وفرضها نفسها على الساحة السياسية والثقافية ، وسيطرتها على قاعدة عريضة واسعة من أبناء مصر في الجامعات والمعاهد وغيرها .
ولكنه مع قدرته على التمحل ، وبراعته في الفرار من الحقائق الناصعة ونعومة ملمسه في تناول القضايا الشائكة ، جاء حديثه مضطربا متناقضا ، منافيا لأبسط المسلمات في الدين والعلم والفكر والتاريخ .
يقول الكاتب : هناك ما يشبه الإجماع بين الباحثين على أن هزيمة 1967 م ، وما أعقبها من شعور عام بالانكسار ، كانت هي العامل الرئيسي ، الذي أعطى الحركات الدينية في السبعينات طابعها المميز ، ومن هنا كانت الاتجاهات الدينية في هذه الفترة بالذات ، توصف بأنها رد فعل على الهزيمة . هو رد فعل اليائسين الذين سدت في وجوههم الأبواب ، فأخذوا يلتمسون العون من السماء ، أو من التاريخ البعيد ، وبدا لهم أن إحباط الحاضر وظلامه ، لن يتبدد إلا بيقظة وصحوة تعيد أمجاد الإسلام في عصوره الأولى من جديد .
هذا ما أجمع عليه الباحثون ، كما يقول كاتبنا د . زكريا ، ولكنه يرفض ـ رفضا قاطعا ـ هذا الإجماع أو شبه الإجماع ، لأسباب أو لسببين ذكرهما ، في غاية الضعف والتهافت :
الأول : زعم أن السنوات التالية لسنة 1967 م ، شهدت مظاهرات تطالب بمحاسبة المسئولين عن سنة 1967 م ، وتستعجل معركة الثأر ، وفي جميع الحالات كانت الديمقراطية وتحسين أحوال المعيشة من أهم المطالب ، التي تنادى بها الجماهير ، ولم يكن للحركات الدينية دور كبير في هذه التحركات الشعبية ، بل كانت هناك قوى متعددة ، تغلب عليها الصفة العلمانية ، هي التي تسيطر على الشارع ، وعلى طلبة الجامعات بوجه خاص . وهكذا فإن رد الفعل الأول والتلقائي على الهزيمة ، لم يأت على يد الجماعات الدينية .
وهذا غريب أن يصدر من الكاتب . فرد الفعل على الهزيمة لا يظهر في اليوم التالي للهزيمة ، إنه تيار يولد وينمو وفق السنن الكونية ، حتى يشب وينضج ، إنه يخط مجراه في الفكر والشعور والضمير ، حتى ينشئ الإنسان خلقا آخر .
إن الذي ذكره الكاتب من مظاهرات كانت في نفس الخط ، الذي سبب الهزيمة ، وهي بعض إفرازاته أو مكوناته . وربما كانت من صنع أجهزة السلطة وعملائها .
ولم يكن ـ على أية حال ـ متوقعا من الحركات الدينية أن يكون لها دور عقب الهزيمة مباشرة ، لأن أبناءها القدامى كانوا وراء القضبان في السجون والمعتقلات ، وأبناءها الجدد كانوا في رحم الغيب ، أو في مهد الطفولة ، لم يشبوا عن الطوق بعد .
ثم يقول الكاتب مشيرا إلى السبب الثاني :
"ومن جهة أخرى ، فلو كان ظهور هذه الاتجاهات الدينية رد فعل بأي معنى على الهزيمة ، لارتبط به ظهور برامج خطط ، لدى هذه الجماعات تساعد على تجاوز هذه الهزيمة ، ولكن شيئا من ذلك لم يحدث . . "
ولا أدري كيف يفهم الكاتب رد الفعل ، إنه يريد أن يرسم له صورة ، لا تنطبق إلا على فئته ، التي يسميها "التقدميين" .
ولكن رد الفعل ، الذي فهمه كل الناس خاصتهم وعامتهم ، يتمثل في ذلك الشعور العارم العام بأن الناس في حاجة إلى الله ، والاستقامة على أمره ، والاستمساك بدينه . وهذا أمر طبيعي بالنسبة لأي إنسان : أن ترده الشدائد إلى الله ، فيدعو ربه منيبا إليه ، وهو أكثر طبيعية بالنسبة لشعب كالشعب المصري ، عميق الحاسة الدينية ، ولا يحرك كوامنه وقدراته شيء ، كما تحركه كلمات الدين والإيمان .
أجل ، كان شعور الجميع أن الوطن في حاجة إلى بناء الإنسان ، الذي خربته الأوضاع الفاسدة ، والأفكار المستوردة ، ولا أمل في نصر أو رخاء أو استقرار ، ما لم يتكون هذا الإنسان الصالح ، الذي يصنع الله به النصر والتنمية والتقدم والرخاء .
فلا غرو أن يكون التركيز على بناء الإنسان على العقيدة السليمة ، والعبادة الصحيحة ، والأخلاق الفاضلة ، وأن تقوم الجماعات الإسلامية على هذا الأساس ، وإن شابها في بعض الأوقات شيء من الشطح ، أو الغلو ، نتيجة لتعدد المدارس المؤثرة ، أو لقلة الموجهين الثقات ، أو لغيابهم عن الساحة في أول الأمر ، حيث كان بعضهم لازال في غياهب السجون ، وبعضهم لازال في أرض الهجرة ، ولم يلبث الأمر قليلا ، حتى اعتدل الميزان ، وغلب التوسط على التطرف ، وساد تيار الوسطية المعتدل المستنير .
إن مشكلاتنا يا دكتور ليست في "نقص برامج التنمية" ، وإن كانت ضرورية ولابد منها ، وإعدادها فرض على العاملين للإسلام ، وقد أعدوا منها الكثير .
ولكن المشكلة هي فقدان الإنسان ، هدف التنمية ، ووسيلتها ، وصانعها ، الإنسان الذي يتميز بوعي العقل ، وصحوة الضمير ، وصدق العزيمة ، وطهارة السلوك ، وهذا هو الفراغ الملموس ، الذي تحاول الجماعات الإسلامية أن تملأه .
لقد كال الكاتب التهم جزافا لشباب الجماعات الإسلامية ، وأفرغ كل ما في جعبته من صفات الذم على هذا الشباب ، من تعطيل العقل ، وتجميد الفكر ، وملكة النقد والابتكار ، والطاعة العمياء ، للرؤساء أو "الأمراء" . . الخ ما قال!
والحقيقة أن الكاتب هنا مخطئ في عدة أمور :
مخطئ في التعميم ، حيث لا ينبغي التعميم ، فلم يكن كل الشباب كما وصف!
ومخطئ في المبالغة ، حيث يحاول أن يضخم بعض المآخذ ، وينظر إليها بميكروسكوب!
ومخطئ في تجاهل الجوانب المضيئة في حياة هذا الشباب ، من غيرة ، وطهارة ، واستقامة ، واستعداد للتضحية في سبيل الله ، ونصرة الإسلام!
ويبدو أن كاتبنا لم يخالط هؤلاء الشباب ، ولم ينظر إليهم إلا أنهم خصوم فكرته ، فخلع عليهم كل قبيح ، وسلب منهم كل جميل ، وما هذا من الإنصاف في شيء .
وأشهد ، لقد خالطت هؤلاء الشباب في مخيماتهم ، وحلقاتهم ، وجامعاتهم ومساكنهم الجامعية ، وزارني الكثير منهم ، فوجدتهم ـ والله ـ خير ما في مصر ، وأعظم ما في مصر ، إيمانا وخلقا ونظافة وعملا وبذلا ، وقدرة على العطاء دون مقابل ، إلا ابتغاء رضوان الله تعالى .
وقد كان في بعضهم ـ كما أشرت ـ بعض الميل إلى التشدد والتنطع ، فلما أرشدوا إلى الطريق ممن يثقون بعلمه ودينه ، سرعان ما رجعوا إلى الصراط المستقيم ، راضين مطمئنين ، وسرعان ما نفوا الخبث من بينهم ، كما ينفي الكير خبث الحديد .
ويعود الكاتب إلى الحديث عن انتشار الحركات الدينية في السبعينات ، فيضيف إلى ما ذكره ، ما سماه "عامل الدعم والتشجيع" ، "فليس من شك في أن الدولة تغاضت في ذلك الحين عن نشاط الجماعات الدينية ، بل إن البعض يذهب إلى حد القول أنها ساعدت على تدريب فئات منها ، وكان هذا الموقف ، هو الخطأ الرئيسي الثاني ، الذي وقعت فيه ثورة يوليو في تعاملها مع التيار الديني . فبعد عنف الستينات جاءت مغازلة السبعينات ، وبعبارة أخرى : كانت السياسة الرسمية هي الاستعانة بالحركات الدينية ، إلى المدى الذي تفيد فيه الدولة ، وتساعدها على تحقيق أهداف خاصة ، رسمتها لنفسها داخليا وخارجيا" . ا هـ بحروفه .
والملاحظ أن أكثر ما يضايق كاتبنا الدكتور ، هو تغاضي الدولة عن نشاط "الجماعات الدينية" على حد تعبيره .
أجل ، إن الذي آلم د . فؤاد زكريا ، ومن على شاكلته ، أن الدولة في عهد السادات سمحت للتيار الإسلامي أن يتنفس ويعبر عن نفسه ، كما سمح لكل التيارات الأخرى ، التي انفردت بالميدان فترات طويلة من الزمن ، ووثبت على أجهزة الإعلام توجهها لحساب مبادئها وأهدافها ، في الوقت الذي كان التيار الإسلامي سجينا ، تخنق أنفاسه ، وكان أبناؤه تشوي السياط جلودهم ، وتنهش الكلاب لحومهم ، وتسحق آلات التعذيب عظامهم .
فهو ـ دائما ـ يستعدي السلطة على هذا التيار ، ويستثيرها لمعاداته ، بالتصريح حينا ، وبالتلميح دائما .
إن الكاتب يزعم أنه من أنصار الحرية والديمقراطية ، ولكنه يريدها حرية لكل التيارات ، إلا التيار الإسلامي .
أحرام على بلابله الدوح
حلال للطير من كل جنس؟!
كل دار أحق بالأهل إلا
في خبيث من المذاهب رجس!
أما الدعم والتشجيع الذي زعمه ، فقد كان لفئة خاصة محدودة ، هي "جماعة التكفير والهجرة" ، ولم يكن ذلك لوجه الله ، بل لتستخدمها فيما بعد في ضرب الحركات الدينية الأخرى .
ولو كان هناك دعم وتشجيع حقيقي ، لحظيت به كبرى الحركات الإسلامية في مصر والعالم العربي ، وهي حركة الإخوان المسلمين ، التي لم تستطع أن تحصل على وجود قانوني لها ، وأن ترد إليها بعض حقوقها وممتلكاتها ودورها ومؤسساتها ، وهي تقدر بعشرات الملايين ، ولولا وجود مجلة "الدعوة" ، التي كان ترخيصها باسم المرحوم صالح عشماوي ، الذي كان محافظا على صدورها ، حتى لا تسقط رخصتها ، ما وجد الإخوان سبيلا للتعبير عن أنفسهم .
الواقع أنني في حيرة من أمر كاتبنا في كثير مما يكتبه عن الصحوة الإسلامية والحركة الإسلامية ، ترى أهو عاجز أن يفهم ، وهو أستاذ الفلسفة ورئيس قسمها؟! أم هو لا يريد أن يفهم ، كما يلوي الإنسان عنقه ، أو يشيح بوجهه أو يغمض عينيه ، إذا رأى شيئا يكرهه ، أو يؤذيه مجرد رؤيته؟! أم هو يفهم ويعرف ، ولكنه يكابر ، ولا يريد أن يعلن ، كالذين قال الله فيهم ( وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ، ظلما وعلوا ) ( سورة النمل : 14 ) .
الحق أن كاتبنا ـ أستاذ الفلسفة ـ في تحليله لأسباب الصحوة الإسلامية ، وقيام الجماعات الإسلامية في الجامعات وغيرها ، مخطئ من عدة أوجه :
1 . هو مخطئ في محاولته الجاهدة لتبسيط أسباب الصحوة وعواملها وردها إلى سبب واحد لا شريك له ، شأن أصحاب التفسير الواحدي للتاريخ .
ومما لا يخفى ، أن الصحوة ظاهرة لها أسبابها الدينية أولا ، ثم العقلية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية ، ومحاولته تغليب سبب على آخر ، بالادعاء ، أو بالتكلف ، أو التمحل أمر يرده المنطق والواقع .
2 . وهو مخطئ في اعتباره الصحوة حالة طارئة ، أو حالة شاذة ، خلاف الأصل ، كما يقول الفقهاء .
والواقع أن الأصل في أبناء الإسلام هو اليقظة والصحوة ، وهو الولاء للإسلام والاعتزاز بالانتماء للإسلام ، والالتزام بفرائضه وآدابه ، وعلماؤنا يقولون : ما جاء موافقا للأصل لا يسأل عنه ، وما جاء على خلاف الأصل يحفظ ، ولا يقاس عليه .
ولكن الكاتب وأمثاله من العلمانيين يعتبرون ما كان في عهود التخلف المتبلد ، والاستعمار المتحكم ، والطغيان المتسلط ، هو الأصل . ويقولون : لم تعرف في مصر في الفترة الماضية هذا اللون من التدين العنيد ، يريدون أن يجعلوا ذلك التدين المنقوص هو الأصل .
3 . وهو مخطئ في ظنه أن التيار الإسلامي ينحصر في شباب الجماعات الإسلامية ، ولاشك أنهم يمثلون العصب الحي ، واللسان المعبر للتيار الإسلامي ، ولكن هذا التيار يتمثل في قاعدة واسعة عريضة من أبناء مصر ، ويتغلغل في كل الأوساط ، وفي جميع الطبقات ، وقد نبه على هذه الحقيقة المستشار عبد الرحمن عياد ، نائب رئيس محكمة النقض في القاهرة ، في رده على د . فؤاد زكريا ، في الأهرام ، وهذا أمر لا يجهله أي راصد يقظ لما يمور في أعماق الشعب المصري ، وما يشغل عقله وقلبه ، وما يؤثر في تفكيره وسلوكه .
4 . وهو مخطئ في اعتباره الصحوة المعاصرة بنت اليوم أو وليدة الأمس القريب . والمراقبون الأيقاظ يعلمون ـ علم اليقين ـ أن صحوة اليوم امتداد لصحوات سابقة ، وثمرة لجهود حركات إسلامية كبيرة ، وجهاد مجددين إسلاميين مخلصين ، صدقوا ما عاهدوا الله عليه ، فمنهم من قضى نحبه ، ومنهم من ينتظر ، وما بدلوا تبديلا .
ولا ريب أن ما قدمه هؤلاء من تضحيات ، وما صبروا عليه من تعذيب وتنكيل ، وما خلفوه وراءهم من فكر إسلامي ملأ المكتبات ، كان بعض الشموع ، التي أضاءت الطريق أمام الشباب في ظلمات التيه والضياع .
5 . وهو مخطئ ـ كذلك ـ في فهمه لطبيعة الشعب المصري ، وعدم الغوص في أعماقها ، فالشعب المصري
شعب متدين ، وطبيعة دينية ، ولا يحركه شيء ، كما يحركه الدين ، وهو قديما بنى الأهرام باسم الدين ، وفي العهود الإسلامية انتصر على الصليبيين والتتار باسم الدين ، وحديثا قاوم اليهود والإنجليز باسم الدين ، والانتصار في معركة العبور ، واقتحام خط بارليف في حرب رمضان ، إنما تحقق باسم الدين . ومن تجاهل هذا ، فإنما يتجاهل الحق والواقع والتاريخ .
6 . وهو مخطئ كذلك في ظنه أن الصحوة يمكن أن يصنعها حاكم كالسادات أو غيره ، والصحوة الحقيقية لا يصنعها قرار حاكم ، مهما يكن دهاؤه وقدرته ، إنه يمكن أن يصنع مظاهر و"فترينات" دينية ، تقوم على الموالد والاحتفالات والدعاوى الكاذبة . ومواكب النفاق ، وخطب الإطراء من فقهاء السلطة ، أو علماء الشرطة ، ولكنه أقل وأذل وأعجز من أن يصنع تدينا حقيقيا والتزاما إسلاميا ، ينبع من القلب ، ويتجسد في عمل بالإسلام ، وعمل للإسلام ، ودعوة إلى الإسلام .
وقد عجز السادات ، ومن قبله ممن كان أشد عتيا منه عن إقامة حزب سياسي جماهيري ، يتغلغل طواعية في قواعد الشعب ، فأخفق الجميع إلى اليوم إخفاقا ذريعا من هيئة التحرير ، إلى الاتحاد القومي ، إلى الاتحاد الاشتراكي ، إلى حزب مصر ، إلى الحزب الوطني الديمقراطي . فكيف عجز الحاكم وأخفق وفشل في إقامة حزب شعبي سياسي ، مع ما له من نفوذ وسلطان ، وما يملك من سيف المعز وذهبه ، وما لديه من إمكانات الدعاية والإعلام ، ثم يقدر على أن ينشئ بإرادته صحوة إسلامية تمتد امتداد أشعة الشمس في الشعب كله ، وخصوصا في شبابه المثقف ، الذي هو بهجة الحاضر وأمل المستقبل؟!
7 . وهو مخطئ ـ أيضا ـ في ظنه أن الصحوة مقصورة على مصر ، حتى يربطها بحاكم من حكامها ، أو بعهد من عهودها ، إن الصحوة أوسع في المكان من مصر ، كما أنها أبعد في الزمان من عهد حاكم بعينه .
إنها صحوة في العالم العربي كله مشرقة ومغربه ، بل في العالم الإسلامي كله آسيويه وأفريقيه ، بل هي صحوة امتدت خارج العالم الإسلامي ، فقد رأيت آثارها في أوروبا وأمريكا ، وبلاد الشرق الأقصى ، حتى رأيت شبابا يذهبون من بلاد الخليج والعالم العربي إلى أوروبا وأمريكا للدراسة ، غير ملتزمين بالإسلام ، فيعودون من هناك ملتزمين به ، فكرا وسلوكا ، ودعوة وجهادا!
فلو افترضنا ـ وفرض المستحيل جائز ، كما يقولون ـ أن الصحوة في مصر صنعها الحاكم المقتول ، فمن ذا الذي صنع الصحوة في كل أنحاء العالم؟!
إن الصحوة هي الشيء الوحيد المنطقي والطبيعي في منطقتنا العربية والإسلامية ، وتيارها هو التيار الفذ المعبر عن ضمير الأمة ، وعن هويتها ، وعن آمالها وطموحاتها ، وهو القادر عل البقاء والصمود والانتصار في وجه الأعاصير ، لأنه يمثل الحق النافع ، لا الزبد المنتفش الرابي على السطح ( فأما الزبد ، فيذهب جفاء ، وأما ما ينفع الناس ، فيمكن في الأرض ) ( سورة الرعد : 17 ) .

الفصل التاسع
وقف الاستعمار والصهيونية من الصحوة الإسلامية
ومن اجتراءات الكاتب ـ محامي العلمانية ـ وما أكثر اجتراءاته! قوله :
"وفي اعتقادي أن من أشد أساطير حياتنا بطلانا ، القول الذي يشيعه كثير من أشياع الحركة الإسلامية بأن الاستعمار بوجه عام ، والصهيونية بوجه خاص ، يخشون الصحوة الإسلامية ، ويعملون على محاربتها ، ففي مصر كان السادات يشجع التيار الإسلامي في نفس اللحظة ، التي قرر فيها أن يكون توجهه أمريكيا ، وفي السعودية يظهر التحالف بين التزمت الإسلامي الذي يرعى معظم الحركات الإسلامية في الأقطار العربية رعاية مادية ومعنوية ، وبين خدمة المصالح الأمريكية ، بصورة لا تخطئها العين ، وفي السودان الإخوان حلفاء النميري حين طبق شريعته ، التي لم يكن لها من الإسلام إلا الاسم ، وفي إسرائيل تقف سلطات الاحتلال إلى جانب الطلاب ، المنتمين إلى الجماعات الإسلامية في جامعات الأرض المحتلة .
ولا أدري كيف يجترئ الكاتب على مثل هذا القول ، وآلاف الشواهد تكذبه؟! وكيف يطاوعه قلمه أن يكتبه ، وهو يعلم في قرارة نفسه أن الحركة الإسلامية مضطهدة من الغرب والشرق على السواء ، وأن ما حاق بها من محن ومآسي مريرة ، كان بإيحاء القوى الخارجية المعادية للإسلام؟!
والحق أن ما يقوله الكاتب مخالف تمام المخالفة لمنطق الدين ، الذي تعلن نصوصه القاطعة موقف القوم من الإسلام وأهله ، وخصوصا العاملين والمتحركين منهم ، يقول القرآن :
( ولن ترضى عنك اليهود ، ولا النصارى ، حتى تتبع ملتهم ) ( سورة البقرة : 120 ) .
( يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ، ويأبى الله إلا أن يتم نوره ، ولو كره الكافرون ) ( سورة التوبة : 32 ) .
( ولا يزالون يقاتلونكم ، حتى يردوكم عن دينكم ، إن استطاعوا ) ( سورة البقرة : 217 ) .
وهو مخالف تمام المخالفة لمنطق التاريخ ، فمنذ الصراع مع بني قينقاع ، وبني النضير وبني قريظة من اليهود ، ومنذ معركة مؤتة ، وغزوة تبوك ، وموقعة اليرموك مع النصارى ، ومعارك حطين ، وبيت المقدس ، والمنصورة ، ودمياط ، وغيرها مع الصليبيين ، والحرب لم تتوقف ، وهي مستمرة ، وإن تغيرت الأسلحة ، وتبدلت الأسماء .
وهو مخالف تمام المخالفة للواقع ، الحافل بالشواهد والأدلة على أن القوم لا يخشون غير صحوة الإسلام ، وخروج المارد من القمقم ، الذي حبس فيه بالقهر أو الحيلة .
وأستطيع أن أنقل هنا شيئا قليلا قليلا ، مما نشرته الصحف العربية من قلق اليهود والصليبيين المستعمرين من الصحوة الإسلامية ، ورعبهم من أي تحرك إسلامي ، وعملهم الدءوب لإخماد كل حركة بالدم والحديد ، خشية أن تتحول إلى ثورة ، فدولة .
على أن ما ينشر بالعربية هو شيء قليل قليل ، مما ينشر باللغات العالمية ، وكذلك ما ينشر هو قليل قليل ، مما يكتب في تقارير سرية بين دوائر المخابرات ، وصناع القرارات ، وموجهي السياسات ، من وراء الستار .
الوثائق والحقائق تتكلم
ولن أعتمد ـ فيما أثبته هنا عن موقف اليهود والاستعمار من الصحوة الإسلامية ـ على استنتاجات الدعاة والمفكرين المسلمين وتنبؤاتهم ، بل على المعلومات الموثقة المنقولة عن المصادر اليهودية والغربية نفسها ، دون تدخل بتفسير أو تعليق ، فالحقائق ـ وحدها ـ التي تتكلم :
1 . نشرت صحيفة "يدعوت أحرنوت" في 18/3/1978 مقالا رئيسيا ، حللت فيه الهجوم اليهودي على جنوب لبنان ، الذي جرى في 15/3/1978 ، وانتقدت فيه بشدة قيام التلفزيون اليهودي بإجراء مقابلات مع الخائن الماروني سعد حداد ، وانتقدت تمادي التلفزيون اليهودي في إبراز معالم الفرح والبهجة ، التي عمت القرى المارونية النصرانية ، إزاء احتلال الجيش اليهودي لجزء كبير من جنوب لبنان .
وبررت الصحيفة انتقادها بأن ذلك التصرف الطائش تسبب في حدوث ردة فعل عنيفة بين المسلمين في لبنان ، وكل البلاد العربية ، وحتى في فلسطين المحتلة أيضا ، وأن ذلك قد حرك فيهم الروح الإسلامية من جديد ، وهو الأمر الذي ظلت "إسرائيل" وأصدقاؤها يحاولون كبته ، والقضاء عليه طيلة ثلاثين عاما الماضية .
وأردفت الصحيفة تحليلها قائلة :
"إن على وسائل إعلامنا أن لا تنسى حقيقة هامة ، هي جزء من استراتيجية إسرائيل في حربها مع العرب ، هذه الحقيقة هي أننا قد نجحنا بجهودنا ، وجهود أصدقائنا في إبعاد الإسلام عن معركتنا مع العرب ، طوال ثلاثين عاما ، ويجب أن يبقى الإسلام بعيدا عن المعركة إلى الأبد ، ولهذا يجب ألا نغفل لحظة واحدة عن تنفيذ خطتنا في منع استيقاظ الروح الإسلامية بأي شكل ، وبأي أسلوب ، ولو اقتضى الأمر الاستعانة بأصدقائنا لاستعمال العنف والبطش لإخماد أية بادرة ليقظة الروح الإسلامية في المنطقة المحيطة بنا" .
واختتمت الصحيفة تحليلها قائلة :
"ولكن تلفزيوننا "الإسرائيلي" وقع في خطأ أرعن ، كاد أن ينسف كل خططنا ، فقد تسبب هذا التصرف في إيقاظ الروح الإسلامية ، ولو على نطاق ضيق ، ونخشى أن تستغل الجماعات الإسلامية ، المعروفة بعدائها لإسرائيل ، هذه الفرصة لتحريك المشاعر ضدنا ، وإذا نجحت في ذلك ، وإذا فشلنا ـ بالمقابل ـ في إقناع "أصدقائنا" بتوجيه ضربة قاضية إليها في الوقت المناسب ، فإن على إسرائيل حينذاك أن تواجه عدوا حقيقيا "لا وهميا" ، وهو عدو حرصنا أن يبقى بعيدا عن المعركة .
وستجد إسرائيل نفسها في وضع حرج ، إذا نجح المتعصبون ، أولئك الذين يعتقدون أن أحدهم يدخل الجنة ، إذا قتل يهوديا ، أو إذا قتله يهودي" .
2 . وفي عددها الصادر في 17/12/1978 ، وعلى الصفحة السابعة عشرة ، نشرت صحيفة الصنداي تلغراف البريطانية مقالا بقلم يبرغرين دورستورن ، أشار فيه إلى أن الغربيين يقعون في خطأ كبير ، حين يظنون أن الخطر الذي يتهدد مصالحهم في الشرق الأوسط هو خطر الشيوعيين ، لأن الخطر الحقيقي الوحيد ، الذي يتهدد مصالح الغربيين وأصدقائهم في المنطقة هو خطر المسلمين المتطرفين ، الذين تعاظم نشاطهم بشكل مذهل ، رغم كل ما أوقعته بهم النظم ، الصديقة للغرب في المنطقة ، من محن وتنكيل .
ويؤكد كاتب المقال أن الأحداث الجارية في منطقة الشرق الأوسط تشير إلى أن التيار الإسلامي المتطرف ، أصبح قائما في جميع بلدان المنطقة بدون استثناء .
ويقول الكاتب : إن أكبر خطأ يرتكبه الغربيون ، هو عدم تفكيرهم ـ بجدية ـ بضرورة التدخل العسكري المباشر في المنطقة ، في حالة عجز الأنظمة الصديقة عن كبح جماح المتطرفين المسلمين! ويؤكد شعور الغربيين بالندم وتأنيب الضمير إزاء تورطهم في الحرب الفيتنامية ، يجب أن لا يكون سببا في إقناعهم بعدم استعمال القوة العسكرية ضد المتطرفين المسلمين ، لأن خطر هؤلاء المتطرفين المسلمين لا يقارن بأي خطر آخر ، مهما كان .
وينهي يبرغرين دورستورن مقاله قائلا :
"إن مجرد الاكتفاء بمراقبة الانتفاضة الإسلامية في الشرق الأوسط ، لن يفيدنا بشيء ، وإذا لم نبادر إلى مقابلة هذه الانتفاضة بعنف عسكري ، يفوق عنفها الديني ، فإننا نكون قد حكمنا على العالم النصراني بمصير مهين ، يجلبه على نفسه ، إذا استمر تهاوننا في مواجهة المسلمين المتطرفين .
3 . ذكرت صحيفة القبس الكويتية في عددها الصادر في 26/1/1979 ، نقلا عن وكالات الأنباء العالمية أن موشيه دايان ، قال في خطاب ألقاه أمام وفد من الأمريكيين اليهود المتعاطفين مع إسرائيل : "إن على الولايات المتحدة والدول الغربية أن تأخذ العبرة من أحداث إيران الأخيرة ، التي تمخضت عن اندلاع ثورة إسلامية ، بشكل لم يكن متوقعا أبدا" .
وقال دايان :
إن على دول الغرب ، وعلى رأسها الولايات المتحدة أن تعطي اهتماما أكبر لإسرائيل باعتبارها خط الدفاع عن الحضارة الغربية ، في وجه أعاصير الثورة الإسلامية ، التي بدأت من إيران ، والتي من الممكن أن تهب بشكل مفاجئ وسريع ومذهل في أية منطقة أخرى في العالم العربي ، وربما في تركيا وأفغانستان أيضا .
وبنبرة غاضبة حاقدة أكد موشيه دايان أن عدوه الأول هو الإخوان المسلمون ، وأنه لن يطمئن على مستقبل إسرائيل إلا إذا تم القضاء عليهم .
وانتقل موشيه دايان بعد ذلك إلى تهديد عرب فلسطين المحتلة المسلمين قائلا :
"إن عليهم أن يدركوا أن إسرائيل لن تسمح بانجرافهم نحو الاتجاهات الإسلامية المتعصبة ، وأنه في الوقت الذي تشعر فيه إسرائيل أن العرب ، الذين بقوا في فلسطين قد بدءوا في التمسك الإسلامية المتعصبة ، فإنها لن تتردد في القذف بهم بعيدا ، لينضموا إلى إخوانهم "اللاجئين"" .
4 . وفي تعليقها على أحداث إيران وتركيا قالت صحيفة "كمشلر الفايجلر" التي تصدر في كولونيا بألمانيا الغربية :
"إن الأحداث الأخيرة في تركيا وإيران ، وعودة نشاط الاتجاه الإسلامي في مصر ، وغيرها من الدول العربية ، تعطي الدليل على أن الإسلام وحده ، وليست الدول الكبرى أو الأنظمة الموالية لها ، هو الذي يلعب الدور الرئيسي في منطقة الشرق الأوسط" .
وقالت الصحيفة "إن على الغرب أن يدرك ـ الآن ـ أن المستقبل القريب ، سيشهد تحولا جذريا في منطقة الشرق الأوسط لمصلحة الاتجاهات الإسلامية ، وعلى الغرب ، إذا أراد المحافظة على الحد الأدنى من مصالحه في الشرق الأوسط ، أن يبدي مرونة في تفهم مقاصد الاتجاهات الإسلامية ، التي تسعى للحصول على كيان جديد قوى ، يتلاءم مع "الإسلام" .
5 . نشرت صحيفة الجروزلم بوست الصهيونية ، في عددها الصادر في 25/9/1978 ، مقالا كتبه حاييم هيرتزوغ السفير اليهودي السابق لدى الأمم المتحدة ، تحت عنوان "كي لا نخسر الأصدقاء ، ونشد من عضد الأعداء" قال : فيه :
"إن ظهور حركة اليقظة الإسلامية بهذه الصورة المفاجئة المذهلة ، قد أظهرت بوضوح أن جميع البعثات الدبلوماسية ، وقبل هؤلاء جميعا ، وكالة الاستخبارات الأمريكية ، كانت تغط في سبات عميق" .
وقال هيرتزوغ :
"إن معلومات كثيرة عن طبيعة الإسلام وعن القوى الإسلامية الفعالة النشطة ، كانت متوفرة لدى زعماء الغرب ، وخاصة أولئك المسئولين عن الأمن في واشنطن ، وأن جهودا كثيرة بذلت لكبت نشاط الحركات الإسلامية المتعصبة ، ولكن الأحداث الأخيرة في المنطقة الإسلامية ، وعودة الاتجاه الإسلامي ليمارس نشاطه على نطاق واسع في مصر وأفغانستان وسوريا وتركيا وإيران وغيرها ، قد أظهرت أن جميع الأساليب ، التي اتبعت لكبت نشاط الحركات الإسلامية كانت أساليب فاشلة على المدى البعيد ، رغم ما حققته من نجاح لفترات قصيرة" .
وأردف حاييم هيرتزوغ قائلا :
"إننا نشهد اليوم ظاهرة غريبة ومثيرة للاهتمام ، وتحمل في ثناياها الشر للمجتمع الغربي بأسره ، وهذه الظاهرة هي عودة الحركات الإسلامية ، التي تعتبر نفسها عدوة طبيعية لكل ما هو غربي ، والتي تعتبر التعصب ضد اليهود بشكل خاص ، وضد الأفكار الأخرى بشكل عام فريضة مقدسة" .
6 . اعترف مسئول يهودي كبير في سلطات الاحتلال اليهودي في فلسطين المحتلة ، في مقابلة صحفية ، أجرتها صحيفة ها آرتس اليهودية ، في عددها الصادر في 2 شباط 1979 ، بأن هناك مزيدا من الدلائل تشير إلى تزايد المد الإسلامي ، الذي بدأ يظهر بين عرب "إسرائيل" على حد تعبير المسئول اليهودي ، والذين يبلغ عددهم حوالي نصف مليون ، وبين عرب الضفة الغربية وقطاع غزة ، الذين يبلغ عددهم حوالي مليون .
وقال المسئول اليهودي : "إن الذي يثير قلقنا هو أن مواقف العرب داخل إسرائيل بدأت تتحول من مواقف مبنية على قاعدة قومية ، إلى مواقف تستند إلى قواعد دينية ، وأن الشباب العربي بدأوا يتحولون عن زعاماتهم التقليدية إلى الزعامة الدينية ، التي يمثلها علماء الدين ، وهم في غالبيتهم من الشباب ، الذين لا يستبعد أن تكون لهم ارتباطات بحركات إسلامية متعصبة" .
ومضى المسئول اليهودي يقول :
"إن خطرا حقيقيا بدأ يهدد الاستقرار في الشرق الأوسط ، وقسما كبيرا من أفريقيا ، وهذا الخطر هو خطر انتشار ثورة إسلامية شاملة ، يقوم بها متدينون متطرفون" .
7 . وفي ندوة عقدها أهم معهد أبحاث يهودي متخصص في رصد الشئون العربية ، كان موضوع احتمال انتشار "يقظة إسلامية" في فلسطين المحتلة ، هو الموضوع الرئيسي ، الذي تناوله عدد من كبار المتخصصين اليهود في الشئون العربية ، خلال ندوة خاصة نظمها معهد "شيلواح" في جامعة تل أبيب في أواخر شهر كانون الثاني 1979 م .
وقد أجمع العلماء اليهود المشاركون في الندوة على أن اليقظة الإسلامية ، التي اجتاحت إيران بصورة مفاجئة ومذهلة وبدون سابق إنذار محسوس ، تنذر بأن ما حدث في إيران ، يمكن أن يحدث في أي مكان آخر في المنطقة المحيطة بفلسطين المحتلة ، ويكاد يكون أمرا لا مفر منه أمام اليهود من التحسب له بشكل جدي .
وفيما يلي مقتطفات من أقوال العلماء اليهود المتخصصين في الشئون العربية الذين شاركوا في الندوة :
- البروفيسور شارون : مستشار مناحيم بيغن - رئيس وزراء الاحتلال اليهودي للشئون العربية قال :
"ما من قوة في العالم تضاهى في قوة الإسلام ، من حيث قدرته على اجتذاب الجماهير . فهو يشكل القاعدة الوحيدة للحركة الوطنية الإسلامية" .
- البروفيسور "يوشواح بورات" قال :
"إن المساجد هي ـ دائما ـ منبع دعوة الجماهير العربية إلى التمرد على الوجود اليهودي" .
- البروفيسور "الباريش" قال :
"إن الإسلام قوة سياسية واجتماعية ، قادرة على توحيد الجماهير ، وخاصة في الضفة الغربية ، حيث يقوم علماء الدين المسلمون بمهمة توحيد الصفوف ضد اليهود" .
- البروفيسور "موشيه شارون" قال :
"إن الجهود الأولى التي بذلت منذ أكثر من نصف قرن بواسطة علماء الدين المسلمين ، من أمثال مفتي فلسطين الأسبق الشيخ الحسيني ، والشيخ حسن البنا في مصر ، وغيرهما من العلماء المسلمين ، والتي مازالت ، حتى الآن كان لها تأثير كبير في كسب العالم الإسلامي إلى جانب العرب الفلسطينيين باسم الإسلام وباسم حماية الأماكن المقدسة الإسلامية" .
وختمت الندوة أعمالها بالإشارة إلى عدة نقاط ، كان أهمها الاعتراف بوجود يقظة إسلامية حقيقية ، بدأت في الظهور بين عرب فلسطين المحتلة ، رغم كل الجهود ، التي بذلها اليهود خلال الثلاثين عاما الماضية لدمجهم في المجتمع اليهودي .
8 . وفي عددها الصادر في 21/1/1979 ، نقلت صحيفة "الرأي" الأردنية عن وكالة الأنباء الفرنسية أن صحيفة "الواشنطن بوست" الأمريكية ذكرت أن الرئيس الأمريكي السابق جيمي كارتر طلب من وكالة المخابرات الأمريكية أن تعد دراسة عن نشاطات الحركات الإسلامية في العالم كله .
ونسبت صحيفة "الواشنطن بوست" إلى "زبيغينيو بريجينسكي" مستشار البيت الأبيض ـ آنذاك ـ لشئون الأمن القومي قوله :
"إن الإدارة الأمريكية تشعر بقلق بالغ إزاء تزايد نشاط الحركات الإسلامية المنتشرة في العالم الإسلامي وأن الولايات المتحدة الأمريكية بحاجة إلى إعداد دراسة جديدة حول الحركات الإسلامية [و]مراقبتها عن كثب ، حتى لا تفاجأ باندلاع ثورة إسلامية جديدة في أي مكان في العالم الإسلامي ، لأن أمريكا حريصة على عدم السماح للإسلام بأن يلعب دورا مؤثرا في السياسة الدولية" .
9 . وذكرت صحيفة "القبس" الكويتية في عددها الصادر في 24/1/1979 ، أن مجلس الأمن القومي الأمريكي طلب من هيئة المخابرات البريطانية تزويد الإدارة الأمريكية بكل ما يتوافر لديها من معلومات تتعلق بالحركة الإسلامية ، للاستعانة بها في وضع الخطط الكفيلة بالقضاء على خطرهم قبل فوات الأوان .
10 . أوردت وكالة الأنباء الفرنسية في نبأ لها من بيت المقدس بتاريخ 19 شباط "فبراير" 1979 ، أن السلطات اليهودية قامت باعتقال اثنى عشر عالما من علماء المسلمين ، ومعظمهم من الشباب في بيت المقدس .
وذكرت الوكالة أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي بدأت تبث رجالها في المساجد ، لرصد الشباب المسلم ، الذي يرتاد المساجد بصورة متزايدة .
11 . نقلت صحيفة "القبس" الكويتية في عددها الصادر في 30/6/1986 عن صحيفة "فورتشن" مقالا تحت عنوان "الصحوة الإسلامية تقلق أمريكا وإسرائيل تتوقع جهادا إسلاميا مقدسا لتحرير الأراضي" . وجاء في مقال "فورتشن" ما يلي :
"إن صحوة الإسلام الجديدة تزعج الإسرائيليين كثيرا ، فإسرائيل تعرف تماما أنه إذا فشلت محادثات السلام مع مصر ، فإنها ستكون هدفا لحرب "الجهاد المقدس" ، التي ستشنها الصحوة الإسلامية المتزايدة . . " .
وتردف صحيفة "فورتشن" قائلة :
"أنه حتى في الجامعات العبرية في إسرائيل بدأ الطلاب العرب المسلمون يبدون اهتماما متزايدا بالعودة إلى دينهم ، وبدأوا يمارسون ضغوطا على السلطات اليهودية للسماح بفتح كليات للثقافة الإسلامية ، والشريعة الإسلامية ، في الجامعات اليهودية ، كما بدأ العديد منهم يطلقون لحاهم ويؤدون العبادات الإسلامية ، في حين بدأت الفتيات المسلمات في ارتداء الزي الإسلامي الشرعي" .
وقالت "فورتشن" في مقالها :
"إن استفتاء جرى مؤخرا في الضفة الغربية أظهر أن سكانها ـ وخاصة المثقفين منهم ـ يطالبون بالعودة إلى الإسلام ، بعد أن يئسوا من جميع الأنظمة والأيديولوجيات ، التي تنازعت أفكارهم سنوات طويلة" .
وأردفت الصحيفة تقول :
"إن الإسرائيليين يشعرون أنهم يعيشون في بحر متلاطم ، يسيطر عليه الإسلام ، وأن إسرائيل مهددة بالغرق والاندثار في هذا البحر الإسلامي" .
12 . وفي عددها الصادر في 8/7/1979 ، نقلت صحيفة "القبس" الكويتية عن صحيفة "فورتشن" مقالا آخر ، جاء فيه ما يلي :
"إن الاتجاه الديني في مصر يرسخ أقدامه يوما بعد يوم ، فالشباب المصري مفتون بالصحوة الإسلامية الثورية ، كما أن الفتيات المصريات يبدين اهتماما متزايدا بالإسلام . وفي جامعة القاهرة يزيد عدد الطالبات الملتزمات بالزي الشرعي . وقد يأتي يوم لا تبقى فيه طالبة مصرية واحدة ، إلا وقد ارتدت الزي الشرعي الإسلامي" .
وأردفت صحيفة "فورتشن" تقول :
"إن هناك خطرا كبيرا من أن تتمكن الحركة الإسلامية من العودة إلى التأثير على الحياة السياسية في مصر ، هذا الأمر يخيف الرئيس السادات ، الذي عبر عن خوفه بخطابه الشهير في جامعة الإسكندرية حين قال : إنه لن يسمح للدين بالتدخل في السياسة .
وهذا الأمر تخشاه ـ أيضا ـ إسرائيل ، لأنها تعتبر أن الإخوان المسلمين هم من أشد أعدائها ، الذين يهددون وجودها ، لأنهم يرفضون الاعتراف بها ، ويجاهرون بالدعوة إلى إعلان الجهاد المقدس ضدها" .
الإسلام قادم ، ونحن في خطر عظيم . . !
13 . وأول ما نطالع في ملحق "ها آرتس" عن ظاهرة تزايد اليقظة الإسلامية في قرى المثلث العربي ، المحتلة منذ عام 1948 ، مقالا عنوانه : "الإسلام يعم قرى المثلث في إسرائيل" .
وجاء في المقال :
"إن يوم الجمعة من كل أسبوع ، أصبح عيدا لغالبية سكان "باقة" الغربية وهي من أكبر قرى المثلث العربي في إسرائيل" .
ويردف المقال قائلا :
"إن سكان قرى المثلث لم يكونوا إلى ما قبل أشهر قليلة ، وعلى مدى الثلاثين عاما الماضية ، لم يكونوا يكترثون أبدا أو يهتمون بيوم الجمعة ، فقد كان يمضي كأي يوم آخر من أيام الأسبوع ، أما الآن ، فقد أصبح ليوم الجمعة أهمية كبيرة ، إذ ما أن يبدأ مؤذن المسجد برفع صوته بالأذان ، حتى يهرع جميع السكان إلى المسجد ، ليؤدوا الصلاة" .
ويمضي المقال قائلا :
"إن من يزور قرية "باقة" الغربية يوم الجمعة ، يشعر أن النشاط فيها قد انتقل من الشارع العام ، ومن المتاجر والمساكن والمقاهي ، إلى المساجد الثلاثة التي في القرية ، وليست باقة الغربية وحدها ، التي يشعر فيها الزائر بذلك ، بل إنه يشعر بنفس الشعور ، حين يزور قرى قلنسوة ، وكفر قاسم ، وأم الفحم ، والطيبة ، وكفر قرع ، والطيرة ، وغيرها من القرى العربية" .
"إن ظاهرة تزايد اليقظة الإسلامية في المناطق ، التي يقطنها عرب في "إسرائيل" ليست مقتصرة على القرى وحدها ، بل إنها تبرز في المدن أيضا ، وخاصة في عكا ، وإجمالا فإن القطاع العربي من إسرائيل يعيش حاليا مرحلة العودة إلى الإسلام ، فقد أخذ الجميع ، وخاصة الشباب يؤمون المساجد بعد أن كانوا يمضون وقتهم في المدن الكبرى والمقاهي والنوادي والاجتماعات الحزبية ، وهذه ظاهرة لم تشهد الأقلية العربية لها مثيلا من قبل" .
وفي نفس ملحق صحيفة "ها آرتس" اليهودية الصادر بتاريخ 13/7/1979 م ، والذي خصصته كاملا للحديث عن اليقظة الإسلامية بين شباب قرى المثلث العربي بفلسطين المحتلة عام 1948 م ، نطالع مقالا آخر تحت عنوان :
"طوال الثلاثين عاما المنصرمة ، كانت الأقلية العربية في إسرائيل تمارس نشاطا سياسيا متحفظا ، غالبا ما كان تحت مظلة الحزب الشيوعي الإسرائيلي ، أما الآن فإن الأقلية العربية بدأت تتجه اتجاها مختلفا نحو جذورها وأصولها الدينية ، ولقد أصبحت ظاهرة تزايد اليقظة الإسلامية في صفوف الأقلية العربية ، موضع اهتمام السلطات الرسمية ، التي تنظر ـ بريبة وخوف ـ إليها" .
ويردف المقال قائلا :
"إن ظاهرة تزايد اليقظة الإسلامية بين "عرب إسرائيل!!" ، أصبحت مصدر قلق أكيد لكل يهودي ، فلقد أصبح كل يهودي يتساءل بقلق وخوف هذه التساؤلات :
ما هي أهداف هؤلاء الشباب ، الذين يعودون إلى الإسلام من جديد . . ؟!
ومن هؤلاء الذين يقفون وراء هذه الظاهرة ؟!
وهل حركتهم هذه حركة عفوية ، لن تلبث أن تزول أم أنها ستتحول إلى حركة إسلامية ثورية ، كما حدث في مناطق أخرى في الشرق الأوسط ؟!" .
وقبل أن يبدأ المقال في محاولة الإجابة على هذه التساؤلات ، يشير إلى أن الخطر الحقيقي ، الذي تمثله ظاهرة العودة إلى الإسلام بين عرب إسرائيل ، هو "أن الآلاف من الشباب ، الذين يعودون إلى الإسلام من جديد ، هم من طلاب المدارس الابتدائية والثانوية ومعاهد المعلمين ، أي أنهم من الجيل المثقف ، ومن جيل المستقبل" .
وينتقل الكاتب بعدئذ إلى الإجابة على التساؤلات حول أهداف اليقظة الإسلامية ، ومن هم الذين يقفون وراءها ، فيقول : إنه لاحظ أن الكثير من رجال الدين ، الذين لهم نشاط مرموق ، غالبا ما يكونون من أعضاء الحركة الإسلامية ، التي يصفها الكاتب اليهودي بقوله :
"إنها حركة دينية متعصبة ، أنشئت في مصر عام 1929 م ، وانتشرت في أنحاء العالم العربي" .
ويردف المقال قائلا :
"إن النشاط الإسلامي ليس مقتصرا على رجال الدين وحدهم ، بل إن الواعظات المسلمات لهن دور كبير في تزايد اليقظة الإسلامية بين عرب إسرائيل ـ حسب تعبيره ـ ففي قرية "باقة" الغربية مثلا ، تلقى واعظة شابة ، تأتي من نابلس ، دروسا دينية كل يوم ثلاثاء أما نساء وفتيات القرية ، وقد كان لهذه الدروس أثر كبير في عودة الكثيرات إلى الإسلام ، وامتلاء المساجد بهن في الأماكن المخصصة لهن" .
14 . نشرت صحيفة "القبس" الكويتية في عددها الصادر في 16/1/1981 ، أن الجنرال الكسندر هيغ ، وزير خارجية الولايات المتحدة في عهد الرئيس رونالد ريغان ، قد أكد أنه يؤمن إيمانا عميقا بأن المساعدات الأمريكية لنظام الرئيس أنور السادات ستعزز قدرته على الصمود أطول مدة ممكنة في وجه المخاطر الخارجية ، التي تتهدده ، بالإضافة إلى الخطر الأعظم ، الذي يتمثل في تعاظم نفوذ الحركة الإسلامية في مصر .
15 . ونقلت صحيفة الشرق الأوسط في 28/12/1981 ، التي تصدر بالعربية في لندن وجدة في وقت واحد ، تحليلا بثته وكالة رويتر حول اكتشاف تنظيم إسلامي في فلسطين منذ عام 1948 ، وجاء في التحليل :
"إن الصحوة الإسلامية التي انتشرت بين سكان الأراضي المحتلة في فلسطين ، تثير قلق سلطات الاحتلال الإسرائيلي ، وأن هذه السلطات تنظر بقلق بالغ إلى تزايد أعداد المترددين على المساجد ، وخاصة الشباب الذين أصبحوا ينادون ـ علانية ـ بضرورة العودة إلى أصول الدين والإسلام" .
وأنهت وكالة أنباء رويتر تحليلها قائلة :
"إن السلطات الإسرائيلية لا تخفي قلقها من أن تكون هذه الصحوة الدينية بين شباب فلسطين المحتلة منذ عام 1948 م ، قد أدت إلى تشكيل منظمات إسلامية شبه سرية على غرار جماعة الإخوان المسلمين" .
16 . نشرت صحيفة "الرأي" الأردنية في عددها الصادر في 20/1/1981 م ، تحليلا نشرته صحيفة "الايكونومست" البريطانية ، جاء فيه :
"بعد أن توقف نهر النيل عن الفيضان ، ظن الناس أن عهد الفيضانات في مصر قد انتهى ، ولكن ذلك لم يكن صحيحا ، فإن مصر تشهد اليوم فيضانا عارما ، ولكن من نوع جديد ، ذلك هو فيضان الإسلام المكافح بقيادة الإخوان المسلمين .
ليس بمقدور السادات ولا النميري أن يوقفا المد الإسلامي المتصاعد في مصر والسودان" .
وتختتم " الايكونومست " تحليلها بتوجيه نصيحة مبطنة ، تؤكد فيها أن الوسائل العادية في محاربة الحركة الإسلامية لن تجد نفعا في القضاء عليهم ، وأنه لابد من اتباع أسلوب أشد بطشا وقمعا ، للفتك بالحركة الإسلامية والقضاء عليها .
وتنهي " الايكونومست " تحليلها بهذه العبارات ، التي تسخر ـ من خلالها ـ من الأساليب ، التي كان يتبعها السادات والنميري في محاربة الإخوان ، فتقول :
"إن كل محاولات السادات والنميري لتطويق نشاط الإخوان المسلمين بالأساليب ، التي يتبعانها حاليا ، تبدو أشبه ما تكون بمحاولة طفل صغير يضع أصبعه في ثقب صغير في سد كسد أسوان ، ليمنع انهيار الماء المتدفق من آلاف الثقوب الأخرى في السد" .
17 . نشرت جريدة "الرأي" الأردنية في 12/4/1981 م ، ترجمة حرفية لدراسة ، نشرتها جريدة "يديعوت أحرنوت" في ملحقها الأسبوعي الأخير ، ونقتطف من الدراسة هذه العبارات :
- "إن الحركة السرية ، التي تنشط في فلسطين المحتلة عام 1948 م ، قد رسمت خطواتها بروح الإسلام ، ولم تتأثر بأية روح قومية أو وطنية أخرى" .
- "الشباب المسلم في فلسطين بعد أن فقد الأمل في جميع الحركات العربية ، أصبح يصرخ بأعلى صوته : ( لا عزة ، ولا قوة ، إلا بالإسلام ) .
- "إن المساجد التي كانت في السابق مقرا لتجمع الشيوخ والعجائز ، أصبحت اليوم مليئة بالشباب" .
- "الفتيات المسلمات يشاركن في نشاطات الحركة الإسلامية في فلسطين" .
- "الخطب في المساجد تحولت إلى خطب سياسية ، فيها تحريض واضح ضد الحكم الإسرائيلي" .
- "الحركة الإسلامية تتسع وينتمي إلى صفوفها اليوم ، أكثر من عشرين بالمائة من شباب القرى العربية في فلسطين المحتلة عام 1948 م" .
- "دعاة الحركة الإسلامية يقولون لمؤيديهم : إنه من أجل بث روح الإسلام في فلسطين ، فلابد من اللجوء إلى ضرب الاحتلال ومقاومته في سبيل الله" .
18 . نقلت صحيفة "الرأي" الأردنية في عددها الصادر في 13/4/1981 م ، نقلا عن صحيفة "يديعوت أحرنوت" أن مستشار بيغن للشئون العربية قال :
"لو لم تكتشف هذه الحركة في الوقت المناسب ، لتعرض أمن إسرائيل ومستقبلها إلى خطر عظيم ، والآن ، وبعد أن قبضنا على أعضاء الحركة ، سنعمل على تقوية وتعزيز العناصر "الإيجابية" العربية ، التي تؤمن بدولة إسرائيل" .
19 . نقلت صحيفة "الرأي" الأردنية ، في عددها الصادر في 14/8/1981 م ، عن مجلة "نيوزويك" الأمريكية مقابلة ، أجرتها مراسلة النيوزويك في نيويورك ، السيدة "مارلين ديسنر" مع "اهارون ياريف" أحد مديري المخابرات الإسرائيلية السابقين ، والرئيس الحالي لمركز الدراسات الاستراتيجية في جامعة تل أبيب .
ومن الأسئلة التي وجهت إلى "اهارون ياريف" هذا السؤال :
"هل سيكون بمقدور الأقطار العربية على المدى البعيد أن تزيل إسرائيل . . ؟" وكان جواب "اهارون ياريف" كما يلي :
"لا أعتقد أن العرب ـ بأوضاعهم الحالية ـ يستطيعون أن يزيلوا إسرائيل من الوجود ، حتما مع وجود أسلحة جديدة ومتطورة ، ولكن الأمر قد يصبح أكثر خطورة بالنسبة لإسرائيل في المستقبل ، إذا نجح المتعصبون المسلمون في تغيير الأوضاع في الأقطار العربية لصالحهم . ولكننا نأمل أن أصدقاءنا الكثيرين سينجحون في القضاء على خطر المتعصبين المسلمين في الوقت المناسب" .
20 . ونشرت صحيفة "السياسة" الكويتية في عددها الصادر في 3/8/1981 م/ في رسالتها الإخبارية من بلجيكا ، أن مخابرات حلف الأطلسي أعدت دراسة عن الأوضاع في الشرق الأوسط ، أكدت فيها استنتاجات اللجنة الثلاثية ، التي كانت مؤلفة من الرئيس الأمريكي الأسبق نيكسون ، وكيسنجر ، والسياسي الاقتصادي الأمريكي روكفلر ، والتي أشارت إلى أن العالم الإسلامي سيشهد في منتصف الثمانينات صحوة دينية حقيقية ، تعمل على هدف مزدوج ، وهو الجهاد لإزالة إسرائيل وإزالة النفوذ الأمريكي ، والقضاء على المصالح الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط .
وأكدت دراسة مخابرات حلف الأطلسي ضرورة الإسراع في اتخاذ الإجراءات المناسبة الحازمة للقضاء على جميع بوادر اليقظة الإسلامية في المنطقة ، قبل استفحال أمرها .
21 . نقلت صحيفة "القبس" الكويتية في عددها رقم 3382 ، الصادر في 12/10/1981 م ، نص مقابلة إذاعية ، أجراها راديو إسرائيل مع مناحيم بيغن ، قبل أسبوعين من مقتل السادات ، وفيما يلي أهم ما ورد على لسان مناحيم بيغن في تلك المقابلة :
"سؤال المذيع : ألا تقلقك المصاعب ، التي تواجه الرئيس السادات من قبل المعارضة ، بسبب معاهدات كامب ديفيد . . ؟
جواب بيغن : إنني أدرك تماما الأخطار ، التي تهدد صديقنا الرئيس أنور السادات ، ولست أنكر أنني حذرته مرارا من أولئك المتعصبين المتطرفين ، الذين يحملون أفكارا عدائية لإسرائيل ، ويريدون العودة إلى تطبيق قوانين وعادات العصور الوسطى ، بل العصور الحجرية .
وعندما كنت في أمريكا قام الرئيس السادات بحملة اعتقالات ضد أعدائه من الإخوان المسلمين ، وقد سمعت اعتراضات كثيرة هناك ضد هذه الحملة باعتبارها تتعارض مع التقاليد الديمقراطية ، ولكنني دافعت عن إجراءات السادات بحرارة ، وأقنعت المعترضين بأنه يجب عليهم أن يتناسوا التقاليد الديمقراطية ، حين يتعلق الأمر بالمسلمين ، وقلت للمعترضين إنه لو لم يقم السادات بضرب المعارضين المسلمين في الوقت المناسب ، فقد كان من غير المستبعد أن يضربوه هم في أية لحظة" .
22 . نقلت صحيفة "الدستور" الأردنية في عددها الصادر في 9/9/1981 م ، عن صحيفة "الواشنطن بوست" الأمريكية تحليلا سياسيا ، يحتوي كل سطر فيه على تحريش سافر ضد الحركة الإسلامية الجادة في مصر . وفيما يلي أهم فقرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://7788.forumegypt.net
 
الإسلام والعلمانية الجزء الخامس
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الإسلام والعلمانية الجزء الثانى
» الإسلام والعلمانية الجزء الاول
» الإسلام والعلمانية الجزء الثالث
» الإسلام والعلمانية الجزء الرابع
» 60 سؤال فى احكام الحيض للعلامةبن عثيمين الجزء الخامس والاخير

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى هديل الحمام :: المنتدى الاسلامى العام-
انتقل الى: